حجج تأجيل العام الدراسي.. وباء “صحي” أم “اقتصادي”

يبدو أن هذا العام سيكون الأكثر رسوخاً في تاريخ المسيرة التعليمية بالسودان، فقد تعطلت فيه الدراسة لأكثر من أربع مرات، وفارق التلاميذ مقاعد الدراسة لقُرابة العام.
فضلاً عن أن قرار الحكومة الأخير بتأجيل الدراسة إلى يناير المُقبل، كان بمثابة إعلان لإسقاط عام دراسي كامل من التاريخ في السودان هو، 2020- 2021م، فمباشرة من العام الدراسي 2019- 2020م، سيبدأ التلاميذ العام القادم عام دراسي جديد 2021- 2022م
تقرير/ تسنيم عبد السيد
وسط ترقب وقلق أعلنت الحكومة ” الأحد” تأجيل العام الدراسي لـ ” يناير” المُقبل، في خطوة اعتبرها خبراء ومراقبون الخيار الأسلّم لتفادي الوباء الصحي و” الاقتصادي”، فيما يرى آخرون أنها تجيء خصماً على مستقبل التلاميذ، وأنَّ ثمة معالجات وتدابير يمكن اتخاذها لتفادي انتشار “كورونا” وسط التلاميذ.
” شماعة” الفشل:
من جانبه اقترح الخبير التربوي د. عماد الدين الغالي أن يتم تجميد التعليم بالسودان لكل الطلاب سواء بمراحل التعليم العام أو العالي.
وقال الغالي في حديثه لـ (الطابية) إن كثرة التأجيل والإغلاق المستمر للمدارس، ليس بسبب الظروف الصحية وانتشار جائحة “كورونا”، معتبراً أن ذلك التبرير للإغلاق “شماعة” من الحكومة ووزارة التربية والتعليم، للتغطية على فشلهم في توفير أبسط معينات العام الدراسي من مناهج وكتب دراسية، فضلاً عن تردي البيئة التعليمية في كثير من المدارس، وأكد د.الغالي على أن عبء الوضع الاقتصادي السيئ في البلاد بات ثقيلاً على التلاميذ وأسرهم، وأن هنالك معاناة كبيرة في توفير مستلزمات الدراسة من كتب وحقائب وزي مدرسي وغيرها.
واقترح الغالي تجميد الدراسة بالمدارس والجامعات إلى حين تحسُّن الأوضاع الاقتصادية، وانتهاء صفوف المعاناة في الخبز والوقود والمواصلات، وزاد ” لا تعليم في وضع أليم”.
ليس تجميداً:
في وقت اعتبرت وكيل وزارة التربية والتعليم د.تماضر الطريفي أن الإيقاف الكثير ليس مدعاة للتجميد بأي حال من الأحوال، وأن كل ما ضاع من أيام العام يمكن أن يُعوض بأيام عطلة السبت، والإجازة في نهاية العام، مؤكدة أنَّه لن يكون هنالك ضغط على التلاميذ بتقصير المدة الزمنية للسنة الدراسية، لافتة إلى أن التقويم الدراسي لن يتغير في هيأته العامه وتقسيمه وإنما فقط التواريخ، فالبداية بدلاً عن أكتوبر ستكون في يناير 2021م وهكذا.
وشدَّدت الطريفي على أنه لا يوجد ما يستدعي التجميد إلا إذا استجدت أمور ودواعي سياسية أو صحية أخرى.
خلل كبير:
مسؤول التخطيط بوزارة التربية والتعليم أسامة الماحي أكد على أن كثرة التأجيل أحدثت خللاً كبيراً في التقويم الدراسي، لأنه وبحسب آخر تقويم صدر عن وزارة التربية نصّ على أن العام الدراسي 2020- 2021م يبدأ في الثاني والعشرين من نوفمبر، على أن تكون نهايته في السابع والعشرين من مايو 2021، مؤكداً أن القرار الجديد ألغى التقويم نهائياً، لأنه لا يمكن لسنة دراسية أن تكون خمسة أشهر فقط ، واعتبر أن كثرة التعديلات في الجداول الدراسية تُحدث خللاً كبيراً في العملية التعليمية، لأن السنة الدراسية تحسب باليوم والساعة ولا يمكن تعديل ذلك إلا عبر لجنة فنية متخصصة.
في ذات السياق اعتبر مسؤول التخطيط بوزارة التربية والتعليم في حديثه لـ (الطابية) أن أي تأجيل للدراسة هو تأجيل لكل المواعيد التي تم إعلانها مسبقاً كموعد امتحانات شهادتي الأساس والثانوي.
وكانت الوزارة في آخر تقويم دراسي مُعلن قد حددت امتحانات الشهادة الثانوية في الخامس من يونيو 2021م، وبالنسبة لامتحانات شهادة الأساس، تكون وفقاً للتقويم الخاص بكل ولاية من الولايات.
علماً بان الفصول النهائية لمرحلتي الاساس والثانوي (ثامن – ثالث) كانت قد بدات الدراسة في الحادي عشر من أكتوبر المنصرم، قبل إعلان التأجيل إلى يناير المُقبل بسبب تفشي جائحة ” كورونا”.
تأجيل.. تأجيل
شهد العام الدراسي الجديد 2020/ 2021م في السودان، تأجيلاً متكرراً، ابتداءً من 27 سبتمبر إلى 22 نوفمبر، ثم العدول عن ذلك والإبقاء على الفصول النهائية في مرحلتي الثانوي والأساس، في 11 أكتوبر الماضي!.. وثم تأجيل آخر لبقية الفصول إلى أسبوعين آخرين، ثم قرار التأجيل الأخير إلى منتصف يناير من العام المقبل بدلاً عن يوم الأحد 6 ديسمبر.