تقاريرسياسة

مناورات “نسور 2” للجيشين السوداني والمصري .. الأهداف والمرامي؟؟

 

تقرير : نجاة حاطط

تختتم اليوم فعاليات التدريب الجوي المشترك القوات المسلحة المصرية والقوات المسلحة السودانية “نسور النيل 2” والتي جرت بقاعدة مروي الجوية وذلك بمشاركة القوات الجوية وعناصر الصاعقة من البلدين.

وقالت القوات المسلحة المصرية، في بيان لها، إن القوات المشاركة بالتدريب نفذت عدداً من الأنشطة التدريبية المكثفة بدأت مرحلتها الأولى بإجراءات التلقين وأسلوب تنظيم التعاون لتوحيد المفاهيم وصقل المهارات لإدارة العمليات الجوية المشتركة بكفاءة عالية، فضلا عن تنفيذ العديد من الطلعات المشتركة لمهاجمة الأهداف المعادية وحماية الأهداف الحيوية، بمشاركة مجموعة من المقاتلات متعددة المهام.

 

عمليات خاصة

ولفتت القوات المسلحة المصرية إلى أن عناصر قوات الصاعقة لكل من الجانبين واصلت التدريب على أعمال الاقتحام وعمليات الإخفاء والتمويه لتنفيذ العمليات الخاصة وتنفيذ عدة رميات من أوضاع الرمي المختلفة..

الجدير بالذكر أن رئيس هيئة الأركان للقوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين كان قد تفقد القوات المشاركة في التدريب وقام بمتابعة سير الطلعات الجوية وأعمال التدريب بالجو وأشاد بما لمسه من تناغم في الأداء بين القوات المشاركة من الجانبين، وأوضح بيان للقوات المسلحة المصرية أن التدريب يهدف لتحقيق أقصى استفادة ممكنة للعناصر المشاركة في التخطيط والتنفيذ لإدارة العمليات الجوية وقياس مدى جاهزية واستعداد القوات لتنفيذ عمليات مشتركة على الأهداف المختلفة .

 

تدريب سابق

وكان الجيش المصري قد أعلن أيضا في منتصف نوفمبر من العام الماضي عن تدشينه لتدريبات عسكرية مشتركة بينه وبين السودان مشيرا إلى أن التدريبات التي تجريها قوات خاصة جوية مصرية وسودانية هي أول مناورات قتالية مشتركة بين الجانبين منذ الإطاحة بالرئيس السوداني عمر البشير العام 2019م، وجرت المناورات الأولى تحت اسم (نسور الليل 1) في السودان في نوفمبر من العام الماضي” .

 

مصر تهدد

وكانت مصر قد اتخذت لغة تهديدية لأثيوبيا بعد أن رفضت الأخيرة الاقتراح السوداني بشأن اللجنة الرباعية الدولية لحل أزمة ملء سد النهضة الإثيوبي، وأبلغت السودان بنيتها في الملء الأحادي للسد والمزمع أجراؤه في يوليو القادم، إذ قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن أحداً لن يستطيع أخذ نقطة مياه من مصر، مضيفاً: “اللي عايز يجرّب يجرّب”، في إشارة إلى أزمة سد النهضة الإثيوبي، وأكد السيسي – في مؤتمر صحافي عقب زيارته مقر هيئة قناة السويس بالإسماعيلية – “نحن لا نهدد أحداً، ودائماً حوارنا رشيد وصبور جداً”، محذراً، في حال حدوث ما نبّه إليه، أنه “سيكون هناك حالة من عدم الاستقرار في المنطقة لا يتخيلها أحد”. وأكد أن “مصر قادرة على تنفيذ ما تصرّح به”.

 

حديث إثيوبيا

بالمقابل قال رئيس الوزراء الأثيوبي أبي أحمد إن بلاده لا تريد حربا مع السودان، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن عدم ملء سد النهضة في موعده، سيكلّف بلاده مليار دولار أميركي، وأكد آبي أحمد على أن الملء الثاني لسد النهضة سيتم في موعده عند موسم الأمطار في يوليو، وأشار أحمد إلى أنه “بالرغم من مساهمة إثيوبيا بأكثر من 80 في المئة من مياه النيل، إلا أننا نسعى إلى تخزين 5 في المئة فقط من ما تسهم به الأمطار وليس من النيل الرئيسي، وأضاف: “لا يمكن لإثيوبيا أن تكون عدواً للسودان، ولا يمكن للسودان أن يكون عدوا لإثيوبيا.

 

شكوى الخرطوم

من جانبها أبلغت وزيرة الخارجية السودانية د.مريم الصادق المهدي المبعوث الأمريكي بالسودان دونالد بوث أن تصرفات الجانب الأثيوبي الأحادية زعزعت الثقة، وثمنت وزيرة الخارجية جهود الولايات المتحدة الأميركية، ووقوفها إلى جانب السودان في القضايا الآنية الملحة، حيث بحث اللقاء تطورات الأوضاع في قضية سد النهضة التي تشغل السودان ومصر وأثيوبيا. وبينت أن السودان لجأ للآلية الرباعية للوساطة، بعد أن علم أن أثيوبيا تراوغ لكسب الوقت لإكمال عملية الملء الثاني للسد، وهو ما لا يجب التهاون معه والسكوت عليه.

