هل تخطو السلطة الفلسطينية نحو تمرير صفقة القرن بعد اندحار عرابها؟

بروفيسور علي عيسى عبد الرحمن
* أستاذ العلوم الاستراتيجية*
ماقامت به السلطة الفلسطينية من اعادة التنسيق الامني مع الكيان الغاصب سلوك غير مدروس ولا يخدم القضية الفلسطينية ، وتضر تداعيات هذا السلوك بالقضية ، فهو يعني ببساطة تشجيع عملية التطبيع التي تجد المقاومة من الشعوب وبعض الحكومات العربية التي تتردد في مواقفها حتى الان ، فهاهي السلطة الفلسطينية تعطي الضوء الاخضر للدول العربية المترددة في التطبيع وتلك التي لم تفكر فيه اصلا بان تمضي قدما فقد مهدت الطريق السلطة الفلسطينية التي تتحدث باسم الدولة الفلسطينية.
كما ان توقيت عودة التنسيق غير موفق فبينما تجري محادثات القاهرة للحمة الفلسطينية لتقوية وتحصين الجبهة الداخلية فان عودة التنسق من شانه ان يقوض كل هذه الجهود ويعتبر في حد ذاته طعنا في مصداقية هذه الجهود وخدمة لمقاصد صفقة القرن التي تم تجاوزها من قبل المكون الفلسطيني مجتمعا .
التوقيت لاعادة التنسيق الأمني غير موفق لانه اتي بعد اندحار ترامب عراب صفقة القرن والمطلوب من السلطة ان تنتظر سياسات الرئيس المنتخب فمن غير المعقول ان تقدم مثل هكذا تنازلات وترجو منه ان يخدم القضية الفلسطينية.
تتحدث بعض التسريبات عن عودة سفيري السلطة الفلسطينية الى البحرين والإمارات فان تاكد ذلك فهذا يعني ببساطة ان استراتيجية السلطة الفلسطينية قد تغيرت وانها سوف ترتمي في احضان الخارج مما يعني مزيدا من الشرخ الداخلي وتقديم المزيد من التنازلات على حساب القضية الفلسطينية، وهذه رسالة الى المقاومة الفلسطينية بان ما ينتظرها يتضاعف ، وانها سوف تقاوم في الجبهة الداخلية ضد المتنازلين وتقاوم في الجبهة الخارجية ضد المعتدي الصهيوني ومشايعيه من المطبعين .
إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس