تقربر: حسن عبد الحميد
نظم المركز السوداني للدراسات (مسدار) ندوة عن مخاطر التطبيع مع إسرائيل، يوم السبت 21 نوفمبر 2020، شارك فيها الدكتور قسم الله عبدالغفار رئيس دائرة الفقه بمجمع الفقه الإسلامي والأستاذ بجامعة أفريقيا العالمية، والأستاذ معتز محجوب، المدرب المحترف والباحث في العلوم السياسية.
وركز الدكتور قسم الله في كلمته على بيان أن اليهود يعملون على تشوية صورة الإسلام والمسلمين، ولهم أطماع توسعية في بلدان المسلمين، كما فند دكتور قسم الله شبهة القول بأن أهل فلسطين طبعوا؛ فلماذا ينكر على غيرهم التطبيع؟ وقال أن قضية فلسطين وأرضها هي وقف لكل المسلمين، وواجب الدفاع عنها وأن خذلها بعض الناس.
وطالب دكتور قسم الله أن يقابل تخطيط اليهود ضد الإسلام والمسلمين بما يماثله من التخطيط طويل المدى لرد كيدهم وعدوانهم، وفرق دكتور قسم الله بين معاملة النبي لليهود والنصاري بالعدل والإحسان وبين رد المعتدين والظالمين، وهو ما يؤكد أهمية التفريق بين معاملة اليهود الذين لم يعتدوا ويظلموا أحداً وبين معاملة من اغتصب منهم الأرض واعتدى على الأنفس والمقدسات، ولا يجب إقرارهم أفعالهم الظالمة.
كما فنّد دكتور قسم الله شبهة القول بالضرورة في التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، وقال إنَّ الضرورة في التطبيع متوهمة، ولا تنطبق عليها شروط الضرورات التي تبيح المحظورات، وذكر بأن اليهود أكثر الناس شحاً ولا يبذلون أموالهم لدعم أحد، فكم من دولة فقيرة لها علاقات مع اليهود وما تزال في أشد الفقر.
أما الأستاذ معتز فتناول مسألة التطبيع مع الكيان الصهيوني في مراحلها التاريخية المتعددة، وقال أنها تشكل خطراً على السودان، ومهدداً لأمنه القومي، ووصفها بالكيان التوسعي الاستعماري، وقال أن مرحلة التطبيع الحالية التي هي مرحلة صفقة القرن تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، وإقامة دولة يهودية على كامل التراب الفلسطيني، وتأكيد أبدية القدس عاصمة لهم، ونسيان قضية اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة، وتوطين فلسطيني الخارج في بلدان أخرى.
وأكد أن من أكبر المخاطر هي الاقتصادية، موضحاً أن الكيان الإسرائيلي لن يُمَلِّك السودان التكنولوجيا وإنما ستأتي لنهب ثروات السودان، ولن يجني السودان غير أجرة الأرض، بل سيلحق الضرر على الزراعة في السودان كما حدث للزراعة المصرية، وفي هذا خطر استراتيجي وأمني واقتصادي.
وأضاف محجوب أن الكيان الإسرائيلي له نوايا وخطط لتقسيم السودان، فكما خطط ودعم حركة التمرد في الجنوب، فهو يدعم بعض الحركات المسلحة، ووصف الأستاذ معتز الكيان الاسرائيلي بأنه يساند الأنظمة الشمولية، ويعارض الديمقراطية ولن يجني السودان منه أي مصالح معه، ووأضاف بأن الأزمة الاقتصادية ليست لها علاقة بإسرائيل، وانما هي أزمة مرتبطة بتشوهات هيكل الاقتصاد، كما أن العقوبات الأمريكية لم تفرض بسبب عدم إقامة علاقة مع إسرائيل وإنما أقحم التطبيع مع رفع العقوبات لأسباب أخرى.
وأكد الأستاذ معتز أن الخطر الأمني كبير على السودان من علاقته بالكيان الإسرائيلي ومسألة مياه النيل هي جزء من المهددات التي تسعى إسرائيل لفرض أجندتها عليها.