تقاريرثقافة

الخرطوم تودع أيامها الشعرية

انشدوا الشعر بقاعة وزارة الثقافة والإعلام.. جاه وأسامة ونجود يوقعون على ختام أيام الخرطوم الشعرية

الخرطوم: نجاة حاطط

اختتم بيت الشعر الخرطوم فعاليات أيام الخرطوم الشعرية، ظهر  الثلاثاء بقاعة الخير هاشم بوزارة الثقافة والإعلام، بتشريف وكيل الوزارة الدكتور جراهام عبدالقادر، وحضور عدد من رموز الإبداع والثقافة في مقدمتهم الدكتور الصديق عمر الصديق، والمستشار الثقافي لسفارة دولة جنوب السودان، في نهارية جمعت الشعراء داوود جاه من موريتانيا، والدكتور أسامة تاج السر، ونجود القاضي.
استهلت النهارية الشعرية الرابعة والختامية الشاعرة اليمنية نجود القاضي بقراءات ألهبت مشاعر الحاضرين فانبعث الإعجاب في تفاعلهم، حيث قرأت نجود من قصائدها نصاً موسوماً بـ (السودان) تقول فيه:
“إفريقيا الأُمُّ إبريقٌ من العِنَبِ
يصُبُّ دهشتَه السمراءَ في الحِقَبِ
مشاتلُ الضوءِ و(المنجو) معلقةٌ
والنيلُ سِربُ نجومٍ لاحَ للهُدُبِ
الوقتُ يسكرُ و(الخرطومُ) موعده
و(المُقْرَنُ) الآنَ بين العِشقِ والعَتَبِ
تعانقتْ عندهُ الألوانُ ثُمَّ مَضَتْ
كلوحةٍ تُوجِزُ التاريخَ في الكتبِ
أذوبُ في حضرةِ النيلين دروشةً
ويهمسُ الفيض للمجذوبة: اقتربي
منازلُ الآجُرِ الحمراءُ مترعةٌ
بذكرياتِ اصطياد الأرض للشُّهُبِ
(سِتَّاتُ شايٍ) على طول الطريق فلو
ضل الحنينُ استدلَّ الشوقُ باللهبِ
” دايرْ شنو؟ ” كلما انسابت من امرأةٍ
غَدَتْ حقولاً وغاباتٍ من القَصَبِ
وكُلَّما قال طفلٌ للغروب : ” أَرَحْ ”
تلعثمت لوحةٌ فصحى من الذهبِ
وكُلَّما مدَّ كفاً للقلوب نَمَتْ
في الابتسامة أشجارٌ من اللُعَبِ
وكُلَّما للشَّقَا (حَبُّوبَةٌ) ضحكتْ
دَنَتْ عذوقٌ وجادَ القحطُ بالرُّطَبِ

وعقبها الشاعر الدكتور أسامة تاج السر، الباحث الناقد، نائب مدير دار جامعة الخرطوم للطباعة والنشر، وأستاذ الأدب بذات الجامعة، يقول أسامة في قصيدته (حمامتان بأضلُعي)
“عينـاك بالرغبـاتِ كأس متـرعةْ
نحّـي نبيذَ الوجــدِ لن أتجرعَهْ
برقتْ غماماتُ الهديلِ بخافقي
وبتينـكِ العينيـنِ تغفو الزوبعةْ
سُدِّي الغِلالةَ، واسدلي صبواتِها
لا تتركي الأحلام خلفكِ مشرعةْ
البرقُ يخطَــفُ ناظــريَ وينثني
فيرى الفؤادُ بأذرعــاتٍ مصرعَهْ
من أنبتَ اللوعاتِ في نار المنى
فزهت، وهذا القلبُ من ذا لوّعه؟
عطـــرٌ نبيــذيُّ المعـازفِ منشدٌ
غنَّى الفؤادَ قصيدتينِ فأوجعَـهْ
من أينَ هذا الضوءُ ينبُعُ، والمدى
نهرٌ، تهدّجُ ـ كالنهودِ ـ الأشرعةْ؟
بي من سلافِ الأمنياتِ تشتّتٌ
قلبـي تغنَّى حينمـا غنـى معـهْ
أسرجتُ خاطــرةً تذوبُ تولُّهًا
والقلبُ قُـدَّ فـأيُّ عشــقٍ رقّعهْ؟
فوقفتُ بيـن غمامتينِ كبـارقٍ
ورؤاي من فرط التبتُّلِ صومعةْ”

ضيف البلاد الشاعر الموريتاني داوود جاه تجلى بقراءة نصوص شعرية جديدة استلهمها من رحلته الأولى للخرطوم، داوو تقول سيرته الذاتية من مواليد1992م مدينة بوكى موريتانيا شاعر وكاتب قصص قصيرة ونصوص مسرحية، حاصل على شهادة البكالوريوس في الصحافة، وشارك في عدة مهرجانات محلية وخارجية، نال جائزة التجمع الثقافي في موريتانيا وغرب إفريقيا عن قصيدة مديحية، وجائزة سدة الحرف الموريتانية، عضو لجنة تحكيم مسابقة اختيار أفضل نشيد للقمة الإفريقية المنظمة في موريتانيا 2018م، عضو لجنة تحيكم مسابقة اختيار”قارئ نهم”، وهو الأمين العام لنادي دهشة الأدبي، صدر له عن دائرة الثقافة في الشارقة ديوان “عبور إلى الذات”، ومن نصوصه الجديدة التي كتبها في الخرطوم وقدمها في النهارية يقول في نص أسماه (زُمام،أو قمر بوبا).. إلى جميلات السودان..
“هي نقطة تمتدُ مثل خيالِ
محفورةٌ في أنفها المتعالي
الكبرياء هنا زُمام ناعسٌ
يغفو بدفء الثُقبِ كالأطفالِ
لاشيء يزعجه سوى أنفاسها
أو عطرها المبثوث، والمُنثالِ
“التوبُ” يسردُ من تواريخ القُرى
نيلا ويفضحُ عزلة الخلخالِ
…..
في جيدها “سوميتُ” ينحتُ شاعرا
-وبدقةٍ-،في هيأةِ الموالِ
ومعمدٌ هو بالبخور وقهوةٍ
حبشيةٍ ممزوجةٍ بدلالِ

هو لا يريدُ سوى زمام مارقٍ
متمردٍ كنصوصهِ،سُريالي”

قدم النهارية الناقد والباحث الأستاذ محجوب دياب بلباقته وفصاحته المعهودة، وكرم في ختام النهارية الشاعر الدكتور أسامة تاج السر، والتقطت عدسات الإعلاميين المصورين لقطات ختام أيام الخرطوم الشعرية.

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى