
تقرير: الفاتح عبد الرحمن
شنّ الدكتور محمد عبد الكريم الشيخ رئيس تيار نصرة الشريعة ودولة القانون هجوماً عنيفاً على رئيس الوزراء عبد الله حمدوك واصفاً إياه بالفاشل، صفيق الوجه، الذي يعد الوعود الكاذبة، ويدعي الدعاوى العريضة، ولا يبالي ولا يستحي.
وقال الشيخ محمد عبد الكريم، الذي كان يتحدث في حلقة من برنامج “مباشر مع” الذي تبثه قناة طيبة الفضائية حملت عنوان “انتقالية قحط.. استمرار الفشل والفساد”، قال إن السودانيين توقعوا من حمدوك، في لقاءه التلفزيوني الأخير، أن يعتذر ويقر بالفشل الذريع في كل المجالات، ولكن للأسف خرج الرجل صفيق الوجه تماماً، لا يبالي ولا يستحي، ويدّعي الدعاوى العريضة، ويعد الوعود الكاذبة، بكل برود وعدم حياء من هذا الشعب الذي يعلم تماماً أن رئيس وزرائه هذا أفشل الفاشلين، بل ويتعمد الفشل والفساد والظلم والاستبداد.
وافتتح الدكتور محمد عبد الكريم اللقاء بآيات سورة البقرة التي يقول فيها المولى عز وجل:(وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِوَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَوَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ) قائلاً إن هذا الصنف من الناس يتكرر في كل زمان ومكان، يبدأ بالوعود الكاذبة، ويطلق التصريحات المغررة، ثم إذا ما تمكن من السلطة، وحصل على ما يريد من السيادة، فإنه يجعل كل تلك الوعود وراء ظهره ولا يلتفت إليها، ويكون كل همه هو كيفية البقاء في هذه السلطة التي حصل عليها، وهذا ما ينطبق على حكومة قحط.
وتطرق عبد الكريم لإطلاق سراح الدكتور محمد علي الجزولي “رئيس حزب دولة القانون والتنمية” ثم تجديد اعتقاله مرةً أخرى من جهة النيابة العامة على الرغم من اعتقاله لعدة أشهر دون توجيه إدانة واضحة له، أو تقديمه لمحاكمة عادلة، مشيراً إلى أن ذلك هو ما حدث أيضاً مع الأستاذ معمر موسى رئيس تحالف الحراك الشعبي الموحد (حشد) الذي يقبع إلى الآن داخل معتقله المجهول دون توجيه تهمة أو تقديمه لمحاكمة، وأشاد الدكتور عبد الكريم بموقف الجزولي من رفضه التجاوب مع نيابة قحط الظالمة التي لا زالت تنكل بالمعارضين السياسيين، وتوجّه التهم الملفقة لهم.
وأضاف الشيخ محمد عبد الكريم أن هذا الفشل الذي تمارسه قحط اعترف به منسوبوها من الشيوعيين الذين أعلنوا انسحابهم من قوى إعلان الحرية والتغيير على الرغم من أنهم أحد أركان هذه الحكومة القائمة، وعبّر عنه أحدهم قائلاً بأنه ما استطاع الاستمرار في مشاهدة (الدجل الحمدوكي) لمدة أربعين ثانية فضلاً عن أن يكمل اللقاء إلى نهايته، ولكن على الرغم من ذلك جددت قحط ثقتها في هذا الكاهن الدجال حمدوك، مع إعلان المجلس السيادي عن تشكيل ما يسمى بمجلس شركاء الفترة الانتقالية بمشاركة الحركات المسلحة التي وقعت مع الحكومة ما يعرف بسلام جوبا.
وأضاف عبد الكريم أن هذه الحكومة الفاشلة التي أذاقت السودانيين الويلات خلال العام الماضي وحتى الآن، تريد الاستمرار في ذات الفشل باسم جديد لفترة انتقالية جديدة، وقد نص هذا المرسوم الصادر عن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، على بقاء مجلس السيادة كما هو، مع إضافة من يشاء، وبقاء عضوية قحط وتجديد الثقة في رئيس الوزراء، مع إضافة أعضاء من الجبهة الثورية التي وقعت مع الحكومة ما يعرف بسلام جوبا. واستطرد الشيخ مستفسراً “فبالله عليكم كيف يستقيم الظل والعود أعوج؟ وكيف تكون هذه المسألة خاضعة للمحاصصات البعيدة عن رأي الشعب السوداني وإشراكه في هذه القضايا المصيرية؟.
وأضاف عبد الكريم أنه بهذه الطريقة ستستمر مآسي السودان، وسيستمر التدخل في شؤونه الداخلية كما حدث من سفير بريطانيا بالخرطوم، الذي أصبح يعطي الأوامر ويطلق التصريحات عبر التغريدات. فهذا البريطاني ذو الأصول الأفغانية قال الدكتور محمد عبد الكريم أنه يتحداه أن يصرح مثل هذه التصريحات إن كان سفيراً لبريطانيا في بلده الأصلي أفغانستان.
وفيما يتعلق بالعلاقة مع أمريكا قال الدكتور عبد الكريم إن حمدوك والبرهان لم يجدا من الأمريكان شيئاً حتى الآن، على الرغم من المبالغ الطائلة التي دفعوها لها مقتطعين إياها من قوت ودماء وعرق الشعب السوداني، وللأسف ليس للبرهان وزمرته من أمل سوى الحصول على حصانة من الأمريكان تمنع عنهم الملاحقة القضائية، فأي هوان بعد هذا؟.
أما فيما يتعلق بملفات الفشل الذي تمارسه حكومة قحط ويعاني منه الشعب السوداني، فهي كثيرة ومتعددة، ذكر منها الدكتور محمد عبد الكريم الفشل الاقتصادي وتأزم الأوضاع الاقتصادية، والصفوف اللامتناهية أمام المخابز ومحطات الوقود، وانعدام الدواء، ووباء كورونا الذي يفتك بالسودانيين بلا رحمة، مضيفاً أنه لا مناص للسودانيين إلا اقتلاع هذه الحكومة البائسة الظالمة بثورة وحراك مستمر، أو من خلال شرفاء القوات المسلحة.