تقاريرسياسة شرعية

محمد عبد الكريم: كما تكفّل الله تعالى بإهلاك الظالمين أمر المظلومين بالتحرك لرفع الظلم

الطابية: عبد العزيز ضيف الله
أوضح الشيخ د.محمد عبد الكريم الشيخ، رئيس تيار نصرة الشريعة ودولة القانون، أن الظلم جريمة من أعظم الجرائم، وموبقة من أعظم الموبقات، ومن الذنوب العظام، والكبائر الجسام، وأن شؤمه يعود على الإنسان في الدنيا وفي الآخرة، مؤكداً أن الله سبحانه وتعالى لا يحب الظالمين، ولا يهديهم، ولا يوفقهم، ويلعنهم في الآخرة.
وقال الشيخ محمد إن الله عز وجل يقيم المحكمة العدل يوم القيامة فيقتص من الظالمين جميعاً، وعندئذ يود الظالم لو يفتدي نفسه بكل ما يملك، (ببنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته التي تؤيه ومن في الأرض جميعاً ثم ينجيه)، أما في الدنيا فإن الله تعالى قد توعد الظالمين بالأخذ والنكال مهما طال ليل ظلمهم (وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعداً) موضحاً أن هذا الأخذ الذي جعل الله له ميقاتاً يعلمه هو، وكيفية يعلمها هو، ولكن علينا أن نعلم علم اليقين أن وعد الله متحقق.
وأكد الشيخ محمد عبد الكريم، في خطبته الجمعة أمس من مسجده بالعاصمة التركية اسطنبول، أن الله تعالى كما جعل من سنته الإلهية أنه يهلك الظالمين ولو بعد حين، فإنه جعل من سنته الإلهية أن يتحرك المظلومون لرفع الظلم عن أنفسهم!!..مستشهداً بأن النبي صلى الله عليه وسلم بذل في سبيل رفع الظلم كل شيء حتى المهج والأرواح.
وأوضح الشيخ عبد الكريم أن مواجهة الظلم تبدأ بالفرد أولاً، بأن يعلم علم اليقين قبح الظلم، وألا يرضى بهذا الظلم ولا يقع فيه أيضاً، ويوطن النفس على مقاومته أبداً ما دام حياً بكل الوسائل التي تتاح له، مشدداً على أن أكثر ما يجعل الظالمين يستمرئون الظلم ويتجرؤون عليه هو ما يقع في النفوس من الاستكانة التي حذّر الله منها عباده المؤمنين (وكأين من نبي قُتل معه ربيّون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين)، لافتاً أنه على المرء ألا يقر الظلم، ويعلم أن اجتثاث الظلم يحتاج إلى زمن، فقد جعل الله للمظلوم سنة المدافعة، يبذل الناس في ذلك أموالهم واستقرارهم وراحتهم وربما أرواحهم، ولكن الله سبحانه وتعالى يجازيهم حسنات عظيمة على ما يقومون به (والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون).
وحذّر عبد الكريم من أن يكون الإنسان وسيلة للظالم على ظلمه وهو لا يعلم، إما بالعمل معه بشكل ظاهر سافر، وإما بتلقف كلماته وشائعاته وأراجيفه التي يحاول أن يبثها في الناس، مستشهداً في النوع الأول بقول الله عزّ وجل (ولا تركنوا للذين ظلموا فتمسكم النار)، وبقول النبي صلى الله عليه وسلم (يكون عليكم أمراء يقربون أشرار الناس، ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها، فمن أدرك ذلك منكم فلا يكن لهم عريفاً ولا شرطياً وجابياً ولا خازناً)، واستشهد في الصنف الثاني
إن مواجهة الظلم ينبغي أن يكون بالوسائل المكافئة لما يستخدمه الظلمة، وربما لا يتأتى ذلك لكل الناس، ولكن الله عز وجل يعينه بشتى السبل.
وتناول الشيخ د.محمد عبد الكريم قضية نصر المظلوم، مؤكداً بأن المسلم مأمورون بألا يقف متفرجاً أمام وقائع الظلم، فلا بد أن يتحرك إلى المظلوم لإنصافه ونصرته ورفع الظلم عنه، ولابد أن يتحرك إلى الظالم للأخذ على يديه وقسره على الحق ومنعه من الظلم.
وأشار إلى أن الظلم إذا كان من جماعة، لابد أن تكون مواجهته جماعية، ويجب على المسلم مظاهرة ومعاونة من ينهضون لرفع الظلم مدافعته، ما وجد إلى ذلك وسيلة، ولو كانت الدعاء بظهر الغيب، وهو وسيلة جعلها الله عزّ وجل لرفع الظلم، وأضاف أنه من الوسائل في مواجهة الظلم كذلك، الإعلام الذي يقدس الحقوق والعدل، مشدداً على أن أمة لا تقدس الحقوق والعدل أمة لا يقدسها الله ولا يرضى الله عنها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (كيف يقدس الله أمة لا يؤخذ لضعيفها من شديدها).

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى