تقرير: عبد العزيز ضيف الله
وصف د.محمد عبد الكريم الشيخ، رئيس تيار نصرة الشريعة ودولة القانون، المحاولة الانقلابية الأخيرة بأنها كانت مؤشراً كبيراً، أشبه بالاستفتاء، على حالة التذمر التي يعيشها الشعب السوداني من الوضع القائم وتطلعه للتغيير، أو على الأقل اللامبالاة التي ظهرت من خلال عدم الاستجابة لدعوات المكون المدني للخروج للدفاع عن مكتسبات الثورة، بل التهكم من تلك الدعوات بتعليقات عفوية على وسائط التواصل الاجتماعي.
ودعا عبد الكريم المكون العسكري إلى ضرورة تصحيح الوضع الخاظئ الذي أنشأه بانحيازه لمكون مدني معيّن، يعلم تماماً أنه يحمل توجهاً آيديولوجياً معيناً وله أهداف بإقصاء الآخرين، مطالباً بضرورة إعادة الأمر للأمة صاحبة الاختيار، عن طريق تكوين حكومة انتقالية مستقلة بعيدة عن الأحزاب ترتب لقيام انتخابات حرة تأتي برئيس منتخب وبرلمان منتخب.
وأوضح الشيخ محمد عبد الكريم، خلال حديثه في حلقة عن الانقلابات العسكرية، في برنامج الدين والحياة، على قناة طيبة الفضائية الجمعة الماضية، قال إن الأصل في اختيار الحاكم في الإسلام أن يكون عن طريق الشورى والانتخابات، لا التغلب، وإن الانقلاب إذا وقع على حاكم شرعي منتخب عن طريق الشورى الصحيحة فهو جريمة، وغير جائز في الشرع، مشيراً إلى أن موضوع (إمرة التغلب) التي تحدث عنها الفقهاء، لا ينبغي النظر إليها بوصفها حكماً ثابتاً، بل قضية عين، ينظر فيها إلى كل حالة على حدا، وأن الفقهاء لم يقروها إلا في حالات معينة مثل الموت المفاجئ لولي الأمر دون أن يرتب الأمر لمن بعده وخشية أن يؤدي ذلك إلى انفلات الأمر، أو يكون قد عهد بالأمر بعده لمن لا تصح إمامته مثل الطفل الصغير والخوف أن يجر عدم تدارك الأمر إلى ماهو أسوأ.
وأكد الشيخ محمد عبد الكريم أن الانقلابات، التي صارت في عصرنا الحالة وسيلة للوصول إلى السلطة إلى جانب الانتخاب والانتفاضة الشعبية، لا يقرها الشرع إلا إذا كانت على انقلاب سابق أو استبداد سابق، لا على حاكم صالح منتخب، بشرط أن يكون هدفه إصلاح الوضع السيئ، ثم رد الأمر إلى الأمة بعد فترة معينة لتختار من يحكمها.
قال الشيخ محمد عبد الكريم، إننا في السودان لدينا نموذج فريد، وهو نموذج المشير عبد الرحمن سوار الدهب رحمه الله، الذي أوفى بتعهده بتسليم السلطة للشعب في وقته المحدد..ودعا المكون العسكري للأخذ بهذا النموذج.. وعدم تضييع الوقت، مع وجود هذه الأخطار الكبيرة التي تهدد السودان.