تقاريرسياسة

استعراض عسكري ورفع لأعلام الدولة المرتقبة..هل تأخذ أزمة الشرق منحى آخر ؟

 الخرطوم : نجاة حاطط
شهد ناظر عموم البجة والعموديات المستقلة سيد محمد الأمين ترك، الأربعاء الفائت، الاستعراض العسكري لمُسَرّحي مقاتلي مؤتمر البجة بسنكات، الذين كانوا قد خاضوا عمليات عسكرية في وقت سابق.. وأكد المستعرضون من قوات البجة استعدادهم للوقوف خلف مطالب المجلس الأعلى للبجة، التي سبق تقديمها لعضو مجلس السيادة الفريق كباشي، وقدم المقاتلون السابقون عرضا عسكريا بزي مدني تمثل في طابور سير ومارشات، ورفعوا لأول مرة أعلاما تخص دولتهم المرتقبة وذلك وسط حشود شعبية كبيرة.

أول ظهور:
وتعتبر هذه هي المرة الاولى التي يظهر فيها تشكيل عسكري للمجلس الأعلى للبجة منذ نشوب أزمة الشرق وإغلاق منافذه احتجاجا على مسار الشرق، وحث ترك، أثناء الاستعراض، رئيس الوزراء د.عبدالله حمدوك على حل الحكومة إذا أراد دعمه، على حد تعبيره.

رسالة:
وقال مقرر المجلس الأعلى لنظارات البجا عبد الله أوبشار إن تجمع المقاتلين أراد إرسال رسالة واضحة للحكومة بعد عام من تلكوئها، في تنفيذ مخرجات مؤتمر سنكات مبينا أن لا أحد يستطيع فرض مسار الشرق على البجا، وتمسك أوبشار أثناء مخاطبته للمقاتلين السابقين بضرورة إلغاء مسار الشرق وتخصيص منبر شامل لكل قضايا الشرق، وتعهد باستيعاب قضية المُسرّحين من قوات البجة ضمن قضايا المنبر التفاوضي، مشيرا إلى أن الحكومة لم تف بوعدها في استيعاب هؤلاء المسرحين في الخدمة المدنية أو تمليكهم مشروعات إنتاجية، وحتى الذين تم استيعابهم في القوات النظامية تم الاستغناء عن أغلبهم لاحقا.

تأثير مباشر:
وكانت وزارة التجارة قد حذرت من استمرار أزمة الشرق كونها تؤثر تاثيرا مباشرا في حركة التجارة الداخلية، وكشفت الأمين العام لوزارة التجارة آمال صالح، أثناء حديثها لقناة فضائية محلية، عن أن حركة العقودات التجارية قلت بشكل كبير بعد إغلاق ميناء بورتسودان، مضيفة أن المخزون من السلع الاستراتيجية يكفي البلاد لمدة أربعين يوما فقط، مطالبة بضرورة الإسراع في حل أزمة الشرق.

بداية القصة:
وكانت أزمة الشرق قد اتخذت مسارا جديدا منذ نحو، ثلاثة أسابيع، بعد أن نفذت التنسيقية العليا لكيانات شرق السودان تهديدها بإغلاق الطريق القومي المؤدي إلى ولاية البحر الأحمر، حيث تم الإغلاق في منطقة العقبة، كما تم إغلاق كوبري البطانة ومنطقة الخياري، بجانب إغلاق الطريق القومي سنكات وجبيت، وكذلك تم إغلاق الطريق القاري المؤدي إلى مصر، كما تم إغلاق مينائي سواكن وبشائر، الذي تم فتحه لاحقاً.
وأكد عضو المجلس الأعلى لنظارات البجا حامد أونور، وقتئذ، أن التصعيد في الشرق لن يقف فقط عند إغلاق الطريق القومي، وأنما سيطال جميع المؤسسات، كما سيتم إغلاق الميناء الجنوبي ومنطقة الكشف الجمركي “دمادما “، كذلك أغلق بنك السودان المركزي، فرع بورتسودان، كما أعلن عن جدولة إغلاق مواني تصدير البترول ومطار بورتسودان الدولي وشركات التعدين.

إيقاف لغرض:
وكان القيادي بمجلس البجا سيد أبو آمنة قد نفى تكوين لجنة من مجلس الوزراء لمعالجة أزمة الشرق، مشيرا إلى تعاملهم مع لجنة كباشي فقط، وأضاف “نحن قافلين الشرق من ناحية الخرطوم باستثناء المنظمات والإسعافات والبصات إضافة لشاحنات الأدوية” مؤكدا أن إيقافهم جاء لغرض معين.

هدف:
وكان رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجة والعموديات المستقلة محمد أحمد محمد الأمين ترك قد أعلن منذ بداية أزمة الشرق أن الهدف من الإغلاق الشامل لكل أقاليم الشرق والشمال والوسط هو إخراج الأحزاب التي سطت على الثورة دون وجه حق وتسليم الحكم لمجلس انتقالي عسكري مؤقت، حكومة كفاءات غير حزبية، لحين إجراء انتخابات تأتي بالأحزاب وفقا لثقلها الانتخابي.

بين نارين:
وتجد الحكومة الانتقالية نفسها بين نارين، بعد احتدام أزمة الشرق، ففي الوقت الذي يطالب فيه المحتجون من أنصار ترك بإلغاء مسار الشرق، يهدد آخرون من الموقعين على اتفاق جوبا من أعضاء الجبهة الثورية من أعضاء حزب البجا، باندلاع حرب أهلية حال الغاء مسار الشرق، وقال الناطق الرسمي باسم الجبهة الثورية، رئيس حزب البجا المعارض أسامة سعيد، للزميلة “الصيحة”، إن الغاء مسار الشرق يعني اندلاع حرب أهلية بالشرق، واتهم سعيد جهات ومكونات تعمل من أجل إلغاء مسار الشرق، مضيفا أن هذه الجهات لديها مصالح ويقف خلفها النظام البائد.

وساطات:
وكانت نظارات البجا قد وافقت على وساطة رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل محمد عثمان الميرغني لحل أزمة الشرق.
ونقلت شبكة “العين الإخبارية” عن القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي، أحمد السنجك حديثه عن تباشير ونتائج اجتماع الحسن الميرغني بالناظر ترك، أمس الأربعاء، مشيرا إلى أنها ستظهر خلال الساعات المقبلة لإنهاء أزمة شرق البلاد، وفي السياق كشف مصدر مطلع عن تحركات جنوب سودانية برعاية رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت لحل أزمة الشرق، و رحب عبد الله أوبشار مقرر المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة بشرق السودان، بوساطة دولة جنوب السودان لحل الأزمة شرق البلاد.
ثم جاءت وساطة وفد حزب الأمة القومي، برئاسة رئيس الحزب اللواء فضل الله برمة ناصر، الذي التقى بزعيم الحراك الناظر ترك، وتحدث بعد اللقاء عمّا أسماه “مؤشرات بحل أزمة الشرق”.

تاثير مباشر:
ويرى مراقبون أن أزمة الشرق قد احتدمت وتطورت بسبب الانقسام الذي واجهته قوى الحرية والتغيير، إضافة إلى انشغال الحكومة بالصراع الدائر بين المكونين المدني والعسكري، الشيء الذي جعل الوفد المركزي بقيادة الفريق كباشي يعود أدراجه للخرطوم دون أن يتوصل إلى حلول ملموسة مع ناظر البجا، حين احتدام الأزمة بين المكونين، الشيء الذي جعل الأزمة تراوح مكانها لمدة 3 أسابيع دون التوصل إلى حل.

أجندة استخبارية:
الناقد والمحلل السياسي أبوعاقلة إدريس قال في حديثه لـ”اشبكة الطابية الإخبارية” إن استعراض القوة العسكرية ينذر بالحرب، وهذا الاستقطاب السياسي الحاد، في البلاد عامة، وفي الشرق خاصة يخدم أجندة محلية مرتبطة مصالحها بالثورة المضادة، كما يخدم من حيث يدري أو لايدري من هم وراء إغلاق الطريق القومي القاري كما يخدم اجندة استخبارية إقليمية وعالمية، ولفت أبوعاقلة إلى حكمة الشرق وحنكته التي صورها كبلنج، شاعر الامبراطورية البريطانية التي لاتغييب عنها الشمس، كفيلة بحل القضية في إطارها السلمي الشامل، فللشرق قضيته المطلبية العادلة حيث ظل منذ عهد الاحتلال الثنائي ورغم ثروات الشرق يرزح تحت وطأة الظلم والتهميش مثله مثل سائر اقاليم البلاد، مضيفا أنه يراهن على السلمية خيارا، والتمسك بخيار التحول الديمقراطي في احداث الاختراق والعبور نحو الدولة المدنية الحديثة.

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى