تفاصيل مثيرة في إلغاء الإمارات توقيع الاتفاق النهائي بين الخرطوم وتل أبيب
وكالات: الطابية
كشفت مصادر سياسية في كل من تل أبيب وأبوظبي أن الإمارات قررت تأجيل القمة السياسية بين إسرائيل والسودان، التي كان من المفترض أن تعقد في أبوظبي، في الشهر المقبل، بحضور ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، للتوقيع على اتفاق سلام رسمي بين تل أبيب والخرطوم.
وقالت هذه المصادر، بشكل صريح، إن سبب التأجيل يعود لغضب الإمارات من سلسلة تصرفات قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حاول خلالها إقحامها واتفاق السلام معها في الانتخابات الإسرائيلية.
وأكدت المصادر ما كانت نشرته «الشرق الأوسط»، مساء أول الأربعاء، أن نتنياهو تجاوز الحدود اللائقة في محاولة تجيير السلام لمصالحه الانتخابية،
وعبرت عن ذلك بالقول إن نتنياهو نجح في الأسبوع الماضي في اثارة استياء الجانب الإماراتي الذي قرر أن يرجئ زيارته لأبوظبي، حتى انتهاء الانتخابات و{ربما لفترة طويلة بعد ذلك».
ووفقاً لثلاثة مصادر إسرائيلية وغربية مطلعة على التفاصيل، فإن الإمارات قررت، أمس (الخميس)، تعليق القمة المذكورة. وأوضحت أن نتنياهو كان قد اقترح عقد هذه القمة خلال محادثة هاتفية أجراها مع الشيخ محمد بن زايد قبل نحو ثلاثة أسابيع، فلاقى الاقتراح الترحيب، شرط أن يتم ذلك بحضور مسؤول أميركي كبير. وعرضت الإمارات الفكرة على الأميركيين، فوافقوا، وطلبوا عقدها فقط بعد الانتخابات.
وكان من المفترض أن يكون الموعد في أوائل شهر أبريل، لكن الإمارات أبلغت البيت الأبيض أنه في ضوء سلوك نتنياهو، فإنها ستعلق القمة حتى إشعار آخر. ويسود التقدير بأن القمة ستحدث بالفعل، لكن في وقت لاحق، بعد أن يتضح الوضع السياسي في إسرائيل، وبعد أن يجد نتنياهو طريقة لتصحيح خطئه مع الإمارات.
وروى متابعون للشأن السياسي في تل أبيب، أمس، ما جرى خلال الأسبوعين الماضيين، بالقول إن نتنياهو حاول الحصول على دعوة لزيارة أبوظبي، واعتقد الكثير في قيادة الإمارات أنه سيكون من الخطأ استقباله قبل الانتخابات الإسرائيلية. لكن نتنياهو مارس ضغوطاً شديدة حتى إنه أرسل رئيس الموساد يوسي كوهين لترتيب زيارة، وبقي كوهين في أبوظبي لمدة ثلاثة أيام متتالية، واستثمر كل طاقته لتلقي الضوء الأخضر لزيارة نتنياهو. «في النهاية، فعل الضغط فعله. لقد عرفت الإمارات أن نتنياهو سيأتي فقط لالتقاط صور له من أجل حملته الانتخابية، لكنها فضلت غضّ الطرف حتى لا تتسبب بتوتر في العلاقات». لكن الأزمة مع الأردن، حول زيارة ولي العهد إلى الحرم القدسي، أدت إلى إلغاء الرحلة إلى أبوظبي. ومع ذلك فإن نتنياهو لم يستسلم، وواصل الضغط للقيام بالزيارة قبل الانتخابات، وجعل الإمارات جزءاً أساسياً من حملة الليكود، بدءاً بحديثه عن وعد زعم أنه حصل عليه من الإماراتيين، باستثمار 10 مليارات دولار في إسرائيل. «واستهجن الإماراتيون ذلك. فقد كان دافعهم للاستثمارات في إسرائيل اقتصادياً بحتاً، وصُدموا عندما رأوا أن المسألة سياسية بحتة بالنسبة لنتنياهو، وأنه يستغلها في حملة الليكود الانتخابية، للقول إن استثمار الإمارات في إسرائيل فقط لأنه يترأس الحكومة. والإماراتيون، الذين اعتقدوا أنهم وقعوا اتفاقية سلام مع دولة إسرائيل، وجدوا أنهم، وفقاً لنتنياهو، وقعوا اتفاقية شخصية معه».