استطلاع: تسنيم عبد السيد
مراقبون: زيادة النسب للقبول هذا العام، سببها زيادة مقاعد القبول الخاص بالمؤسسات الحكومية إلى النصف.
ارتفاع نسب القبول بالجامعات هذا العام وصل إلى حد تنفيذ وقفة احتجاجية للطلاب أمام مكتب القبول بالخرطوم، احتجاجًا على عدم قبولهم بمؤسسات التعليم العالي بالرغم من إحرازهم نسب تزيد عن 90%، ما حدا بالوزارة لوضع معالجات عاجلة لاستيعابهم وإتاحة فرصة أخرى لهم للتقديم خلال أسبوع.
في وقت اعتبر مراقبون أن زيادة النسب للقبول هذا العام، سببها زيادة مقاعد القبول الخاص بالمؤسسات الحكومية التي أصبحت بالمناصفة مع طلاب القبول الخاص ما جعل المنافسة كبيرة على نصف المقاعد العامة وبالتالي ترتفع نسبة القبول، (الطابية) استنطقت عدد من الجهات ذات الصلة لإيضاح الرؤية ومعرفة مسببات أزمة القبول والمعالجات اللازمة لإيجاد الحلول لها منعًا لتكرارها مستقبلًا..
ومن جملة 162 ألف طالبًا وطالبة تقّدموا للقبول للجامعات في الدور الأول، تم قبول 123 ألفًا، أي أنه قد تم رفض نحو 40 ألف طالبًا وطالبة، وتعود الأسباب بحسب مراقبين إلى ارتفاع نسب القبول للجامعات هذا العام عن الأعوام السابقة.
حيث شهدت نسب القبول هذا العام ارتفاعًا ملحوظًا، وبلغت نسبة القبول بكلية الطب جامعة الخرطوم هذا العام 95.7% وفي دليل التقديم النسبة المُرشِحة للقبول هي 93.7%، جامعة أم درمان الإسلامية كلية الطب ” طلاب” 93.7% والنسبة في الدليل 91.3%، كلية الطب ” طالبات” هذا العام بلغت 94.1% وكانت النسبة في دليل التقديم 91.9%، فيما بلغت نسبة القبول لكلية الصيدلة ” طالبات” 91.4% والنسبة في الدليل 89.6%.
يجب أن تكون النسب الواردة في الدليل قريبة جدًا من النسبة الفعلية للقبول
الطلاب المحتجون:
كشف الطالب عثمان صلاح سيد أحمد أنه تفاجأ بعدم قبوله في الدور الأول للتقديم للجامعات، على الرغم من أنه أحرز نسبة 94.5%، مُعتقدًا أنها تؤهله للقبول بكلية الطب جامعة الخرطوم أو جامعة الجزيرة، وقال سيد أحمد لـ (الطابية) أنه ملء استمارة التقديم برغبتين فقط ولم يتوقع أبداً أن يتم رفضه من الاثنين، منتقدًا سياسة وزارة التعليم العالي فيما يتعلق بدليل الترشيح للقبول، وقال يجب أن تكون النسب الواردة في الدليل قريبة جدًا من النسبة الفعلية للقبول وأن لا ترتفع لهذه الدرجة، فمثلًا في دليل التقديم كلية الطب جامعة الخرطوم 93.7%، فمن غير المنطقي، بحسب سيد أحمد، أن ترتفع 2%، واعتبر أن هذا ظلمٌ ينبغي على الوزارة معالجته.
توسيع فرص القبول الخاص يجب ألا تكون على حساب أبنائنا
والد طالبة: القبول الخاص على حساب أبنائنا:
والد إحدى الطالبات التي تم رفض قبولهن بجامعة الخرطوم كان ضمن الذين شاركوا في الوقفة الاحتجاجية أمام مكتب القبول بالخرطوم أمس ” الاثنين” احتجاجًا على عدم قبول ابنته التي أحرزت نسبة 93.8% وقال المعلم بالمرحلة الثانوية يس أبو حراز لـ (الطابية) إن رفض قبول أبنائهم بالجامعات رغم إحرازهم نسبًا عالية هو خطأ تتحمله وزارة التعليم وعليها معالجته، وقال إن الوزارة بهذا الفعل تهدف لإتاحة فرص أكبر للقبول الخاص على حساب أبنائهم الذي اجتهدوا وأحرزوا نسبًا كان يفترض أن تؤهلهم للقبول العام.
مشددًا على أن رغبة ابنته كانت الدراسة بجامعة الخرطوم، وقامت بملء الاستمارة بثلاث رغبات فقط كلية الطب، وطب الأسنان، والصيدلة جامعة الخرطوم، ولكن تم رفضها من الثلاث كليات لأن نسبهم ارتفعت وجاءت على التوالي 95.7%، 94.6%، 93.9% .
ودعا أ. أبو إحراز وزارة التعليم العالي إلى إعادة النظر في طريقة القبول بالجامعات بإبتداءًا من دليل القبول إلى درجات المفاضلة والمواد المرشحة للقبول بالكليات العلمية.
وكيل وزارة التعليم العالي: نسب القبول للكليات لا توضع عبثاً حتى يتم التراجع عنها بهذه السهولة!!
الوزارة تُعلِّل:
من جانبه أكد وكيل وزارة التعليم العالي د.سامي شريف في حديثه لـ (الطابية) إن وزارته لن تتنازل عن نسب القبول التي تم إعلانها واحتج عليها بعض الطلاب لجهة أنها مرتفعة، ولم يتم قبولهم في الجامعات في التقديم للدور الأول الذي ظهرت نتائجه الأسبوع الماضي، وقال د.شريف إن نسب القبول بالكليات لا يتم وضعها عبثًا حتى يتم التراجع بهذه السهولة، مؤكدًا على أن وضع هذه النسب يعتمد على أسس محددة أهمها عدد المقاعد المحددة للقبول العام وأعداد الطلاب الذين يتنافسون على هذه المقاعد، وترتفع نسبة الكلية المعنية كلما زاد عدد المتنافسين عليها وارتفعت درجاتهم، فمثلًا كلية الطب جامعة الخرطوم تنافس عليها هذا العام أكثر من 570 طالبًا وطالبة في حين أن العدد المخطط للقبول بها فقط 250 طالبًا وطالبة، لذلك انحصر العدد على أصحاب النسب الأعلى فارتفعت نسبة القبول بالكلية من 93.7% العام الماضي إلى 95.7% هذا العام.
استبعاد الطلاب:
في وقت انتقد د. سامي تركيز الطلاب على جامعة واحدة أو رغبة واحدة في استمارة القبول، وقال إن هذا الإجراء هو أحد أسباب عدم قبول الطلاب في الجامعات رغم درجاتهم العالية، منبهًا حصر الرغبات لعبت دورًا كبيرًا في استبعاد بعض الطلاب، حيث يقوم الطالب بالتقديم لرغبة واحدة فقط من بين عشر رغبات، والرغبة التي يقدم لها نسبتها قد تكون أعلى من نسبته الحائز عليها بالتالي ينال الرغبة طالب آخر نسبته تتماشى مع الرغبة المطلوبة، لذا فإن السبب الأساسي في استبعاد بعض الطلاب بسبب تقديم الطلاب للرغبات المحدودة، مثلاً طالب يقدم رغبة واحدة فقط كلية طب جامعة الخرطوم وتكون نسبته أقل وتكون هذه الرغبة مخصصة لطلاب تناسب نسبتهم هذه الرغبات.
اضطر لتغيير رغبته:
كشف الطالب زين الدين محمود، الذي جلس لامتحانات الشهادة السودانية من مدرسة بحري النموذجية، وأحرز نسبة 92.3% أن سياسات وزارة التعليم العالي قادته للتنازل عن رغبته في دراسة الطب، وقال إنه ملء استمارة القبول للدور الأول بعدد من كليات الطب بجامعات في ولاية الخرطوم لكن لم يتم قبوله، على الرغم من أن النسب في الدليل الذي استند عليه في التقديم كانت أقل من نسبته في بعض الكليات، إلا أن النسب، بحسب محمود ارتفعت بصورة كبيرة، وكل كليات الطب بجامعات ولاية الخرطوم الحكومية لا تقل عن 93%، وقال محمود إنه تنازل عن الطب وقدّم في استمارة المعالجة كليات صيدلة ومختبرات طبية، منبهًا إلى أن لديه ظروف خاصة تمنعه من التقديم لجامعات ولائية ما اضطره لتغيير رغبته من الطب للصيدلة.
الدليل والواقع:
من جانبها دعت الطالبة أماطر الخالدي التي أحرزت نسبة 93% بامتحانات الشهادة الثانوية، دعت وزارة التعليم العالي لابتكار طريقة أخرى للقبول بالجامعات غير الطريقة الحالية، مشيرةً إلى أن دليل القبول يجب أن يتناسب مع النسب الحقيقية للقبول بالكليات حتى لا تفاجأ الطالب برفض قبوله وضياع فرصته بسبب الفرق الكبير بين النسب في الدليل والواقع، واستنكرت أماطر معالجات وزارة التعليم العالي التي قررتها للطلاب الذين أحرزوا أكثر من 90% ولم يتم قبولهم في الدور الأول، وقالت أماطر إن استمارة المعالجة بها فُرص لثلاث رغبات فقط أكثرها خارج ولاية الخرطوم، لأن المعالجة تعتمد على ملء شواغر القبول بالجامعات فأكثر المقاعد الشاغرة في جامعات الولايات وليست بالخرطوم.
استمارات المعالجة ليس بها كليات طب!!
استمارات المعالجة ليست بها كليات طب!!:
رؤى عبد الرحيم من ولاية النيل الأبيض واحدة من المحتجين أمام مكتب القبول بالخرطوم أكدت على أنها أحرزت نسبة 92.6%، وجلست لامتحانات الشهادة السودانية أربع مرات لتتمكن من دخول كلية الطب، مؤكدة على أنها قدّمت في الدور الأول للقبول كليات طب فقط بعدد من الولايات وكانت النتيجة “هذا الطالب غير مقبول” ، وعندما جاءت لولاية الخرطوم لمعالجة مشكلتها ضمن بقية الطلاب الذين أحرزوا أكثر من 90% ولم يتم قبولهم، وتقول رؤى أن رغبات استمارة المعالجة ليست بها كليات طب، وإن المسؤولين بمكتب القبول أخبروهم أن كليات الطب ليست بها شواغر وعليهم اختيار رغبات أخرى متاحة لضمان عدم ضياع فرصتهم في القبول العام.