تقرير :نجاة حاطط
اعلن مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي يوم الثلاثاء الموافق السادس من إبريل من العام 2021 نتيجة مسابقة الطيب صالح للشباب في القصة القصيرة في دورتها الثالثة عشر، التي شارك فيها 26 متسابقاً، حيث فازت القاصة لينتا محمد عبد القادر بالجائزة الأولى.
وأشارت اللجنة إلى أنه وبعد القراءة المتأنية والنظرة النقدية الفاحصة وفقاً لمنهج نقدي يتوخى جماليات البناء القصصي، وأساليب بنائها الفني، فقد استعانت اللجنة في اختيارها للفائزين بمنهج اقتضى التدقيق بعمليتي الفحص والتحليل وفق معاير متفق عليها، وخرجت اللجنة بمقاييس اعتمدتها معياراً سليماً للوسائل الفنية في بنية النصوص، رغماً عن أن الوسائل جميعها غير قادرة على أن تصبح وحدها نصاً فنياً؛ لأن المشاركين أعلنوا تمردهم على البناء القصصي التقليدي، وأقبلوا على أبنية قصصية تفردت بها كل قصة على حِدّة، واعلنت اللجنة فوز القاصة لينا محمد عبد القادر بالجائزة الأولى للدورة الثالثة عشرة عن نصها الموسوم ب(يوهانس حقيبة الاكستاسي)، وفاز القاص عبد الرحمن عباس يوسف بالجائزة الثانية عن نصه (قدران) ، كما فازت القاصة سلمى عبد العظيم يوسف بالجائزة الثالثة عن نصها “كلتم”
تشريح:
وفي تشريح اللجنة لقصص الفائزين الثلاثة بالجوائز الأولي قالت اللجنة أن النص القصص (يوهانس حقيبة الاكستاسي) لكاتبته: لينتا محمد عبد القادر فاز بالجائزة الأولى للدورة الثالثة عشرة لأسباب أن القصة ناقشت أوضاع معسكرات اللاجئين التي تشنّ عليها ميلشيات الجنجويد غارات من وقت لآخر، وتميّزت القصة، بلغة سردية متماسكة؛ اعتمدت على تقنية التأخير والتقديم في مجريات الأحداث، كما اشتغلت على عامل الزمن التصاعدي في تنوُّع الأحداث ووضّحت أضرار الحرب على واقع المرأة.. اما قصة “قدران” الفائزة بالجائزة الثانية للكاتب عبد الرحمن عباس يوسف فقد تناول تناول النص موضوع الحرب من خلال تصوير عوالم جنديين يدعوان لنبذها بحسبان أنها تخلف جملة من الكوارث المجتمعية، امتازت القصة بلغة سردية تحمل مفاهيم مجتمعية عن دعوة السلام، أما النص القصصي (كلتم) لكاتبته: سلمى عبد العظيم يوسف الفائز بالجائزة الثالثة فقد استخدمت الكاتبة في هذا النص لغة سردية تصويرية لشخصية طفل يعيش في محيط أسري مختلفٍ في الشكل والطباع؛ مما ولّد لديه إحساساً مأساوياً ناتجاً عن الأسئلة التي تطرح عليه حول اختلاف هُوِّيته – وليدة المأساة.
جوائز تقديرية
ونالت النصوص من المرتبة الرابعة إلى العاشرة جوائز تقديرية وجاءت كالتالي : “ورطة المكان الآخر” للكاتب سيد أحمد إبراهيم سيد أحمد،” تسعة كيلو غرامات من العظام الهشّة” للكاتب محمد حاج همت، “مريم وهي تمضي للبعيد” للكاتبة آلاء رفعت ، ” المتاهة” للكاتب عمر علي أحمد، ” جاءنا البيان التالي” للكاتب مصطفى خالد مصطفى، “أساطير باندورا الدافئة” للكاتب الطيب صالح أحمد، و جاءت الجائزة العاشرة التقديرية لكاتب نسي أن يكتب اسمه وجاء نصه بعنوان “التلاشي الأخير”.
القصص المستبعدة:
استخدمت القصص المستبعدة الرؤية المعرفية التي ميّزت الراوي بحسبانه يعرف كل شيء عن الشخصيات المتخيّلة، ولا يترك مساحة سردية حتى تتحرك فيها الشخصية الأساسية، ويقدم معلومات سردية تتجاوز معلومات الشخصية عن نفسها، و قدّمت شخصيات ساكنة لا تتفاعل، ولم يحدث لها أي تغيير في بناء القصة، إضافة إلى أنها شخصيات مسطحة بلا عمق إنساني ،كما كثرت فيها الأخطاء اللغوية (النحوية والإملائية والمطبعية) ..قدمت النصوص موضوعات اجتماعية غير منسجمة مع البناء الفني المقترن بالشخصيات والأحداث والصراع والأمكنة والأزمنة، وجاء معظمها في شكل أقرب إلى المقالات والتقارير والحكايات والخواطر، وخلت من نمط السرد المتعارف عليه في كتابة القصة القصيرة، كما هيمن عليها التداخل غير المبرر في موضوعاتها والثبات الكلي لعناصرها الفنية.
توصيات:
وصت اللجنة المحكمة للقصص بطبع جميع القصص القصيرة الفائزة في الدورة الثالثة عشرة ضمن إصدارة واحدة تفتح المجال أمام القراء والكُتَّاب والنقاد والمهتمين بالإبداع القصصي، وإقامة دورات وورش مكثفة عن كتابة القصة القصيرة، ورعاية قيام ندوات تدشين إنتاج الجائزة في السنوات القادمة