تقاريرمجتمع

في اليوم العالمى للتسامح مركز راشد دياب يناقش “قيمة التسامح”على جميع الاصعدة

تقرير :نجاة حاطط

احتفى مركز راشد دياب للفنون، في إطار أنشطته الثقافية والتوعوية وبرعاية شركة سكر كنانة المحدودة باليوم العالمي للتسامح.
ويوم التسامح العالمي هو اليوم الذي دعت إليه الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 1995م وقررت أن يكون يوم السادس عشر من شهر نوفمبر من كل عام يوماً للتسامح العالمي، وتبادل الاحترام والتعاون بين الناس، وكذلك تشجيع التلاقح بين جميع الثقافات والحضارات المختلفة.
حيث تحدث في هذا المنتدى كل من الدكتورة سارة أبو، رئيس جمعية صباح لتنمية ورعاية الطفولة والأسرة، والدكتور عمر إبراهيم مصطفى اختصاصي الطب النفسي ، فيما أدار الجلسة الأستاذ مصعب هاشم ، وذلك وسط حضور كبير من المهتمين.
وتطرقت د. سارة لقيمة التسامح من زوايا متعددة سياسية واجتماعية، فقالت أن الهدف الرئيسي من التسامح هو أن يكون هنالك سلام اجتماعي وسط المجتمعات على عكس السلام السياسي المرتبط بتوزيع السلطة والمال، وأضافت أن التسامح لا يأتي إلا من شخص يتمتع بأخلاق عالية وقيم رفيعة، مشيرة إلى أن التسامح يواجه العديد من المشكلات، والاختلافات الدينية والاثنية والقبلية والعرقية، وكذلك الاختلافات بين الزوج والزوجة والاشكالات بين الأبناء، وذهبت إلى أن هذه الاختلافات دائماً ما تقود إلى صراعات دامية، وأوضحت أن العفو قيمة تأتي بعد التسامح كقيمة انسانية واخلاقية أكبر، وترى أن التسامح الحقيقي يبدأ مع بالتصالح مع النفس، لافتة في أن على الانسان أن يتسامح ويتعايش مع نفسه أولاً ثم يبحث مع الآخرين عن قيمة التسامح، وأكدت أن التسامح يعد واحداً من القيم الدينية السمحة وربطته الدكتورة سارة أبو بوجود الاستقرار السياسي والاستقرار الاجتماعي.
وأبو خلصت إلى ضرورة إيجاد مؤسسات لتضميد الجراحات بين القبائل وبين الناس ونشر قيم التسامح والعفو بين الأفراد ، ومحاولة ردم الفجوة التي خلفتها القيادات السياسية، هذا إلى جانب التأسيس لقيمة التسامح عبر المناهج المدرسية.
وفي الأثناء قال الدكتور عمر إبراهيم مصطفى أن مفردة تسامح كثيراً ما نستخدمها في العلاج النفسي، وكشف أن غالبية المرضى النفسيين يعانون من مشكلات تتعلق بعدم نسيان الماضي الحزين أو عدم التسامح والصفح عمن ظلمهم فتنمو في دواخلهم غريزة الانتقام، وأكد أن التسامح هو الأساس  لصحة الانسان النفسية، ومدى قدرة الانسان في التحكم على نفسه وتناقضاتها، وبالتالي امكانية قبول الآخر المختلف في العرق والدين.
ويرى د. عمر أن الانسان السوداني تواجهه أفكار المجتمع السالبة فينجرف وراء الكثير من المشاكل، وناشد الدكتور عمر بأن يترك الأنسان السلوك العدائي ويتسامح مع نفسه.
وفي تعريفه للتسامح يرى د. عمر أن التسامح هو الحياة براحة مع الآخر المختلف وتقبل هذا الاختلاف والعيش معه، مشيراً إلى أننا في حاجة ماسة إلى ندوات توعوية ومحاضرات وبرامج إذاعية وتلفزيونية تتناول قيمة التسامح كقيمة أخلاقية بين الناس، وشدد على أن التسامح يعتبر أساس للحب والمشاعر الجميلة والتي بدورها تلعب دوراً بارزاً في صحة الانسان النفسية، وحسب قوله أن عدم  التسامح يخلف كمية من الغبن والكراهية وسط المجتمع السوداني.
وذكر الدكتور عمر أن استخدام سياسة فرق تسد من خلال القبيلة وعدم سيادة القانون وتطبيقه بشكل صحيح انعكس سلباً على القيم الأخلاقية الجميلة، وبالتالي زاد من توسيع شقة الخلاف والنعرات بين مفاصل المجتمع الواحد، الأمر الذي وضع مفردة التسامح في مأزق كبير، ويرى أن عدم قدرتنا على فهم الآخر والاعتراف به هي واحدة من مشكلاتنا الأساسية في السودان.
وطالب الدكتور عمر إبراهيم بأن تدخل قيمة التسامح ضمن المناهج المدرسية، واشار إلى أن هذا التسامح مرتبط بثلاثة عوامل في غاية الأهمية وهي؛ الحديث عن الجانب المعرفي، إضافة إلى الحديث عن الجانب السلوكي، هذا إلى جانب الحديث عن الجانب العاطفي.
ومن جانبه ثمَّن الدكتور راشد دياب حديث كل من الدكتورة سارة أبو والدكتور عمر إبراهيم، وقال في كلمته أن مفردة تسامح مرتبطة بشكل أو بآخر بجوانب ثقافية متعددة، وأضاف بأن الانسان نفسه تسير حياته بين طرفين، طرف منظور وهو الطرف الذي يشمل الجوانب العامة، وطرف آخر غير منظور وهو الذي يحمل الأسرار الخاصة، ولفت إلى أن التعليم التلقيني وحده لا يعطي الإنسان القدرة على التحليل، وطالب في هذا الصدد بضرورة البحث عن الجوانب الإيجابية في شخصية الإنسان.
ولغرس قيم التسامح والتعايش السلمي بين الناس طالب الدكتور راشد دياب بضرورة تكوين مجلس أعلى للمحبة والتسامح الاجتماعي.

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى