الشيخ أ. د عبد الله الزبير: الغرب يتطور إلى المصرفية الإسلامية وحكومة قحت تتخلف

رصد: الفاتح عبد الرحمن
أبدى الأستاذ الدكتور عبد الله الزبير عبد الرحمن رئيس مجمع الفقه الإسلامي السابق، وإمام وخطيب مسجد التوبة بشرق النيل في خطبته أمس الجمعة، تأسفه لما يحدث الآن من استغلال أبناء المسلمين في الطعن والإساءة للإسلام، وتجنيدهم للانتقاص من دينهم، فأصبح من السهل جداً أن يقنع غير المسلم أبناء المسلمين بأن دينهم لا يصلح، وأن شرعه لا يُسعِد، وأنه دين فاشل، وأن نظامه نظام فاشل، لا يقيم دنيا ولا يصلح حالاً.
وقال الزبير إن أبناء المسلمين يُغرر بهم، لأنهم نشؤوا على جهل بدينهم، ولو عرفوه لما وقعوا في براثن هؤلاء الكفار، ولما انطلت عليهم هذه الشبهات، ولما ظنوا في الإسلام هذا الظن السيء، ولما انبهروا بحضارة الفرج والبطن التي عاشوا فيها في الغرب.
وشنّ البروفيسور الزبير هجوماً لاذعاً على من يطلقون على أنفسهم صفة الخبراء الاقتصاديين من بعض أساتذة الجامعات الذين ظن الناس فيهم العلم ورجاحة العقل، والذين يطعنون في الإسلام شاهدين على أنفسهم بالجهل، مضيفاً أن هؤلاء الخبراء وصفاً، الجهلاء حقيقةً، يدّعون أن الصيرفة الإسلامية فاشلة ويجب إلغاؤها ومحاربتها، بل وعملوا على اعتماد النظام التقليدي الربوي بديلاً عنها في البنوك السودانية، ما حدا بمجلس الوزراء باستصدار القرار رقم 505 القاضي باعتماد النظام المزدوج الذي يقر الربا في السودان. منوهاً إلى أن هذا القرار يأتي على سبيل التدرج فقط، ليتم بعده إلغاء الصيرفة الإسلامية في السودان حسب خطة تفكيك الدين فيه.
وذكر البروفيسور عبد الله الزبير أن من يرى أن المصرفية الإسلامية فاشلة، لا يمكن أن يكون خبيراً، وإنما أسيراً للعقلية الغربية المتقوقعة في مستنقع الربا الآسن، فهو ببغاء يردد ما لُقِّن بغباء، ولو كان خبيراً لبحث وعرف هل فعلاً المصرفية الإسلامية ناجحة أم فاشلة، ولكن بغضه وكراهيته للإسلام جعلته يحكم عليها بالفشل دون تثبُّت.
من جانب آخر استعرض الزبير نماذج عديدة من مواقف وإفادات لخبراء حقيقيين من غير المسلمين، أكّدوا فيها نجاح الصيرفة الإسلامية وتفوقها على أنظمتهم الربوية؛ كبابا الفاتيكان الذي يقول عنها (أي الصيرفة الإسلامية) مخاطباً المليارات من أتباعه حول العالم: إننا بحاجة أكثر في هذه الأزمة (يقصد الأزمة الاقتصادية العالمية 2008م) إلى قراءة القرآن بدلاً عن الإنجيل، لفهم ما حدث بنا وبمصارفنا، لأنه لو حاول القائمون على مصارفنا احترام ما ورد في القرآن من تعاليم وأحكام وطبقوها، ما حلّت بنا من كوارث وأزمات، وما وصل بنا الحال إلى هذا الحد المزري، لأن النقود لا تلد نقوداً.
أما وزير المالية البريطاني الذي خاطب مؤتمر الصيرفة الإسلامية في لندن في العام 2009م فيقول: إن المصرفية الإسلامية تعلمنا كيف يجب أن تكون عليه المصرفية العالمية.
وتقول وزيرة المالية الفرنسية “كرستيان لاغان” عن الصيرفة الإسلامية: سأكافح لاستصدار قوانين تجعل المصرفية الإسلامية تعمل في فرنسا.
وتدعو الخبيرة الاقتصادية الإيطالية “لورينا نابليوني” في كتابها (الاقتصاديات المارقة) تدعو بصراحة إلى أن تكون المصارف الإسلامية بديلاً للمصارف الغربية.
ولفت الشيخ عبد الله الزبير إلى أن قمة العشرين التي تعد أكبر مجموعة اقتصادية في العالم، أكّدت في اجتماعها في العام 2015م على دور الصيرفة الإسلامية في تمويل الاستثمارات والنمو العالمي، وقررت اعتماد التمويل الإسلامي كأحد القنوات التمويلية العالمية في تحقيق التنمية المستدامة في العالم.