تقاريرسياسة شرعية

(د. محمد عبد الكريم): لا يجوز الترحُّم على ” محمود محمد طه”

تقرير : تسنيم عبد السيد
أفتى رئيس تيار نصرة الشريعة ودولة القانون د. محمد عبد الكريم بعدم جواز الترحُّم على مؤسس الفكر الجمهوري في السودان محمود محمد طه، وقال د. محمد إنه لا يجوز الترحم على من ناصب الإسلام العداء، وعلى من مات على الكفر، وأضاف: ( ما كان للنبي والمؤمنيين أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم).
وقال إنه في الاستغفار والترحم عليهم إشارة إلى الرضا عن صنيعهم، وأن ما فعلوه لا يخرجهم من الملة، وزاد: لا يجوز الترحم على كل من حُكم عليه بالردة.
وأكد د. محمد عبد الكريم في حديثه ببرنامج “الدين والحياة” بقناة طيبة أن الفكر الجمهوري هو خليط من انحرافات متعددة، مبنية على رفض تعاليم الإسلام، ادّعى صاحبه أنّه الله، واعتبر أن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم منسوخة، ومن ذلك قرر أن يأتي برسالة ثانية، وزعم بأنه التقى بالله عزّ وجل، وخاطبه الله في الإدراك الوتري، وجاءه في صورة شاب أمرد، وأنه أوعز إليه بثلاث رسائل، رسالة يبثها إلى الناس هي الرسالة الثانية، ورسالة خُيّر فيها أن يبثها أو لا يبثها، ورسالة لا يعطيها إلا من يطيقها.
وقال د. محمد أعن الرسالة الثانية تقوم على التحلل من الدين والتشريعات، وتركز على الأصول ما يسمى مقام الأصالة، أي صلاة الأصالة صيام الأصالة حج الأصالة.
وأن ذلك وارد في كتاب الرسالة الثانية بالنص “ليلة أُسري بي، انتسخ بصري في بصيرتي، فرأيت الله في صورة شاب أمرد، فوضع يده على كتفي، فاستشعرت برودة الذات الإلهية، فقال لي أتدري فيما يختصم الملأ الأعلى يا محمود، قلت أنت ربي أعلم؛ فعلمني ثلاثة علوم، علم أُمرت بتبليغه الرسالة الثانية، وعلم خُيرت في تبليغه وهذا أخص به أناس دون آخرين، وعلم نُهيت عن تبليغه لأن الله يعلم أن لا أحد يطيق هذا”.
ويضيف د. محمد ان محمود محمد طه زعم أنه الله وأن الصلاة رفعت عنه، وقال في رسالته الثانية “ها هنا يسجد القلب إلى الأبد بوصيدٍ، أول منازل العبودية فيومئذٍ لا يكون العبد مسيرًا ولكنه مخير، ذلك لأن التسيير قد بلغ به منازل التشريف، فأسلمه إلى حرية الاختيار، فيرتقي حتى يصبح مخيرًا، فهو قد أطاع الله حتى أطاعه الله معاوضةً لفعله، فيكون حيًا حياة الله، وعالمًا علم الله، ومريدًا ارادة الله، وقادرًا قدرة الله، ويكون الله”، وبذلك يقصد أن الإنسان في مرحلة كان مجبور على العبادة، لكنه ارتقى حتى وصل إلى درجة إله.
ويقول د. محمد السبب في أن الجمهوري لا يصلي، لأنه يعتبر الصلاة وسيلة إلى التقرب من الله وليست غاية، فما دام أنه واصل لا يحتاجها، وذلك وارد في رسالته “الصلاة صلاة الروح حيث لا ركوع فيها ولا سجود فيها، وتلك مرحلة لا تستطيعون استيعابها إلا ببلوغ مرحلة الرضا الإلهي المطلق، حيث تكون إرادتك إرادة الله، وتكون قدرتك قدرة الله، وتكون مشيئتك مشيئة الله، وتكون أنت الله”.
وبحسب د. محمد عبد الكريم فإن محمود محمد طه كان يعتبر نفسه أفضل من النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال إن رسالته الثانية تلقاها كفاحًا وجاءته من غير خوف بخلاف الرسالة الأولى التي كانت مقترنه بالخوف، حين نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم كانت ترتعد فرائصه ويقول زملوني زملوني،
وقال د. محمد إن هذا الرجل بلغ مبلغًا في الزندقة والردة والكفر ما بلغه أحد، ولديه قناعة بأن الشريعة التي جاء بها محمد لا تصلح لهذا القرن، ولا تصلح للإنسانية والبشرية.
وفي قضية محاكمة محمود محمد طه بالردة، قال د. محمد عبد الكريم إن بلاغات الردة ضد محمود محمد طه فُتحت منذ الستينات، لكي لا يقول أحدهم أن إعدامه في عهد نميري كان لأغراض سياسية وليس لفكره المنحرف، وأكد د.محمد أن الفتاوى بردة محمود محمد طه جاءت من علماء الإسلام في العالم، أبرزهم كان فتوى الأزهر الشريف، والداعية عبد الحميد كشك، وصدر حكم إعدامه استنادًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا يحل دم إمرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: زنًا بعد إحصان، كفر بعد إيمان، وقتل النفس).
ويشير د. محمد الى أنه من ضمن الأدلة التي حُكم بها عليه بالردة أنه كان يقول إن الله لا يمكن أن يدخل الناس إلى جهنم، وإن فعل ذلك فهو شخص حاقد ويضيف محمود: تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا.
ولفت د. محمد عبد الكريم إلى أن الرجل أُستُتيب أكثر من مرة إلا أنه لم يرجع إلى الله ويتوب، لافتًا إلى أن الشيخ أبو زيد محمد حمزة حتى آخر لحظة وحبل المشنقة حول رقبته قال له يا محمود (ومن أظلم ممن افترى على الله كذبًا أو قال أُوحي إليَّ ولم يوحَ إليه شيءٌ) فطلب منه أن يتوب ويرجع، فأبى، وقُتل على ذلك.
ويضيف د. محمد أن أتباعه كانوا يفتكروا أن محمود إن قُتل فله عودة، ولا أحد يستطيع قتله.
في السياق كشف د. محمد عبد الكريم أن الغرب تبنى الفكر الجمهوري لأنه يهدم الإسلام، وتحديدًا لإبطال الإسلام المُحمدي، وأن بعض الغربيين يعتقد أن ضرب المسلمين من الداخل هو الأنجع، لذلك يتبنوا هذه الأفكار المنحطة.
ومن ذلك بدأوا بالعمل على زرع الجمهوريين في مراكز معينة، حتى في مجمع الفقه، ويقول د. محمد إن المخطط الغربي أن يكون الفكر الجمهوري هو البديل للإسلام الموجود في السودان، لأنهم درسوا الشخصية السودانية و وجدوا أنها شحصية متدينة بطبعها واستحالة تجريدهم إلى فكر آخر إلحادي لا علاقة له بالدين، فأفضل طريقة هي تبني هذا الفكر الذي يُبطل الشريعة المحمدية.
في السياق شدد د. محمد على حُرمة تلحين القرآن كالغناء، كما حدث في احتفالية الحزب الجمهوري بذكرى إعدام شيخهم، وقال د. محمد ان قراءة القرآن بهذه الطريقة لا يجوز لأنه يندرج في الاستهزاء واللعب بآيات الله المنهي عنه في الإسلام.

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى