أ.د عباس محجوب يكتب في رثاء الصافي جعفر.. هنيئا لك بالبقيع
بسم الله الرحمن الرحيم
إلام أظل أذكر أصدقائي *** وانظم جل شعري في الرثاء
إلام يفوتني الأحباب دوما *** وأبقى دون صحب أو عزاء
إلام أعيش في بث وحزن *** وخير الناس غابوا عن سمائي
ودنيا الناس حل وارتحال *** وما في الكون أصل في البقاء
يعيش الناس في عيش رغيد *** ويرجون الحياة بلا عناء
فيأتي ما يفرقهم جميعا *** أن العمر سار على انتهاء
فبالأمس القريب رثيت شخصا *** عزيزا كان رمزا في العطاء
يقدم كل خير دون منٍّ *** يجسد في المروءة والسخاء
وذاك هو البشير بشير خير *** تسامى في المعالي والبهاء
ومثل أمة عاشت ملاذا *** لأصحاب المواجع في الخفاء
وضاعف حزننا وبلا وداع *** أخ قد كان شمسا في الفضاء
حباه الله توفيقا وحبا *** لخير الناس خير الأنبياء
فعاش حياته درسا ونشرا *** لسيرة أحمد هبة السماء
يجسد سيرة المختار دوما *** سلوكا واقتداء في وفاء
عرفت الصافي الصافي صديقا *** بحسن الخلق في حسن الرواء
خلي القلب من غل وحقد *** شفيف الروح محمود الحياء
خفيف الروح منشرح المحيا *** سليم النفس من علل الرياء
جميل السمت فيض من معان *** يعلل للحوادث في انتشاء
حباه الله كشفا في المعاني *** وحسا في الرقائق والصفاء
ففي دنيا المشاعر كان نجما *** يصوغ الشعر عذبا في البناء
يحض على الجهاد وكل جهد *** يقوي في الشباب بلا ارتخاء
وفي باب الثقافة كان بحرا *** عميق الفكر مقبول الدلاء
يزاوج بين هندسة المباني *** وهندسة المعاني في ذكاء
وفي فن الخطابة كان فحلا *** يناقش في الأمور بلا خفاء
يجاهر بالحقائق لا يبالي *** برأي من كفور أو مرائي
وفي حقل الفكاهة كان روحا *** ينمق في النكات بلا افتراء
يقدم للطرائف في ابتسام *** بعيد عن تعد وازدراء
فهذا الشيخ مثل في شخوص *** تسامت بالتنوع في العطاء
ولولا صدقه في حب طه *** بإخلاص وطبع وانتماء
لما كان الإله له مجيبا *** لحلم كان محضا من دعاء
وما كان البقيع له مقاما *** ليبقى بين خير الأتقياء
هنيئا أيها الصافي بأرض *** يضمك والصحابة في فضاء
لتهنأ قرب خير الخلق طرا *** وتنعم في جوار الأصفياء
عباس محجوب
عباس محجوب
إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس