تقرير :نجاة حاطط
أرجع أكاديميون وخبراء زراعيون تدنِّي إنتاجية محصول الفول السوداني، وتراجع مركز السودان بين الدول المنتجة للفول السوداني والمصدرة له، أرجعوا ذلك إلى لعدم تطبيق الحزم التقنية المتكاملة في زراعة المحصول، بجانب التحضير الجيّد لعملية الزراعة.
ولفتوا إلى ضرورة الانتباه إلى التسويق الجيد للناتج، مع مراعاة الاستقرار، وعدم الانقطاع عن السوق العالمي، بجانب الاهتمام بتصدير المنتج المصنع، وعدم الاكتفاء بتصدير الخام.
كشف الأكاديمي وأستاذ الزراعة بجامعة الخرطوم البروفيسور سيف الدين مضوي عن تراجع إنتاج محصول الفول السوداني بالسودان، مشيراً إلى أن انخفاض الإنتاج أدى لتقهقر السودان إلى المرتبة 14 عالميا في إنتاج الفول السوداني، بعد أن كان يحتل المركز الأول إفريقيّاً، بين الدول المنتجة للفول، من الإنتاجية والمساحة المزروعة، والثاني عالمياً، من حيث التصدير.
مؤكدا بأن تراجع الانتاجية والجودة أدت لفقدان السودان، حيث المصدِّر الثاني للفول، بعد الولايات المتحدة، حيث يعادل ما يصدره السودان من الفول السوداني 14% من إجمالي الصادر العالمي.
تراجع
ولفت مضوي، الذي كان يتحدث خلال دورة تدريبية خاصة بتطوير إنتاج الفول السوداني، السبت الماضي، بجامعة الجزيرة، لفت إلى أن استخدام الحزم التقنية المتكاملة في زراعة الفول السوداني بالقطاع المروي سيؤدي إلى تحقيق إنتاج 60 جوالا في الفدان كاشفا عن تراجع الإنتاجية بالزراعة المتاخرة إلى 31 جوال للفدان بالكثافة الضعيفة و53 جوالا بالري كل 28 يوم فيما يبلغ متوسط إنتاج المزارع الحالي 24 جوالا للفدان بنقص يمثل 60% من جملة الناتج
أرباح
وكشف مضوي عن دخول الفول السوداني في أكثر من 300 منتج تحقق أرباحا تصل لخمسة أضعاف تكلفته، بجانب دخوله في صناعة بروتين نباتي للرياضيين بسعر لايقل عن 33 دولار للكيلو و33 ألف دولار للطن مقابل 1300 دولار للخام، مؤكدا أن بذور الفول السوداني تحتوى على 50% من زيت أوليك، مشيراً إلى أن هذا الزيت هو من أغلى زيوت الطعام العالمية والمنافس الرئيس لزيت الزيتون، وذلك نسبه لخلوه من الكوليسترول ودخوله في صناعة الصابون.
تمويل
وأعلن المهندس محمد علي هاشم المسؤول بمؤسسة الجزيرة للتمويل الأصغر عن تخصيص 300 ألف جنيه لتمويل صغار المنتجين ودعمهم لجهود الشركة لانجاح برامجها.
وفي السياق نفذت شركة كومنت العالمية المحدودة بالتعاون مع المعهد القومي للحبوب الزيتية بجامعة الجزيرة ومؤسسة الجزيرة للتمويل الأصغر صباح السبت دورة تدريبية استهدفت عددا من المزارعين في القطاعين المروي والمطري بولاية الجزيرة وذلك لتطوير إنتاجية الفول السوداني عبر استخدام تقنيات الإنتاج والتطوير الحديثة وميكنة العمليات الزراعية.
مشاكل
الجدير بالذكر أن إنتاج الفول السوداني بالسودان يواجه بمعوقات عديدة منها عدم توفر الكميات الكافية من التقاوي المحسنة والجيدة للقطاعين المروي والمطري بالإضافة لتذبذب أسعار الفول السوداني وضعف قنوات تسويقه مما يؤثر سلبا على استدامة الإنتاج.
ارتفاع مشروط
وقال الأكاديمي والمحلل الاقتصادي د.محمد سرالختم في حديثه لـ” الطابية”، الاثنين، أن ارتفاع إنتاجية الفول السوداني مرتبط بتحسن الظروف المناخية والتحضير الجيد لعمليات الزراعة، وتحتاج الأخيرة لاختيار البذور المحسنة وتلافي البذور الردئية، بالإضافة لمتابعة العمليات التحضيرية للزراعة؛ من تنظيف تربة وحراثة جيدة وتسميد جيد.
وأضاف سرالختم أنه بعد الانتهاء من كل العمليات الزراعية لابد من الانتباه للتسويق الجيد والمستقر للخارج، مضيفا أن عمليات تصدير المحاصيل تحتاج لخبرة طويلة، لأن المنافسة للخارج تكون عالية، مؤكدا أن خدمات التصدير تحتاج لاستقرار وتوفر السلعة باستمرار، حتى لا تتوقف الخدمة وتضطر الدول للاستيراد من دول أخرى، وأضاف سرالختم أن التقنيات الحديثة من شأنها أن ترفع الانتاجية إذا أحسن استخدامها لذلك لابد من تدريب المزارعين عليها بصورة جيدة.
