تقرير/ د.الفاتح عبد الرحمن
صور عديدة تعيشها مجتمعاتنا الإسلامية تبيّن أن أزمتنا هي أزمة ضمير وأخلاق في المقام الأول، هذا ما أكّده الشيخ الدكتور مهران ماهر إمام وخطيب مسجد السلام بحي الطائف بالخرطوم في خطبة الجمعة الماضية التي حملت عنوان (أزمتنا أزمة ضمير وأخلاق).
وأوضح الدكتور مهران أن الأزمة الحقيقية التي تعيشها مجتمعاتنا المسلمة، هي في بعدنا عن ديننا وعن تعاليمه وأخلاقه التي حث النبي صلى الله عليه وسلم على التمسك بها، مبيّناً أن من مظاهر هذه الأزمة: الحاكم الذي يشق على رعيته، والموظف الذي يتعاطى الرشوة، فلا يستطيع المرء في كثير من الأحيان أن يقضي مصلحته إلا بعد أن يبذل الرشوة لهذا الموظف، والاعتداء على المال العام.
من مظاهر هذه الأزمة أيضاً: اعتداء بعض الشباب اليافعين على المسنين، بعدم احترامهم والتلفظ بفاحش القول معهم، والأنانية المفرطة وحب الذات وعدم محبة الخير للغير وتفشي الحسد بين المسلمين، والاعتداء على الأموال والأعراض والدماء.
من مظاهر أزمة الأخلاق والضمير التي تناولها الدكتور مهران ماهر والتي تعيشها مجتمعاتنا المسلمة، أن المناصب أصبحت ليست بالكفاءة، بل بالانتماءات الحزبية والمحاصصات السياسية، مع تشبث المسؤول الفاشل بالمنصب الوزاري وهو يعلم أنه فاشل، بل ويعلم الجميع أنه كذلك.
من مظاهر الأزمة أيضاً، معاكسة بنات المسلمين في الطرقات، وامتلاء كثير من بيوت المسلمين اليوم بالصراخ والمشاكل؛ فيرتفع صوت البنت على أمها، ويعق الولد أباه، وقد تجد والداً لا يرحم أولاده.
وختم الشيخ مهران الخطبة الأولى بدعوة الجميع للتمثل بمحاسن الأخلاق التي دعا إليها النبي صلى الله عليه وسلم، ذاكراً أنها الحل الأوحد لجميع المشاكل التي نعيشها اليوم، ذاكراً كذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يرويه أنس بن مالك رضي الله عنه قائلاً فيه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس أخلاقاً)، كما أن من أسباب النجاة من عذاب يوم القيامة، أن يعامل المسلم الناس بما يحب أن يعملوه به.
في الخطبة الثانية أورد الدكتور مهران خبراً توعّد فيه وزير الداخلية الفرنسي آباء التلاميذ المسلمين من المهاجرين، باستصدار قانون ينص على أنه إذا طلب أحد هؤلاء الآباء (مجرد طلب) من معلمي تلك المدرسة التي يدرس بها ابنه أو بنته، عدم نشر مواد مسيئة للإسلام أو النبي صلى الله عليه وسلم، فإن جزاؤه سيكون الترحيل إلى بلده الأصلي مباشرةً،
معلقاً على هذا الخبر بأن فرنسا ماضيةٌ في منهجها في الإساءة للإسلام ونبي المسلمين، داعياً إلى الاستمرار في حملة المقاطعة للبضائع الفرنسية التي تعد من أقوى الوسائل لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم.
إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس