
الخرطوم : نجاة حاطط
وصلت السبت الماضي إلىٰ الخرطوم المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية “فاتو بنسودا” ومن ثم توجهت إلىٰ الفاشر في زيارة إلىٰ السودان تستغرق أسبوعًا في آخر مهمة رسمية لها، حيث سينتهي تكليفها في منتصف يونيو الجاري، وتناقش “بنسودا” خلال زيارتها قضية العدالة وضرورة تحقيقها وإنصاف ضحايا الحرب والإبادة الجماعية وتسليم المطلوبين للمحكمة الدولية ، وتنظر المحكمة الجنائية الدولية في قضايا الانتهاكات والتطهير العرقي التي وقعت بدارفور خلال فترة الحرب ، وتطالب المحكمة بتسليم ثلاثة متهمين من قيادات النظام البائد على رأسهم الرئيس المخلوع عمر البشير ووزير داخليته عبدالرحيم محمد حسين ومساعده أحمد هارون.
مطالبات:
وطالب حاكم إقليم دارفور مني أركو منّاوي خلال لقائه بنسودا بتسليم الرئيس المعزول وجميع المتهمين في جرائم الإبادة بالإقليم للجنائية، مشددًا علىٰ السلطات القضائية بالسودان بالإسراع في تطبيق القانون علىٰ مرتكبي جرائم دارفور تحقيقًا لاهداف الثورة السودانية. وفي السياق قالت بنسودا خلال اللقاء إنّ الجنائية الدولية بدأت بالفعل في التحقيق بجرائم الحرب والإبادة الجماعية في دارفور مؤكدة أنّ زيارتها وفريق عملها إلىٰ دارفور ستكون بهدف الوقوف علىٰ أحوال ذوى الضحايا في الإقليم ، وقال منّاوي “علىٰ الحكومة الإسراع بتسليم أحمد هارون بحكم ارتباط ملفه بملف كوشيب ” مضيفا بأن أبرز اهتمامات بنسودا هو تسليم المطلوبين الموجودين الآن بسجن كوبر بأعجل ما يكون .
أوّل الحاضرين:
ولفتت مدعية الجنائية الدولية إلىٰ أنّ مثول المتهم علي كوشيب أمام المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمته في الجرائم التي ارتكبها في دارفور باعتباره الشخص الأوّل للمثول أمام المحكمة لكنه لن يكون الأخير، مضيفة بأنّ المحكمة الجنائية الدولية ستستمر في مطالبة السودان بتسليم جميع المطلوبين الذين صدرت في حقهم أوامر قبض بشأن الجرائم التي حدثت في الإقليم المنكوب .
تعاون:
وأقرت فاتو بنسودا خلال لقائها والي شمال دارفور محمد حسن عريبي وأعضاء حكومته بتعاون الحكومة الانتقالية التي جاءت بعد الثورة السودانية في ملف المطلوبين للعدالة مؤكدة عزم المحكمة على استمرار ذلك التعاون من أجل تحقيق العدالة
صعوبات، مشيرةً إلىٰ الصعوبات التي واجهتها أثناء عملها في سبيل سعيها لتحقيق العدالة لأسر ضحايا دارفور، كما أشارت إلىٰ أنّ بعض الأسر وصلت لقناعة ترك الأمر برمته مما انعكس علىٰ عدم حصول المحكمة علىٰ الدعم اللازم لمتابعة قضية العدالة بدارفور، مضيفةً بأنها والفريق العامل معها علىٰ قناعة بأن العدالة ستتحقق يومًا ما وأنّ لديها الإصرار لتحقيق ذلك بأنْ ينال كل الذين ارتكبوا تلك الجرائم جزاءهم العادل. وقالت إنّ وصولها لإقليم دارفور كان بمثابة الحلم الذي تحقق، خاصةً وأن الزيارة جاءت بعد 16 عامًا من إحالة مجلس الأمن القضية للمحكمة الدولية.
شكر:
وشكرت بنسودا – أثناء زيارتها لإقليم دارفور- ذوي الضحايا الذين أولوا المحكمة الدولية ثقتهم ودعمهم مشيرةً إلىٰ أنه لولاهم لماتم الوصول بالقضية إلىٰ هذه المراحل. وفي السياق رحب والي شمال دارفور بزيارة مدعية المحكمة الجنائية الدولية لولايته، مؤكدًا دعم حكومته بشدة لمثول المتهمين بجرائم الإبادة الجماعية للمحكمة الدولية مضيفًا بأنّ المحكمة الجنائية الدولية تمثل واحدة من آليات تحقيق العدالة الدولية الوطنية والمحلية، وأشار إلى مانصّت به اتفاقية السلام الموقعة بيت الحكومة والحركات المسلحة بجوبا إلىٰ دور المحكمة في تحقيق العدالة في دارفور، كما أشار إلى الاصلاحات الهيكيلية التي تقوم بها الحكومة الانتقالية في المجالين القضائي والعدلي من أجل استدامة العدالة . و كانت بنسودا بدأت جولتها بزيارة الفاشرة حاضرة ولاية شمال دارفور قابلت من خلالها والي الولاية محمد حسن عريبي ثم استمعت لعدد من ممثللي النازحين كما سبق أن قابلت بالخرطوم حاكم إقليم دارفور منو أركو منّاوي.
تضجّر:
وسبق أن ْتضجّر مساعد الرئيس المخلوع أحمد هارون من وجوده بسجن كوبر وطالب بتسليمه للمحكمة الجنائية الدولية، مشيرًا إلىٰ أنّ الأخيرة رغم تسييسها إلّا أنها أعدل من قضاء بلاده ، كما طالب البشير في جلسته الأخيرة بشأن تدبير انقلاب 1989 بتسليمه للجنائية – رغم أنه أثناء سنوات حكمه كان يقول “الجنائية وقرارتا تحت جزمتي” – الأمر الذي عده البعض “تجرسا ” من بيئة السجن في كوبر خاصة بعد تكرار شكواه من “الحر والبعوض “. وكان نشطاء –في مواقع التواصل الاجتماعي – قد سخروا من مقولة …
إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس