أخبارأخبار االسودانفيديوميديا

دعا فيه الشرفاء للخروج لإسقاط الحكومة.. “الطابية” تنشر نص البيان الكامل لأمين الحركة الاسلامية

 

الخرطوم: الطابية

دعت الحركة الإسلامية السودانية جماهير الشعب السوداني للخروج إلى الشارع وممارسة حقهم في إسماع صوتهم للعالم بالطرق السلمية، وفضح من أسمتهم بالعملاء والمأجورين الذين لا يستحقون أن يكونوا أمناء على البلاد والعباد.
ووجه الأمين العام للحركة الاسلامية، علي أحمد كرتي، تسجيلاً صوتياً، إلى من وصفهم بالشرفاء والوطنيين والعقلاء من السودانيين، داعياً إياهم للخروج إلى الشوارع ومواصلة الحراك بالطرق السلمية، ودعا إلى تجنب العنف، ومحذراً بقوله ” وليعلم الجميع أننا نواجه عصابة لا تحدها حدود ولا يلجمها قانون ولا تخفف غلواءها حكمةٌ ولا منطق”.
وفيما يلي، البيان كاملاً، نصاً وصوتاً:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ) .. الآية (286)

المواطنون الشرفاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

كما تعلمون فإنّ الحركة الاسلامية السودانية قد اختارت أمن الوطن وسلامتَه ، وقدّمت ذلك علي أيِّ تشبُّثٍ بالسلطة ، و على كل كسبٍ أو حظِّ نفس، وأعلنت زهدها في أيّ مشاركةٍ في السلطة خلال الفترة الانتقالية ، و قد تمّ هذا اختيارًا .. وهو اختيارٌ احتكمت فيه الحركة لأمر الله …مُسلِّمين له الأمر من قبل ومن بعد وتشكلت على إثر ذلك مواقفنا التي نفخر بها ، وتجددت عهودنا التي تواثقنا عليها بألّا نقابل الله بدمٍ حرام وألّا نسمح بترويع آمنٍ ومطمئنٍ من غيرِ عدوان ..
لقد اخترنا طيلة الفترة السابقة الصبر و أعْلينا صوت الحكمة ، و التزمت عضويتنا بهذا الخيار رغم ما أصابها من عنتٍ وتضييقٍ وتشريد و اعتقالات جائرة وتعدٍّ سافر على حقوقها ، غير أن من اعتلَوْا حكم البلاد لم يفهموا صبرنا على أنه اختيار العقلاء من أهل العزم والجَلَد ، ولم تجد يدنا البيضاء منهم إلا كلَّ سوءٍ وإساءة… ثم إن الأمر تجاوز مداه …وحبلُ الصبر الممدود كاد أن ينقطع ، بفعل النُاشطين الذين لم يَرتَقوا لمستوى المسئولية ولم تشغلهم همومُ الناس والضنكُ غيرُ المسبوق الذي تسببوا فيه عن مراراتهم و أحقادهم الشخصية ولا عن هوى صنعِ بطولاتٍ زائفة اعتادوا عليه كناشطين سياسيين.
لقد كنا نظن أن تجربة الحكم التي سبقتهم ستكون هادية للعقلاء منهم ، يستثمرون نجاحاتها ويتجنبون تكرار أخطائها ويستفيدون من انجازاتها وعمرانها ، غير ان من أُسند إليهم الحكم أعمت بصائرَهم روحُ التشفي والانغلاقُ علي الذات ، وغاب عندهم صوت العقل والحكمة ، فأصبحوا غير حريصين على مستقبل الدولة ومواطنيها في ظل تهديدٍ حقيقي لأمن البلاد وشبحِ حربٍ تظللها في شرقها .
ولم يكتفوا بذلك بل عمدوا إلى تنفيذ حملات الخراب التي طالت ممتلكاتِ البلاد ومؤسساتِها فبُددت الموارد وأهدرت مقدرات الوطن ، وأصبح الفساد يفوق كل تصور ويُلجم كل فصيح ، بل و تحت ادِّعاءات مكافحةِ الفساد يجري بناء مؤسسات تقوم على الفساد على مسمعٍ ومرأى من القانون.. كما تزداد الشقة في كل لحظة بين الإدّعاء والواقع.. فلا حرية لرأيٍ مخالف ولا عدالة يحتكم إليها الناس ، ولا اكتراث لتداولٍ سلميٍّ للسلطة ولا أدواتُ ذلك من قوانين ومفوضيات ،،، وكل ذلك مع سياساتٍ خرقاء أوردت الشعب المهالك في معاشه وأمنه ودينه .
شرفاءَ البلاد من العسكريين وشركاءِ السلام : جرت المقادير بجعلكم شركاءَ لأدعياء الثورة وسُرّاقِها من الناشطين الحزبيين المفتقرين لأيِّ سندٍ شعبي وِفقَ وثيقةٍ تناكرها الجميع وتنكّر لها من وقّعوها.. لازال أملُ الأمة فيكم عظيمًا أن تردّوا الأماناتِ إلى أهلها ولازال رجاؤها فيكم كبيرًا فلا تُخيّبوه .. التفتوا إلى عشرات الملايين الذين ملّوا انتظار نهاية هذه الملهاة.. افتحوا أبوابكم، شاركوا شعبكم الصابر .. ولن يخذلكم،،، ستجدون منه السند وسيرفدُكم بالحكمة والصبر على المشقة والمسغبة في سبيل الإصلاح…
الإخوة والأخوات …اليوم نفتح صفحة جديدة ، لمعارضةٍ بنّاءة تردُّ الظالمَ عن غيّه وتبني ما استطاعت وتحرص على أمن البلاد و المصالح العامة والخاصة ،، تخرجون بإذن الله حِراكاً سلميًا من كل فجٍّ ومن كل صقْعٍ لردِّ حقوق هذا الشعب الأبي الذي أذله الفاشلون و أفقروه …و لردِّ حقوق المظلومين في شعاب هذا الوطن .. العاكفين على معاشهم من المستضعفين الذين يرفعون اكفهم لله يدعون على هؤلاء الظالمين في صلاتهم و قنوتهم …
الإخوة والاخوات :
واصلوا حراككم السلميَّ في الشوارع والساحات ، حتى يسمع العالم صوتكم ، ويعلم حجم مفارقة هؤلاء القوم لكل قيم ومعاني العدالة وتجاوزهم لكل قانون حتى القوانين التي صاغوها هم بأنفسهم !! وليعلم الناس أننا نواجه عصابة لا تحدها حدود ولا يلجمها قانون ولا تخفف غلواءها حكمةٌ ولا منطق ،
إن سلوك الناشطين الذين هبطوا من عواصم الغرب التي عاشوا فيها لاجئين تحتضنهم المنظمات هو ما جرى تأهيلهم به !! … لم يحترموا قانوناً وطنياً أو دولياً ولا عُرفاً إنسانياً ، فصادروا منظمات العون الإنساني التي كانت تخفف علي الضعفاء والمساكين وأصحابِ الحاجات من اليتامي والأرامل والمرضى ، وفاقموا بسلوكهم المشينِ حدّة الغضب الجماهيري الذي يستحقونه..
وهاهي حكومتهم تفصل ألوف الموظفين الأكفاء وتلقي بهم للشارع بعد عقود من العمل بلا تحقيقٍ أو محاسبة ، وذلك في تجاوز صارخ لكل قانون دولي أو إقليمي أو وطني يحفظ للناس حقوقهم ويؤمنهم من مثل هذا الظلم وانتهاك الحقوق .
سيعلم العالم والشعب السوداني قبله ما اجتهد هؤلاء في إخفائه ، سيعلمون حجم جَوْر وفساد أدعياء العدالة وطهرَ الأيادي .
أيها السودانيون الشرفاء ..ما فعله هؤلاء بكم جريمةٌ يصعب السكوت عليها ، فسياسة رفع الدعم ما كان ينبغي لها أن تكون إلا بوجود ترتيبات ملزمة للدولة تضمن وجود سياسات وآليات تكفل الحماية لشرائح المجتمع الضعيفة وتوفر لها حدَّ الكفاية من العيش الكريم ، لكن تم سحق الأسر الكريمة والمتعففة بلا رحمة ، وتم إفقار المستورين بلا وازعِ ضمير ، و تَهدد مستقبلُ الأجيال الجديدة بتعطيل التعليم فأُغلِقت آلآف المدارس ، وعجزت اكثر من ٤٥٠ مستشفى في أنحاء البلاد من تقديم خدماتها كما ينبغي، وغدا الأمن عزيزاً والخوف شائعاً … دعونا جميعاً نستعيد بلادنا من قبضة الفشل .
أيها الإخوة والأخوات..ابنائي وبناتي من الشرفاء والوطنيين والعقلاء من أهل السودان …اخرجوا للشوارع والطرقات فهذا حقكم ، أسمِعوا صوتكم للعالم عبر كلِّ وسيلةٍ مشروعة ، وافضحوا العُملاء والمأجورين فهؤلاء لا يستحقون أن يكونوا أمناء على البلاد والعباد…
عبّروا في حراككم بطريقة سلمية ، حافظوا على ما شيدتموه من مؤسساتٍ ومرافق عامة، حافظوا على ممتلكاتكم من مستشفيات ومدارس وغيرها من المؤسسات الحكومية ، تجنبوا الممتلكات الخاصة فهي لاخوتكم في الوطن من تجار وصناع وأصحاب أعمال ، تجنبوا العنف ..لا تستجيبوا لأي استفزاز …وعلى أجهزة الدولة الأمنية حماية الممتلكات العامة والخاصة ومنع تخريبها ممن يسعون لجر البلاد للفوضى والعنف مع استعدادهم لتوزيع الاتهامات .
إلى التيار الإسلامي العريض والسودانيين الغيورين على دينهم ووطنهم: ها نحن أعلناها براءةً لله ورسوله مما فعل هـؤلاء الفاشلون ، سنقاوم مكرهم لإقصاء الإسلام عن حياتنا والأخلاقِ من مجتمعاتنا ، هلمّوا إلى الشوارع غضباً لله ورسوله ولعباد الله المساكين ،،، هلمّوا سنداً لهذا الشعب الباذخِ خُلُقاً والنبيلِ ِِفي كل شئ .
أيها الإخوان.. لا انتظار بعد اليوم .. لنخرج حتى لا نندم !

حفظ الله البلاد والعباد

والسلام عليكم ورحمة الله ..
الأمين العام المكلف
علي أحمد كرتي
١٥ فبراير ٢٠٢١م

 

 

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى