تقاريرسياسة شرعية

الشيخ د.مدثر أحمد إسماعيل: لسنا بحاجة للعلمانية .. فلدينا هذا الإرث العظيم

تقرير: د.الفاتح عبد الرحمن
شنّ الدكتور مدثر أحمد إسماعيل إمام وخطيب مجمع الإمام مسلم الإسلامي بشرق النيل في خطبة الجمعة الماضية، هجوماً عنيفاً على من سمّاهم دعاة العلمانية في السودان الذين ينادون بها، بل ويريدون فرضها وتطبيقها بالقوة على بعض المناطق فيه، مشيراً إلى أننا كأمة مسلمة عندها دستور قرآني يحوي كل صغيرة وكبيرة، وعندها دين وعادات وقيم وأخلاق، إضافة لهذا الكم الهائل من الإرث والمكتسبات الشرعية والعقلية والإنسانية والقيمية، لسنا بحاجة للعلمانية لنجعلها محل هذا الإرث العظيم، ومحل هذا التشريع السماوي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، مضيفاً أن شرائع وقيم وأخلاق الإسلام، لم تفشل في تحديد الخير للمسلمين حتى نبحث عنه في هذه الشرائع الوضعية.
وأشار الدكتور مدثر في مستهل خطبته إلى أن احترام العقول قيمة شرعية عليا دعا إليها القرآن الكريم في كثير من الآيات، فالقرآن أمر العقول بأن تتذكر وتتدبر وتتبصر في كل ما يُطرح عليها، قال تعالى (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً)، مضيفاً أن من حقوق المصلين على خطيب الجمعة أن يحترم عقولهم، بخلاف العبث بالعقول الذي يمارسه بعض المتصدرين للمشهد السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي، والتدليس والتخليط والاستغفال لهذه العقول.
وتساءل الدكتور مدثر عن حاجة المسلمين للعلمانية لدرجة الانبهار الشديد بها، بل ومحاولة فرضها بالقوة على الناس، مضيفاً أنه لمعرفة الإجابة على هذا التساؤل، لا بد أولاً من معرفة حقيقة هذه العلمانية والظروف التي نشأت فيها في أوروبا، قائلاً أنه في القرون الوسطى الأوروبية نشأ تحالف بين الكنيسة والملوك ورجال الإقطاع، نتج عنه انقسام طبقي ظالم، جعل رجال الدين والملوك والإقطاعيين سادة، وبقية الناس عبيداً لهم، وبالتالي صار عليهم ظلم عظيم، حتى تصدى بعض العلماء لهذا السلوك الكنسي الطبقي، فما كان من الكنيسة إلا وأن بدأت في محاربة هؤلاء العلماء والتنكيل بهم وتعذيبهم، مضيفاً أن التاريخ الأوروبي حافلٌ بأنواع الاضطهاد الديني.
وفي ختام خطبته تساءل الدكتور مدثر عن المقصود بشعار (حرية سلام وعدالة) ممن يرفعونه من دعاة الثورة والتغيير في السودان، هل يقصدون به العدل والإحسان والصلة، أم الفحشاء والمنكر والبغي؟ أم المعنيين معاً؟ مضيفاً إلى أن الجمع بينهما هو جمع بين المستحيلات.

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى