سياسة شرعيةمجتمع

أ. د عبد الله الزبير: نظرة الغرب للمرأة لم تتغير كثيراً منذ جاهلية القرن الأول، وحتى جاهلية القرن ال (٢١)

الخرطوم: رصد الفاتح عبد الرحمن
في الذكرى السنوية لليوم العالمي للمرأة والذي يصادف الثامن من مارس من كل عام، أوضح البروفيسور عبد الله الزبير أن المرأة في أمريكا والغرب لا زالت ناقصة الحقوق والاعتبار، منتقصة الحرية، تشعر بالصّغار، مضيفاً أن هذه العدوى أصابت نساء المسلمين.
وشنّ البروفيسور عبد الله الزبير عبد الرحمن “رئيس مجمع الفقه الإسلامي السابق وإمام وخطيب مسجد التوبة بالفيحاء” في خطبة الجمعة اليوم، هجوماً عنيفاً على من أسماهم بالمنهزمين حضارياً، الذين يمسِّكون بأذناب التُّبع، ويتشبثون بأذيال أتباع السامري وأحفاد القردة والخنازير، الواقفين على جحور ضب أوروبا وأمريكا.
واصفاً إياهم بأنهم لا زالوا يتبجحون بأن الغرب بلغ شأواً في التحضر لا يُسبق، وشأناً في التقدم العلمي والتكنولوجي لا يُدرك، حتى وصلوا إلى القمر، ونزلوا على المريخ، وغزوا الكواكب، وبلغوا الذروة في النظم الإدارية والقوانين والتشريعات في إدارة الدول، وتنظيم المجتمعات، وأنهم تربعوا على سنام ما تتمنى البشرية من الحريات وحقوق الإنسان، ومع ذلك لا يزال هؤلاء وأساتذتهم وكبراؤهم يحتفلون في كل عام بيوم عالمي للمرأة، بغرض التذكير بحقوقها، متسائلاً أين ذهب هذا التقدم الحضاري الذي يتبجحون به، وأين هذا التسنُّم العلمي والتشريعي.
وقال البروفيسور عبدالله الزبير إن الغرب في احتفاله بهذا اليوم بحقوق المرأة، لديه حق ومعذورٌ في ذلك، لأن نظرته للمرأة نظرة غربية لم تتغير كثيراً منذ جاهلية القرن الأول، وحتى جاهلية القرن الحادي والعشرين.
بعد ذلك تناول البروفيسور عبد الله الزبير جانباً من نظرة الحضارات القديمة للمرأة، حيث اعتبرها اليونانيون رجزاً من عمل الشيطان، وأنها سبب الأوجاع والآلام والأسقام في العالم كله، كما يتصور أفلاطون في مدينته الفاضلة، أن المرأة يجب أن تكون ملكاً مشاعاً لجميع الرجال، أما أرسطو فيعتبر المرأة والعبيد من جملة مقتنيات الرجل الضرورية.
أما في الإسلام فلا يوجد كل ذلك الاحتقار للمرأة، بل التوقير والتبجيل والاحترام، مضيفاً أنه يجب أن يعرف شباب المسلمين حقيقة الإسلام ليفتخروا به، ويقول كل منهم.. أنا مسلم.
من ناحية أخرى قال البروفيسور عبد الله الزبير أن الإسلام لم يحمِّل حواء خروج آدم من الجنة، بل حمّلهما الاثنين المسؤولية معاً، وجعل الأصل في تلك الخطيئة لآدم، مضيفاً أنه ما وقع للمرأة انتقاص في الإسلام، إلا بادر القرآن بتكريمها وإتمام ما انتقص منها09، تكريماً لإنسانيتها.
كما تناول البروفيسور عبد الله الزبير في خطبته أيضاً قصة اليوم العالمي للمرأة، قائلاً أنه في العام 1908م قام صاحب مصنع للملبوسات في مدينة نيويورك بأمريكا، بإحراق 140 امرأة كن يعملن معه، بسبب مطالبتهن بتقليص ساعات العمل اليومية التي كانت تبلغ آنذاك 12 ساعة، ومع ذلك يعطين نصف ما يُعطى للرجل في ذات العمل، فقام بإحراقهن ليكسب أمرين: التخلص منهن، وكسب قيمة التأمين على المصنع، فخرجت 15 ألف امرأة في شوارع نيويورك ينددن بالحادثة ويطالبن بحقوقهن، ثم توالت التظاهرات في جميع أوروبا، حتى وافقت الأمم المتحدة على منح المرأة يوماً عالمياً لحقوقها والذي صادف الثامن من مارس من العام 1977م، ليصبح تقليداً سنوياً للاحتفال كل عام.

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى