الشيخ محمد عبد الكريم: سيف القدس البتّار يهزم حارس الأسوار
رصد: الفاتح عبد الرحمن
تناول الشيخ الدكتور محمد عبد الكريم الشيخ رئيس تيار نصرة الشريعة ودولة القانون في خطبة الجمعة الماضية بمقر إقامته بإسطنبول، الانتصار العظيم الذي حققه أبطال المسجد الأقصى من الفلسطينيين الذين توحّدت راياتهم تحت مسمى عملية سيف القدس البتّار.
وقال الشيخ محمد عبد الكريم: “إن سيف القدس البتّار قد هزم حارس الأسوار ومن وراءه من الأشرار”، مضيفاً أن موجز القصة هو أن المسلمين كانوا يعتصرون ألماً عندما تهجّمت قطعان الصهاينة الأشرار على المسجد الأقصى في الخامس والعشرين من رمضان، عندها هبّ الشجعان من المرابطين والمرابطات وليس في أيديهم إلا الحجارة، والعدو قد تسلّح بكل أنواع الأسلحة؛ يقذفهم بالنار، ويرميهم بالدخان، ويتهجّم على حرمة المسجد الأقصى، فثبت الأبطال، وردّوا ذلك الصائل بصدورهم ووجوههم وأيديهم التي ليس فيها من سلاح، والعدو يتطاول ويتبجّح على المقدسيين في حي الشيخ جراح، يتطاول على الرجال والنساء والأطفال، ويقتادهم هكذا في كل صلف وعدوان، والعالم كله يتفرج، والدول العربية تتفرج، والأنظمة تتفرج، بل وتنقل بعض وسائل إعلامها ما يفعله العدو من دون تعليق!
هنا جاء دور السيف أضاف الشيخ محمد عبد الكريم، هنا أتى أوان السيف ولا يفل الحديد إلا الحديد، وما أخذ بالقوة، لا يُنتزع إلا بالقوة، فجاءت معركة سيف القدس البتّار من فصائل المقاومة والتي بدأت بصواريخ العزة والكرامة والصمود، بدايةً بصاروخ يحيى عيّاش (رحمه الله) وغيرها من الصواريخ التي دكت معاقل تل أبيب وعسقلان وغيرها من المستوطنات، في معركة أسماها العدو معركة حارس الأسوار، بل هو حارس العار، فالتقى سيف القدس البتّار مع حارس الأسوار، التقت إرادتان وعقيدتان، والتقى الجمعان، ولكن شتان بين إرادة وإرادة وبين عقيدة وعقيدة، فحارس الأسوار منطلقه خرافات ما أنزل الله بها من سلطان، يدّعي بها حقه في هذه الأرض المقدسة. مشيراً إلى أن هؤلاء اليهود جاؤوا من أقاصي روسيا وأوروبا، واجتمعوا كالأفاعي ليطردوا أصحاب هذه الأرض المقدسة.
وأضاف الدكتور محمد عبد الكريم أن من جبن اليهود وخوفهم أنهم دائماً يذكرون هذه الأسوار والجُدُر التي يحتمون بها ويقاتلون من وراءها، فهم ليست لديهم الشجاعة للبروز ومواجهة أهل الإسلام.
من ناحية أخرى.
ولفت الدكتور محمد عبد الكريم إلى أن أبناء سيف القدس البتّار قاموا بإدارة المعركة ليس في أوانها أو زمانها الحالي فحسب، بل هي سنوات طويلة إلى الوراء من العناء، وفيها كثير من السهر والتعب واقتطاع الأموال والأوقات والجهد والتضحية بالجلوس مع أسرهم وأهليهم، من أجل بناء الأنفاق وبناء هذه الترسانة العظيمة من الأسلحة التي دكت معاقل اليهود.
وأضاف الشيخ محمد عبد الكريم قائلاً: لقد رأينا الصواريخ تهطل على المستوطنات كالمطر، واليهود يفرون منها لا يلوون على شيء وهم يلعنون نتنياهو واليوم الذي جاء بهم إلى هذا المكان، ويلعنون العصابات اليهودية التي سوّقت لهم هذه الخرافات، كما رأينا مواقف مشرّفة في غزة العزة لن ننساها أبداً، وستبقى محفورة في ذاكرتنا نحدّث بها أجيالنا، ولن ننسى كذلك كل الذين ضحوا بأولادهم وعائلاتهم ممن نعرفهم أو لا نعرفهم، ولكن الله يعرفهم، والسماء تعرفهم، والملائكة تعرفهم، مضيفاً أن هذا الصمود هو الذي نصر سيف القدس البتّار، ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله.
من ناحية أخرى قال الدكتور محمد عبد الكريم أن سيف القدس البتّار كما هزم اليهود، فإنه كذلك هزم أشراراً آخرين، وقبل ذلك هزم الهزيمة النفسية في قلوب المسلمين، فأعلاها وأحيا فيها الأمل، مضيفاً أن سيف القدس البتّار هزم كذلك أنظمة الخزي والعار من الذين وضعوا أيديهم في أيدي اليهود محاولين تسويق مشروع التطبيع معهم، مصوّرين ألاّ مخرج للأمة العربية من أزماتها إلا من وراء تل أبيب وخيانة القدس، فجاء سيف القدس البتّار ليحطّم كل ذلك.
وأضاف الدكتور محمد عبد الكريم أنه بعملية سيف القدس البتّار هذه يخرج اليوم من هم في غياهب سجون الأنظمة العميلة من العلماء الذين وقفوا مع غزة سابقاً، منكرين على أنظمتهم وقوفهم وتطبيعهم مع اليهود.