 

اتفاق ملزم

في المقابل أمن المبعوث الخاص للسودان وجنوب السودان دونالد بوث على ضرورة التوصل لاتفاق ملزم ومرضي لجميع الأطراف في قضية سد النهضة، مؤكدا اهتمام الولايات المتحدة بأمن واستقرار الدول الثلاث والقرن الأفريقي، موضحا أن الولايات المتحدة يمكن أن تقدم الدعم الفني اللازم للملف للخروج من هذه الأزمة بمواقف مرضية لجميع الأطراف

 

ردة فعل

اعتبر المحلل السياسي والكاتب الصحفي عبد الباري عطوان إن المناورات الجوية السودانية المصرية المشتركة تأتي كردة فعل بعد ترجيح البلدين للخيار العسكري مضيفا أن المناورات الأخيرة تأتي كرد على المراوغة الأثيوبية، وأضاف عطوان في تغريدته أمس لقد طفح الكيل مضيفا أن الدفاع عن أمن البلدين المائي حق مشروع والوساطات العربية تسويف ودعم لآبي أحمد، مؤكدا أن الأمة كلها يجب إن تقف في خندق البلدين وان تدعم خيارات البلدين مؤكدا بأنه لا حل وسط في هذه القضية .

 

لأغراض دفاعية

قال المحلل السياسي والدبلوماسي د.الرشيد أبوشامة أنه ليس بالضرورة أن يكون الغرض من التدريبات العسكرية المقامة بقاعدة مروي الآن للجيشين السوداني والمصري الهجوم بل أحيانا تكون التدريبات للدفاع عن المناطق الحيوية وعن أراضيهم حتى لايفاجئوا بهجوم دون أن يكونوا جاهزين له، مضيفا أنه من الخطأ اعتبار هذه المناورات للاستعداد لخوض حرب واستبعد أبو شامة في حديثه ل”شبكة الطابية الأخبارية ” أمس قيام حرب ضد إثيوبيا من دولتي السودان ومصر- في هذا التوقيت- مضيفا بأن الأطراف الثلاثة ليس لها المقدرة لخوض حرب –بما فيهم مصر – مؤكدا بأنه في حال حاولت مصر خوض حرب ضد أثيوبيا فأن السد العالي سيكون معرضا للضرب والهجوم من جهة أثيوبيا وهذا الأمر سيؤدي لتدمير كامل لمصر مضيفا بأن أثيوبيا سبق وهددت بأنها تستطيع ضرب السد العالي، مؤكداً أن تهديد أثيوبيا قد يكون جادا خاصة وأنهم يمتلكون طيران حربي متقدم.

 

حلفاء إقليميون

وأضاف أبو شامة أن أثيوبيا لا تقف وحيدة في قضية سد النهضة فالصين وروسيا وإيران وإسرائيل تدعمها مضيفا بأنه ليس بالضرورة أن تدعم هذه الدول أثيوبيا وأن تخوض معها الحرب وتضرب السد العالي، لأن هذه الدول دول كبيرة ومسؤولة ولكن يمكن لهذه الدول أن تدعم أثيوبيا لوجستيا أو ماليا، مضيفا أنه ونتيجة لهذه المساعدات يمكن لأثيوبيا أن تضرب السد العالي بمساعدات كبيرة من هذه الدول، وأكد أبو شامة بأن ما يقوم به السودان ومصر من مناورات قصد به إيصال رسائل بعينها فالسيسي مثلا يريد أن يرسل رسائل للشعب المصري بأنه سيدافع عن أراض مصر ومياهه حتى يستطيع ضمان ولاء كل شعب مصر، أما السودان فظروفه الاقتصادية الآنية لا تسمح له بخوض حرب، وحتى أثيوبيا نفسها لا تستطيع خوض حرب لأن رئيس الوزراء آبي أحمد سيدخل انتخابات قريبا كما أنه لديه مشاكل داخلية كثيرة منها تمرد إقليم التيغراي عليه فالظروف للدول الثلاثة لا تقود لحرب ولكن الدفاع والاستعداد ضرورة ويمكن أن تكون المناورات هذه فرصة للفت نظر العالم الأول لكي يتدخل ويمكن أن تتدخل كل من الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوربي لحل هذه الأزمة وإجبار أثيوبيا على ترك الملء الأحادي للسد.

 

تنازلات

وتوقع أبو شامة بأن يلجأ رئيس الوزراء أبي أحمد لأن يملأ بسعة أقل من التي قالها فبدلا من أن يملا بسعة 13 مليار مكعب من المياه فأنه يمكنه أن يملأ ولكن بسعة أقل بعد أن يتفق مع دولتي السودان ومصر بأن يملا بسعة 8 مليار مكعب مثلا وبعدها يمكن أن تقبل هذه الدول بهذه التنازلات مضيفا بأن مثل هذا الحل يمكنه أن يرضى جميع الأطراف .

وختم أبو شامة حديثه باستبعاد قيام حرب لأن السودان ظروفه غير مواتية كما أنه لا يمكنه أن يجعل من بلاده منصات للهجوم على أثيوبيا عن طريق مصر مؤكدا بأن السودان إذا جعل أراضيه منصة لمصر للانطلاق لحرب أثيوبيا فهذا يعني أن يتحطم السودان جملة وتفصيلا لأنه ليس لديه أي ميزانية للحرب وبالتالي ليس بالضرورة أن يفسر حديث الرئيس المصري السيسي بأنه يريد الحرب مع أثيوبيا فربما أراد الأخير إرسال رسالة لشعبه، مضيفا أنه يتوقع أن تصل الدول الثلاثة لحل يرضى جميع الأطراف وأن كان لا يعطي لأثيوبيا السعة التي ترغب فيها.

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى