الخرطوم : نجاة حاطط
نفى المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة في شرق السودان أن تكون له أي علاقة بالمحاولة الانقلابية وقال القيادي بالمجلس الأعلى لنظارات البجة والعموديات المستقلة الصادق المليك –في حديثه لموقع “الإخباري” – أن قضية الشرق عاجلة ولديهم مطالب محددة، رافضا ربط الأحداث الجارية في الخرطوم بالانقلاب العسكري، مضيفا أنهم ليس من صالحهم أن تأتي حكومة جديدة.
إغلاق:
وكانت التنسيقية العليا لكيانات شرق السودان قد نفذت تهديدها بإغلاق الطريق القومي المؤدي إلى ولاية البحر الأحمر، حيث تم الإغلاق في منطقة العقبة كم تم إغلاق كوبري البطانة ومنطقة الخياري بجانب إغلاق الطريق القومي سنكات وجبيت وكذلك تم إغلاق الطريق القاري المؤدي إلى مصر، وإغلاق مينائى سواكن وبشائر.. من جهة أخرى أعلن كيان الوسط عن نيتهم إغلاق طريق الخرطوم – مدني، وطريق الخرطوم – سنار، وطريق النيل الأبيض، كما أعلن كيان الشمال عن إغلاقه لطريق الشمال القاري في مناطق أرقين ونهر النيل والدبة.
مطالب:
وأكد عضو المجلس الأعلى لنظارات البجا حامد أونور أن التصعيد في الشرق لن يقف فقط عند إغلاق الطريق القومي وأنما سيطال جميع المؤسسات، كما سيتم إغلاق الميناء الجنوبي ومنطقة الكشف الجمركي “دمادما”، كذلك أغلق بنك السودان المركزي –فرع بورتسودان، كما أعلن عن جدولة إغلاق مواني تصدير البتروك ومطار بورتسودان الدولي وشركات التعدين.
مهلة:
في المقابل استنكر المجلس الأعلى للإدارات الأهلية بشرق السودان إغلاق الشرق، ودعا المجلس، من خلال بيان له، الحكومة الانتقالية إلى تحمل مسؤولياتها في منع إغلاق الطرق، مشيراً إلى أن هذا الإغلاق سيعرض حياة المواطنين للخطر، وأمهل المجلس الأعلى للإدارات الأهلية بشرق السودان الحكومة 48 ساعة فقط للقيام بواجبهم وإلا فأنهم سيقومون بهذا الواجب، مضيفين أنهم سيشرعون في حماية أهليهم.
وأوضح المجلس أن المهلة الممنوحة للحكومة ستكون بمثابة إنذار ولفت نظر، وليست من باب التعبئة أو تجييش المواطنين.
وقال مقرر المجلس الأعلى للإدارات الأهلية بشرق السودان أحمد محمد عثمان إنهم أهل سلام، مضيفا أنهم لم يهددوا ولم يسيئوا لأحد قط وأنهم يرفضون لغة الابتزاز، موضحاً أن المجلس أضحى مقتنعاً أن الحكومة الانتقالية ليست لديها رؤية ثاقبة تجاه قضايا الشرق.
تضامن:
في المقابل تضامنت كل من كيانات الوسط والشمال مع الخطوات التصعيدية التي قامت بها كيانات شرق السودان، وأعلن الأمين العام لتحالف كيانات الوسط غاندي إبراهيم عن الشراكة الحقيقية بين كآفة الكيانات الرافضة لاتفاقية جوبا في الشرق والوسط والشمال مؤكداعن رفضهم التام لاتفاقية المسارات الموقعة في جوبا وخاصة مسار الوسط، مضيفا أن تحالف الوسط قرر إغلاق طريق (الخرطوم – مدني – سنار والنيل الأبيض ) اليوم الثلاثاء حيث تمت مخاطبة الغرفة الفرعية للبصات والحافلات السفرية ،كذلك أعلن رئيس المجلس الأعلى لكيان الشمال أبوالقاسم برطم عن تضامنه مع كيانات الشرق معلنا أغلاقه لطريق الشمال في مناطق أرقين ونهر النيل والدبة مضيفا بأن الأغلاق سيتواصل حتى يكون شاملا.
تطورات خطيرة:
وفي ظل التصعيد المستمر لقضية الشرق حدثت تطورات خطيرة في القضية إذ أعلنت قوات الدعم السريع – قطاع البحر الأحمر – أنها ضبطت كميات من الذخائر والأسلحة والمتفجرات مخبأة بمنطقة وادي الحمير جنوب طوكر، وشملت الضبطية ألغام أرضية، و21 لغم مضاد للآليات المتحركة، 36 دانة هاون، ثلاث دانات راجمة،107 كاتيوشا.
وفود حكومية:
قررت الحكومة الانتقالية إرسال وفدٍ رفيعٍ، بقيادة وزيرة الخارجية د.مريم الصادق المهدي، بالإضافة لوزيرة الحكم المحلي بثينة دينار ،ووزير النقل ميرغني موسى، ومفوض السلام بروفيسور سليمان دبلو، ومن المفترض أن يناقش الوفد الحكومي القضايا الخلافية التي أثارتها التنسيقية العليا لكيانات شرق السودان، ولكن زيارة الوفد تم تأجيلها لأجل غير مسمى.
أهداف معلنة:
أعلن رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجة والعموديات المستقلة محمد أحمد محمد الأمين ترك بأن الهدف من الإغلاق الشامل لكل أقاليم الشرق والشمال والوسط هو إخراج الأحزاب التي سطت على الثورة دون وجه حق وتسليم الحكم لمجلس انتقالي عسكري مؤقت لحين إجراء انتخابات تأتي بالأحزاب وفقا لثقلها الانتخابي مضيفا بأنه لاتراجع عن ذلك لأن الحكومة المدنية الحالية قوامها أحزاب “كسيحة ” وليست لها قواعد جماهيرية –على حد قوله، وطالب ترك المكون العسكري بحماية المعتصمين، السلميين وتلبية مطالبهم في تكوين حكومة غير حزبية تهييء الساحة السياسية لانتخابات حرة ونزيهة، كذلك رهن حامد أونور وقف التصعيد بإعلان الحكومة إلغاء مسار الشرق مطالبا بتنفيذ مخرجات مؤتمر سنكات.
علاقة وثيقة:
قال مصدر مطلع – فضل حجب اسمه – إن المحاولة الانقلابية التي حدثت صباح الثلاثاء، لها علاقة وثيقة بتصعيد البجة وإغلاق الطرق القارية والقومية ولفت المصدر لدي حديثه لـ”شبكة الطابية الإخبارية” إلى إن الناظر سيد محمد الأمين ترك كان قد استجار بالعسكر ضد المدنيين، وقال بـ”الفم المليان “إن حكومة المدنيين حكومة كسيحة”، مضيفاً أن الأوضاع الحالية الناتجة عن إغلاق الطرق الرئيسية أضافة إلى الوضع الاقتصادي المتردي والانفلات الأمني كل هذه الأسباب كانت قد شجعت الضباط على عمل الانقلاب.
حلول مستعجلة:
طالب المحلل السياسي والكاتب الصحفي عبد الباقي الظافر الحكومة الانتقالية بإيجاد حلول مستعجلة لتصعيد التنسيقية العليا لكيانات شرق السودان، خاصة بعد تضامن كل من كياني الشمال والوسط معها، مضيفاً أن ثورة ديسمبر التي أحدثها الشباب وكان العامل المهم في إنجاحها هو وسائل التواصل الاجتماعي، الآن تقوم ثورة مضادة قوامها حشد الكيانات القبلية معتمدين على العشائر والزعامات القبلية في اصطفاف كبير، ولفت الظافر إلى خطل تعضيد سلطة المركز على حساب الهامش الشيء، الذي أدى إلى اصطفاف الكيانات القبلية في الولايات المختلفة ضد الحكومة الانتقالية الحالية.
اتهام :
ولفت الظافر لدى حديثه لـ” الطابية ” لما، أسماه بـ “العرى الوثيقة” بين النظام السابق وقيادات الإدارات الأهلية، مضيفا أن “المؤتمر الوطني” المحلول يمكنه تحريك هذه القيادات بسهولة، كما ربط الظافر التصعيد الحالي لأبناء البجة بصراع العسكر والمدنيين، فعندما رفع العسكريون يدهم عن الأمر بدت الحكومة المدنية عاجزة عن فعل أي شيء!!.. مضيفاً أن المدنيين أهملوا قضية كيان الشرق الشيء الذي جعل الكيانات الآخرى تتضامن معهم، مضيفا أن الحكومة الآن في تحدي كبير، فرضوخها لطلبات أبناء البجا يجعل الآخرين يسيرون سيرهم حتى في أيسر الأمور، وأهمالها لمطالبهم يمكن أن يجعل أقاليم أخرى بعيدة عنهم تتضامن معهم.
عقل مدبر:
وختم الظافر حديثه لافتا النظر للأحداث الأخيرة التي حدثت بالبلاد مؤخرا مثل إضراب أساتذة الجامعات – وهم طبقة مستنيرة – ورضوخ الحكومة لطلباتهم، إلا أن طلباتهم صارت أقرب إلى المستحيلة، وقضية إغلاق الطرق القومية بواسطة التصعيد الذي بدأته كيانات شرق السودان، ثم تضامن أبناء كيانات الشمال والوسط معهم، مشيراً إلى أن ثمة عقل سياسي مدبر يريد إسقاط الحكومة الانتقالية، خاصة مع سيطرة زعامات الإدارات الأهلية والعشائرية وانقياد العامة لهم، الشيء الذي يهدد الحكومة الانتقالية الحالية فعليا، مضيفا أن على الأخيرة أن تبحث لها عن حلول مستعجلة حتى تخرج من هذا النفق المظلم.