عاجل ..الاتحاد السوداني للعلماء والأئمة والدعاة يدعو إلى حل حكومة حمدوك

الخرطوم: الطابية
دعا الاتحاد السوداني للعلماء والأئمة والدعاة (إسعاد) إلى حل الحكومة الانتقالية برئيس وزرائها، وإلغاء الوثيقة الدستورية التي وصفها بالمجحفة، نادى بإحراء انتخابات مبكرة بآلية متوافق عليها، وطالب بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين الذين لم تثبت إدانتهم.
ورهن اتحاد العلماء، في بيان له صدر اليوم الخميس، تحصلت الطابية على نسخة منه، رهن خروج السودان من الأزمة الحالية، بالإجزاءات المذكورة، التي وصفها بالعاجلة، كما طالب باستبعاد كل الوجوه والقيادات التي أدارت الفترة السابقة خصوصاً الذين لهم انتماءات سياسية وحزبية، ومُحاسبة كل من ثبت تقصيره في الفترة الماضية.
وفيما يلي تنشر الطابية نص البيان:
الاتحاد السوداني للعلماء يجدد ويؤكد بيانه في الوضع الراهن والمخرج منه
بيان حول الضغوط المعيشية وأثرها على الأمن والاستقرار
الخميس 15ربيع الأول 1443هجري الموافق له 21أكتوبر 2021م
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله القائل :(وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) ال عمران (104)
والصلاة والسلام على رسوله القائل: “الدين النصيحة” قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: “لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم” أخرجه مسلم.
أمّا بعد:
فهذه رسائل يتوجه بها الإتحاد السوداني للعلماء والأئمة والدُّعاة لأهل السودان عامة ولحكومة الفترة الانتقالية خاصة وهي تعيش لحظاتٍ من التوتر وتفاقم الأزمات.
وهي رسائل نرجوا أن نتقي بها مُضلات الفتن وموارد المحن قبل دخول السودان في أنفاقِ الضياع ومتاهاتِه، سواءً ضياع هُويّتة الإسلامية؛ أو تمزيق وحدة أراضيه وتفكيك نسيجه الاجتماعي ناهيك عن ضياعِ عِزّةِ السودانيين وشموخِهم، نبعث بها إلى الذين فرّطوا في السودان واستقراره وثورة شعبه و الدماء التي أريقت والأرواح التي بذلت في وطن أراد أبناؤه العيش الكريم في حياضه ورياضه، وقد أفضى ذلك إلى غضب شعبي عارم، جعل ثورته مستمرةً؛ وذلك لأسباب من أبرزها وأظهرها.
أولا/ مرارة الخديعة والغش والاستخفاف بالعقول، وأسوأ صور الخديعة والغش عندما يتعلق الأمر بالوطن وهويته والمواطن وكرامته! فما إن نجحت الثورة إلاّ وسارعت القوى السياسية داخل السودان لينقضوا على هذه الثورة، وانحرفوا بمسارها نحو أجندتهم الخاصة، فكان ما كان من السطو على ثورة الشباب والتربع على كراسي الحكم من غير اختيار الشعب لهم، وإنّما هو التسلط الذي قصدوا به القضاء على هُوية الأمة السودانية الإسلامية عبر التوقيع على الاتفاقيات المضادة للدين والقيم الإنسانية العليا والعبث بمناهج التعليم ووسائل الإعلام !!
ثانيا/الإقصاء الممنهج لكل من عارض الحكومة الانتقالية التي اختزلت السودان في الشيوعي والبعثي والجمهوري.
ثالثا/سياسة التشفي والانتقام وتصفية الحسابات والمكايدات السياسية التي لا دخل للشعب فيها.
رابعا/شظف العيش وغلاء المعيشة وعدم التفات الحكومة إلى أزماته اليومية التي يعاني منها، فالمواطن يتنقَّل في يومه وليلته من صف إلى صفٍّ! وهو ينتظر الحكومة الانتقالية لتحل مشاكله التي أحالت حياته إلى جحيم لا يطاق، فلا أمن ولا أمان ولا تعليم ولا صحة ولا كهرباء ولا خبز ولا وقود ولا وسائل نقل والحكومة لا تعبأ إلا بأجندتها التي تنسف هُويته وتزيد من ضنك عيشه.
إنّ الخروج بالسودان من هذه الأزمة يكمن في جُملةٍ من الإجراءات العاجلة والحازمة .
وقد سبقت الإشارة إليها في بيان الاتحاد الذي أصدره في المؤتمر الصحفي ظهر الثلاثاء، بتاريخ: 25/8/2020،
ومن أبرز ما جاء فيه ونؤكد عليه ما يلي :
♦أولاً: حلّ الحكومة الانتقالية برئيس وزرائها واستبعاد كل الوجوه والقيادات التي أدارت الفترة السابقة خصوصاً الذين لهم انتماءات سياسية وحزبية، ومُحاسبة كل من ثبت تقصيره في الفترة الماضية.
♦ثانياً: إلغاء الوثيقة الدستورية المجحفة التي تؤسس في بعض بنودها لأزمات متفاقمة كطمس الهُوية الإسلامية، وتمهيد الطريق لمن يريدون تقسيم السودان والذي نؤكد على وجوب المحافظة على أرضه وتراثه.
♦ثالثاً: إجراء انتخابات مبكرة بآلية تتوافق عليها القوى السياسية الوطنية بعيدة عن التدخلات الخارجية.
♦رابعاً: إطلاق سراح كل من لم تثبت إدانته من المعارضين السياسيين؛ تمشياً مع مبدأ العدالة التي هي إحدى ركائز الثورة.
وختاما
نبعث برسالة لا يسعنا السكوت عنها
إلى من حكموا البلاد وفرضوا سُلطانهم على العباد:
إنّ أول واجب أوجبه الله على من تولى أمر الحكم هو حراسة الدين وسياسة الدنيا به، قال تعالى:
﴿الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾ (41) الحج
فإن لم يقم بحراسة دين الله وسياسة الرعية به؛ فقد وقع في غشهم، ومن غش رعيتة حرَّم الله عليه الجنة، قال رسول الله اللهﷺ : “مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إِلَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ” متفق عليه. وفي رواية لمسلم: “ثُمَّ لاَ يَجْهَدُ لَهُمْ وَيَنْصَحُ”.
قال النووي رحمه الله: ” قال القاضي عياض: معناه بيِّن في التحذير من غش المسلمين، لمن قلّده الله تعالى شيئاً من أمرهم، واسترعاه عليهم، ونصّبه لمصلحتهم، في دينهم أو دنياهم،
فإذا خان فيما أُؤتمن عليه، فلم ينصح فيما قلده، إما بتضييعه تعريفهم ما يلزمهم من دينهم وأخذهم به، وإما بالقيام بما يتعين عليه من حفظ شرائعهم، والذب عنها لكل متعد
لإدخال داخلة فيها، أو تحريف لمعانيها، أو إهمال حدودهم أو تضييع حقوقهم، أو ترك حماية حوزتهم، ومجاهدة عدوهم، أو ترك سيرة العدل فيهم، فقد غشهم. قال القاضي: وقد نبَّه النبي ﷺعلى أن ذلك من الكبائر الموبقة المبعدة عن الجنة” مسلم بشرح النووي.
وجماع ذلك كُلّه أن تجعلوا شريعة الله حاكمة؛ فإنّ الله هو الحكم وإليه الحكم، قال تعالى:﴿أفغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا﴾؛ فإنّ الأصل في غالب الشعب السوداني وسواده الأعظم أنه يدين بدين الإسلام وما عداهم قلةٌ قليلة، فكونوا على قدر هذا الشعب صدقا وعدلاً ووفاءً وبِراً.
الأمانة العامة