كاتب ومقالمجتمعمقالات

سيداو.. و(فضيل).. وكشف المستور!

الفاتح عبد عبد الرحمن

بعبارات بسيطة في مبناها، عظيمة في معناها، استطاع الممثل الكوميدي عبد الله عبد السلام المعروف بفضيل، أن يشرح ما تتضمنه اتفاقية سيداو من مصائب كفيلة بإحالة المجتمع السوداني لماخور كبير، ترقص فيه الرذيلة عارية من كل شيء، وتتوارى فيه الفضيلة بحكم بنود الاتفاقية المعيبة والتي هي أبعد ما تكون عن فهم السودانيين، فضلاً عن أن يطبقوها وتصبح جزءً لا يتجزأ من حياتهم اليومية التي يريد موظفو المنظمات المشبوهة من حملة الجوازات الأجنبية من منسوبي الحكومة الانتقالية تطبيقها قسراً في المجتمع السوداني المتدين فطرةً وسلوكاً.
وهذا التسارع المحموم من قبل هؤلاء القوم لتنفيذ كل الاتفاقيات التي رفضت جميع الحكومات السودانية السابقة المصادقة عليها (كهذه الاتفاقية، وميثاق الطفل الإفريقي، ومخرجات مؤتمر السكان المنعقد بالقاهرة في العام 1995م وغيرها) لهو دليل على الأجندة الخفية التي يحملونها والتي يوقنون ألا سبيل لتنفيذها سوى في هذه الفترة الانتقالية التي تشهد سيولة كبيرة على كافة المستويات ومن ضمنها المستوى التشريعي الذي يشهد قمة انحطاطه وترديه بسبب تغوُّل ما يعرف بلجنة إزالة التمكين واسترداد الأموال المنهوبة على كافة صلاحياته، الأمر الذي حدا بالنائب العام بالتقدم باستقالته قبل أيام احتجاجاً على هذا التغوُّل السافر.

لماذا سيداو؟:
من اسمها يتضح الهدف من هذا التسارع على إقرارها والمصادقة عليها (اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة) والتي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة وعرضتها للتوقيع والتصديق والانضمام
بقرارها رقم (34/180) المؤرخ في 18 كانون الأول/ديسمبر 1979م، وبدأ نفاذها في 3 أيلول/سبتمبر 1981م، ولأن السودان يقع ضمن دائرة الدول الإسلامية التي لا يزال وضع المرأة فيها يشوبه الظلم والتمييز (بحسب ادعائهم)، كان هذا الإصرار على مصادقته على سيداو بأي ثمن، فبحسب النظام العالمي الجديد وخصوصاً فيما يتعلق بالحقوق، لا يوجد تمييز بين المرأة والرجل في ذلك، وهو ما يتنافى مع ديننا الإسلامي الذي وضع حدوداً واضحة لطبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة في كل شيء، ومن ذلك مسألة الحقوق المكتسبة كالميراث الذي يجب أن يتساوى فيه الذكر مع الأنثى بموجب الاتفاقية، بالمخالفة للقرآن الكريم الذي ينص على أن (للذكر مثل حظ الأنثيين).
ولأن هذه الاتفاقية أيضاً تعتبر حجر الزاوية لضرب المجتمعات المسلمة خصوصاً فيما يتعلق بالزواج وتكوين الأسرة وعلاقة الرجل بالمرأة وغيرها من ثوابت المجتمع المسلم، كان أيضاً الإصرار على تمريرها بأي شكلٍ كان، حتى تصبح جزءً من المنظومة التشريعية في السودان، والتي يصعب الفكاك منها حتى وإن تعاقبت الحكومات، وهذا ما يفسّر الهجمة الشرسة من مأجوري الحكومة الانتقالية على الكوميدي فضيل عقب تعريته لها، ووصمه بأفظع الأوصاف والعبارات، ولكن وعي السودانيين وفطرتهم السليمة التي فطرهم الله عليها، تعتبر بمثابة صخرة صلبة ستتحطم فيها كل محاولات حكومة قحت لعلمنة المجتمع وفرض مثل هذه الاتفاقية عليه، كما أن للدراما الهادفة سهم في ترسيخ وتعميق هذه الفطرة، والله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى