كاتب ومقالمقالات

وداعاً طود المكارم والمروءة.. ياسر عثمان جادالله النّذير

د. مدثر أحمد إسماعيل الباهي: الأمين العام للاتحاد السوداني للعلماء والدعاة

حُكمُ المَنِيَّةِ في البَرِيَّةِ *** جاري ما هَذِهِ الدُنيا بِدار قَرار
فَالعَيشُ نَومٌ وَالمَنِيَّةُ يَقِظَةٌ *** وَالمَرءُ بَينَهُما خَيالِ ساري

حينما تقع مصيبة الموت على قريبٍ حبيبٍ أو صديقٍ حميم فإنّ القلب يجزع والمشاعر تخور والفكر يتشتت ويتوقف المرءُ حائرا ماذا يقول ويفعل من هول المصيبة! ولكن المؤمن بالله وقدرة يسترجع ويكون استرجاعه هو خير مايمكن أن يقول ويفعل. (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) .
اختار الحقّ الباقي سبحانه في يوم الجمعة 17 جماد أول 1442 الموافق 2012/1/1 م عبداً من عباده الصالحين، نحسبه كذلك والله حسيبه، إنّه المتكرم المفضال، نبيل الخصال، البر السخي ذو المروءة والشهامة، الشيخ الداعية المسدد العالم العامل، ياسر عثمان جاد الله النّذير ،
فاللهم آجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها

طودٌ من العلم من بعد الرسوخ هوى
وكوكبٌ بعد أن أبدى الهدى غربا

إنّ مثل الشيخ ياسر أحسب أنّه من الذين تتجلى فيهم بشريات الرحيم الرحمان ذ(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ (32) وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33)).. هنيئاً لك أبا عمّار تلك البشارات التي كنت تُعِدُّ لها وتستعد وتعمل لأجلها وتجتهد بلا كلل ولا ملل ولامنٍّ ولا أذى !.
ولئن كان المؤمنون بالله ورسوله من إخوانك هم شُهدآء الله على خلقه فبشراك ثم بشراك ثم بشراك بشهاداتهم لك، مما علموه عنك ورأوه منك، وما لايعلمون فإنّ الله يعلمه!. وإنّي لأظّنّ أنّ الذي بين الشيخ ياسر وبين ربّه من الخفيات أضعاف ما بدأ لنا وظهر ! وفيه يصدق وصف أبي الحسن التهامي:
تندى أسرة وَجهِهِ وَيَمينَهُ *** في حالَةِ الإِعسارِ والإِيسار
وَيَمُدُّ نَحوَ المَكرُماتِ أَنامِلاً *** لِلرِزقِ في أَثنائِهِنَّ مَجاري
يَحوي المَعالي كاسِباً أَو غالِباً *** أَبداً يُدارى دونَها وَيُداري.

رةحمك الله أبا عمّار.. و تَقبّل منك جهدك وجهادك وصدعك بالحقِّ واحتسابك ومسعاك تُصلح بين الناس، وبذلك المعروف بلا منّ.

وإنّي لأسأل الله الكريم المنّان أن يرفعك الدرجات العُليا من الجنّة، ولسان حالي وأنا أُبعثر هذه الكلمات وأدمعي تنهال من هول مصيبتي قول من قال:

أَبكيهِ ثُمَّ أَقولُ مُعتَذِراً لَهُ *** وُفِّقتَ حينَ تَرَكتَ آلامَ دارِ
جاوَرتُ أَعدائي وَجاوَرَ رَبَّهُ *** شَتّان بَينَ جِوارِهِ وَجِواري
اللهم إنّي أسألك بأنّ لك الحمد يا مَنّان يابديع السموات والأرض ياحيُّ ياقيّوم يارحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما أن ترحم عبدك ((ياسر عثمان جادالله النّذير )) اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ وَاعْفُ عَنْهُ وَعَافِهِ وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ وَاغْسِلْهُ بِمَاءٍ وَثَلْجٍ وَبَرَدٍ وَنَقِّهِ مِنْ الْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنْ الدَّنَسِ ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِنْ دَارِهِ ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِنْ أَهْلِهِ ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِنْ زَوْجِهِ ، وَقِهِ فِتْنَةَ الْقَبْرِ وَعَذَابَ النَّارِ .
اللهم بلل قبره بـالرحمات.
اللهم نور مرقده، وعطر مشھده،
وطيّب مضجعه، وآنس وحشته، وقِه عذاب القبر وفتنته، ونفس يوم الحساب كربته، واجعله ياكريم في أعلى مراتب الجنان، يارب يارب يارب يا أكرم من سُئل وَيا أجود من أعطى ويارؤوفا بالعباد ؛ أسألك أن تفتح على قبره نافذةً من نسائم بردك وعفوك ورحمتك لاتغلق أبداً.
اللهم يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد يا رحيم ياودود أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك
أو استأثرت به في علم الغيب عندك ‏أن تفيض على قبر ه الضياء والنُّور والفسحة والسرور اللهم جازه بالحسنات إحسانا وبالسيّئات عفواً وغفرانا؛ حتّى يكون في بطن قبره مطمئنا ويوم قيام الأشهاد آمنا ؛ اللهم و اجعل قبره روضه من رياض جناتك يا أرحم الراحمين
اللهم أمطر على قبره من سحائب رحمتك ، يارب اجعل يديه تقطف من ثمار جنتك ، اللهم ياعالم السر والنجوى
إِنَّي أتوسل إليك رغبا ورهبا
أيا خير غفار وياخير راحم
استجب دعوتي له
يارب اجبر كسر أهله ومحبيه وإخوانه على فراقه وإملاء قلوبهم صبرا ورضا وشكرا
.واكرمه واكرمنا وبلغه وبلغنا شفاعة نبينا محمدصلى الله عليه وسّلم
اللهمّ آميّن .. اللهمّ آميّن .. اللهمّ آميّن ..

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى