سياسةكاتب ومقالمقالات

الطريق الثالث: وكلاء حمدوك !! – بكري المدني

* كتبت (أمس)مقالة بالعنوان (ماذا تخبئ الأيام للسودان؟!) تناولت فيها تظاهرات 30 نوفمبر وأخريات قادمات لا شك، وبافتراض – ولو بعيد- إنها نجحت في إسقاط السلطة الحالية للبرهان وحمدوك وعددت فيها السيناريوهات المحتملة في حال إسقاط السلطة، ثم ختمت بالعودة للحديث عن سيناريو آخر وهو عدم نجاح التظاهرات في ذلك، وافترضت عماد ذلك بإكمال التغيير الحالي بناءا على قرارات 25 اكتوبر.
ولكن السيد دولة رئيس الوزراء سبق العودة للكتابة مجددا حول هذا الموضوع بتكليف وكلاء للوزارات من عضوية حزبية صريحة وصارخة في انتمائها الحزبي مما يضاعف من فرضية عدم استمرار السلطة الجديدة من الرافضين للتشكيل الحزبي من القوى السياسية التى صنعت وأيدت قرارات 25 اكتوبر، ومن الشباب الثوار في ذات الوقت.
* لقد وقع الدكتور عبدالله حمدوك، عامدا أو غير قاصد، في ذات الخطأ الذي أقعد بحكومته في نسختها الأولى والثانية معاً، وذلك بالاعتماد على عناصر حزبية في اختيارها أو في تمثيلها، ولفترة انتقالية كان ولا يزال المطلوب أن تكون بعيدة عن القوى الحزبية وتعتمد كلية على كفاءات مستقلة غير حزبية.
* سواء بسواء كان الدكتور عبد الله حمدوك عامداً أو غير قاصد فإنه بالإجراء الأخير يعيد إنتاج الأزمة ويوسع من دائرتها هذه المرة بتحدي شريكه العسكري الذي أعلن عن إنهاء الشراكة الحزبية في بيان 25 اكتوبر وفي الإعلان السياسي الذي وقع عليه حمدوك من بعد تاسيساً على البيان الأول بل، وأعلن حمدوك نفسه بعدها أن الفترة التالية ستكون خالصة للكفاءات غير الحزبية وأن على الأحزاب أن تنصرف للاستعداد للانتخابات القادمة، التى قال إنها من أول مهام حكومته في نسختها الثالثة!.
* أيام فقط وانقلب الدكتور عبد الله حمدوك على شركائه العسكر، بل وانقلب على نفسه أيضا وبدأ بتشكيل حكومة حزبية من ذات القوى السياسية القديمة لحكومته السابقة، فماذا يتوقع الرجل على أية حال ؟!.
* إن صمت الشريك العسكري على خطوة السيد رئيس الوزراء أو في أسوأ الافتراضات جاءت بموافقته أو الاتفاق معه فإن قوى وقيادات أخرى ذات وزن سياسي واجتماعي مقدر لن ترضى وكذلك فإن شباب الثورة الذين كفروا بتجربة الأحزاب في الفترة الانتقالية سيكون لهم رأي وموقف أكثر تصعيدا وكل ذلك يهدد ما تبقى من فترة انتقالية.
* إن ما تبقى الفترة انتقالية حسب الوثيقة الدستورية المعدلة والمددة وحسبما جاء في بيان البرهان والإعلان السياسي من بعد لا تتجاوز يوليو من العام 2023م، وهي فترة قصيرة جدا لأي إنجاز ناهيك أن تتبدد في حل وتشكيل حكومة الفترة الانتقالية أكثر من مرة!.
* قد يستمر تشكيل حمدوك الجديد بعض الوقت ولكنه لن يستمر طول الوقت المتبقى للفترة الانتقالية وسيتم اسقاطه من القصر أو الميناء، ولن يكون هناك بعدها مزيداً من الوقت للدكتور عبد الله حمدوك او لتشكيل جديد!.
* مؤسف جدا ان يهدر الدكتور حمدوك فرصة ثالثة للعبور والثالثة ثابتة!.

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى