في وقت يحتدم الجدل حوله.. “القراي” ينظم اليوم مؤتمراً لإقرار المنهج الجديد
الخرطوم: الطابية
يبدأ اليوم الثلاثاء بقاعة المعلم بالخرطوم، المؤتمر الأول لمناهج المرحلتين المتوسطة والثانوية، الذي ينظمه المركز القومي للمناهج تحت شعار “من أجل منهج يؤصل للقيم الإنسانية ويحتفل بالتنوع والسلام ويلحق بركب العلم والحداثة”، ويخاطبه مدير المركز القومي للمناهج عمر القرَّاي.
ويهدف المؤتمر الذي يقول منظموه أنه يشارك فيه مختصون في المناهج، إلى مناقشة الفلسفة العامة والأهداف والمنطلقات للمنهج، وتضمين رؤي الحداثة والتفاعل وطرق ومهارات القرن الواحد والعشرين إلى جانب ترسيخ قيم الاخلاق والمثل الفاضلة من خلال التربية الإسلامية والمسيحية والعلوم الاجتماعية.
وتستمر أعمال المؤتمر حتى السابع من يناير الجاري، وبحسب وكالة سونا، تتضمن محاور المؤتمر؛ مناقشة المواد الجديدة المقترحة في المرحلتين المتوسطة والثانوية، وطرح أهميتها ومبرراتها، بجانب تفعيل مناهج الموسيقي والمسرح والفنون التشكيلية، ودراسة وتفعيل وتطور النشاط اللّا صفِّي، إلى جانب تطوير منهج ذوي الاحتياجات الخاصة والمناهج الفنية والحرفية، وطرح مفاهيم متقدمة للتقويم والقياس والاشراف والتوجيه، وإدخال مفهوم الكفاية السلوكية والأخلاقية والنفسية ومهام الاشراف الاجتماعي في المدارس.
ويجيء المؤتمر، في وقت احتدم فيه الجدال حول المنهج الجديد، والتجاوزات غير المؤسسية التي صاحبت إعداده، بجانب المفاهيم المصادمة للعقائد التي تضمنتها بعض كتب المنهج، مثل كتاب التاريخ، وطمسه لهوية البلاد، من خلال تجاوزه لمراحل مهمة في تاريخ السودان، أو تقديمه معلومات خاطئة عنها، مما حدا بمجمع الفقه الإسلامي السوداني لإصدار فتوى بتحريم تدريسه.
وتشهد الساحة حراكاً ضد المنهج الذي وضعه القراي، من مختلف فئات المجتمع السوداني، حيث طالب معلمون وأئمة مساجد، وطرق صوفية، وقبائل، وكيانات إسلامية، مثل هيئة شؤون الأنصار، والاتحاد السوداني للعلماء والأئمة والدعاة، والاتحاد الصوفي بعدم إجازة المنهج الجديد، وإقالة القرّاي من مصبه، لعدم قوميته، كما اعترض مجلس الكنائس على منهج التربية المسيحية بعدم ملائمته لكافة الطوائف المسيحية وميله الطائفة واحدة، ورفض البنك الدولي تمويل طباعة المنهج لاتسامه بالضعف وعدم استيفائه للشروط الواجبة.
ويرى مراقبون، أن عقد مؤتمر المناهج في هذا التوقيت بالذات يمثل خطوة استباقية من مدير المركز القومي للمناهج عمر القراي، لمناهضيه، ومحاولة لتثبيت المنهج بزعم أنه تم إقراره بواسطة مؤتمر دُعي إليه متخصصون، خاصة بعد تبرؤ لجنة المؤلفين من كتاب التاريخ الذي صدر، وقالت أنها لم تعتمد هذه النسخة، ويحظى القراي بدعم من وزير التربية والتعليم محمد الأمين التوم الذي أعلن تمسكه بالقراي وبالمنهج الجديد بكل ما فيه.