أخبارأخبار االسودان

والي القضارف المُقال سليمان علي يعلن استقالته من حزب التجمع الاتحادي

الطابية: الطيب عبد الرحمن الفاضل
قدم والي القضارف السابق سليمان علي محمد موسى، الذي أقيل من منصبه قبل أشهر، اسقالته من حزب التجمع الاتحادي الذي ينتمي إليه، معللاً ذلك باستجابة قيادة التجمع للابتزاز السياسي الإسفيري والتضليل والكيد السياسي الرخيص، في قرار سحب الثقة عنه، والتخلي عن واجبها في التثبت والتحقق ولم تتبع المؤسسية الصحيحة في التحقيق التحري.
وكان سليمان قد تمت إقالته، من قبل رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، في أغسطس الماضي، إثر ضجة كبيرة ثارت حوله بسبب فيديو قديم تم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي لإثبات صلته بحزب المؤتمر الوطني المحلول، يظهر في سليمان مقدماً لاحتفال بيعة قبيلته (الأساورتا) للمؤتمر الوطني.
وعقب إقالته، أعلن سليمان تجميد عضوتيه في حزب التجمع الاتحادي احتجاجاً على موافقة الحزب على سحب الثقة منه، دون تثبت أو تحقيق.
وقال الوالي المقال إن المكتب التنفيذي للتجمع الاتحادي تجاهل المضامين التي حملها قراره بتجميد عضويته، مشيراً إلى جهات داخل التجمع بالولاية ظلت تناصبه العداء.
وفيما يلي نص الاستقالة التي تقدم بها الوالي السابق سليمان علي:
جاء انخراطي في صفوف التجمع من انتماء أصيل للفكرة الاتحادية ، وإيمانا بمؤسسيها الأوائل الذين قدموا الوطنية علي الحزبية ، وجاء أيضًا كحصيلة لمسير طويل بحثًا عن المؤسسة التي توحد الشتات الاتحادي.
كان تأسيس التجمع الاتحادي خطوة نحو البناء المؤسسي ، وتنظيم القواعد الاتحادية ؛ وفق رؤية وبرنامج ونظام أساسي للخروج من نمط الزعامة الذي لم يعد مواكبًا للتغيير الاجتماعي والثقافي ، وكان الأمل يحدو جميع الأشقاء ؛ بأن تعبر هذه الخطوة عن تطلعاتهم لبناء حزب الحركة الوطنية علي أسس جديدة ، ولكن تعرضت التجربة لمطبات عديدة بخروج تيارات مؤسسة للتجمع وتفاقمت الخلافات الداخلية في ظل ضيق الأفق التنظيمي لاحتواء هذه التباينات.
جاء تكليفي بمنصب والي القضارف في ظروف انتقال سياسي معقد ، وتحالف عريض يفتقر للانسجام المطلوب مما زاد من عبء إدارة المرحلة ، مضاف إليه عدم تفهم الكثيرين لمطلوبات الفترة الانتقالية ؛ والتي على رأسها ضرورة الالتزام بتقوية التحالف السياسي ، وتأجيل التنافس السياسي ، والتسابق إلى ما بعد تخطي صعوبات الانتقال ، وهي النصائح التي لم تجد آذانًا صاغية لها.
( الأشقاء) يعرفون أكثر من غيرهم الاتجاهات والمبادئ التي أؤمن بها ، والتي تتسق تمامًا، مع مبادئ الثورة والتغيير ، والتي وجدت المناخ المثالي في مبادئ ثورة ديسمبر القائمة على الحرية ، والسلام ، والعدالة
التي خرج الشعب السوداني لأجلها ؛ فالعمل من هذه المنطلقات هو مبدأ راسخ عملت لتحقيقه وهو ما إلتف حوله ثوار ديسمبر ، وتجاهله، او التخلي عنه يضر بالمصداقية والإيمان العميق بالتغيير.
بالإشارة لما أعلنته في الثامن عشر من أغسطس الماضي ( ١٨-اغسطس -٢٠٢١ ) والخاص بتجميد عضويتي بالتجمع الاتحادي ، والتي لخصتها في عبارة (لكثير من الأسباب السابقة المتعلقة بتصرفات بعض كوادر التجمع) والمواقف الأخيرة المتعلقة بالطريقة التي تعامل بها التجمع الاتحادي مع الحملة المدبرة حول فيديو حفل تنصيب العمدة ، وبعد أن زال ( غبار الحملة المدبرة ) فهم الرأي العام كل ما حدث ، وهو ما لم يغيب عن فطنة هذا الشعب المدرسة.
أن قيادة التجمع الاتحادي استجابت للابتزاز السياسي، الإسفيري والتضليل ، وكذلك لرغبات الأشخاص دون النظر للمصلحة الحقيقية للتجمع ؛ في التصدي للخصوم الذين يستهدفونه في أحد كوادره القيادية ، ولم تتبع المؤسسية الصحيحة ؛ في التحقيق الذي يسبق اتخاذ اي موقف ، أو قرار وليس بالاستدعاء! لإملاء رغبات، لا تعبر عن الإرادة الحقيقية لقواعد التجمع واتضح ذلك من خلال المواقف المعلنة لكثير من الأشقاء الأوفياء داخل وخارج السودان ، وأيضا البيان الصادر من المكتب السياسي للتجمع بولاية القضارف بتاريخ: ٧ / سبتمبر/ ٢٠٢١م. والذي نفى فيه التهمة المنسوبة لي والذي تم بضغط من عضوية التجمع بالولاية التي تكشفت لها خيوط المؤامرة .
وعليه ألخص أسباب الاستقالة في النقاط الاتية:
أ) تجاهل المكتب التنفيذي للتجمع إعلان تجميد العضوية وما حمله من موقف ؛ يستنكر ممارسات بعض عناصر التجمع في الولاية ، والمركز ، والتي ظلت تناصبني العداء لأسباب تخصهم ، وتعيق عملي في إدارة الولاية ؛ بالتماهي مع الأزمات والخصوم السياسيين.
ب) اتخاذ ممثلو التجمع في الحرية والتغيير بالولاية قرارًا بالموافقة علي سحب الثقة!!! مع بعض أحزاب الحرية والتغيير دون الرجوع للمكتب السياسي في الولاية وبيان المكتب التنفيذي المركزي الذي تخلى عن واجبه في التحقيق والتثبت واكتفى بإبلاغ رئيس الوزراء.
ج ) تجاهل المكتب التنفيذي المركزي مضامين ما ورد في بيان المكتب السياسي للتجمع بولاية القضارف ولم يفتح تحقيقًا ؛ لمعرفة ما جرى ويجري من تباينات في الموقف.
كل ما سبق يوحي بالكثير من الاتجاهات الداخلية المصممة على عدم مراجعة الأخطاء والتي كشف تدبيرها ما تم من تصرفات.
بناء على الحيثيات السالفة مع تجاوز كثير من التفاصيل ، والإمساك عن ذكرها (تقديرًا للمواقف المشرفة لكثير من الأشقاء ) الذين رفضوا ماتم ووصفوه بالكيد السياسي الرخيص ، وهنا أشيد علي سبيل المثال لا الحصر بموقف الأمين العام للمعلمين الاتحاديين بولاية القضارف الأستاذ عبد الوهاب علي جبير الذي جمد عضويته بالتجمع احتجاجًا على ما تم).
بهذا أعلن للجميع استقالتي عن حزب التجمع الاتحادي ، فخورًا ؛ بتجربتي في التيار الاتحادي عمومًا ، وواثقًا من سلامة خطوي ونقاء مسيرتي…
عائدًا إلى صفوف الشعب ، و مساهمًا مع الشرفاء من أبنائه في اكمال خطونا ؛ نحو التحول الكامل ، وترسيخ دولة العدالة ، والمواطنة المتساوية سعيًا ؛ لبناء (الدولة الأمة) التي تُسقِط التحيزات كافة، وتحقق العدالة الاجتماعية ، وتكافح التمييز بأنواعه ، وتحتفي بالتنوع ، وصولًا ؛ للنهوض بوطن موحد وقوي ، وخالي من الحروب الأهلية، والنزاعات التي أضعفته وأنهكت قوته.
فيا وطني أنا أعلنت عصياني .
لأي سحابة حبلى .
بغير بنيك أو دونك .
سأبدأ رحلتي
جرحًا .
يضمده مدي طولك .
الشكر أجزله للنخب الاعلامية والسياسية ، والصحفية ، والناشطين علي المواقع الاسفيرية الذين فندوا وتصدوا للحملة المجحفة.
ودمتم سالمين
سليمان علي محمد موسى

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى