أخبارأخبار االسودان

قوى شعبية سياسية ومجتمعية تجتمع بالخرطوم لمقاومة التطبيع

الخرطوم/ الطابية:
التأم اليوم السبت، بقاعة الصداقة، بالخرطوم، مؤتمر تدشين “القوة الشعبية لمقاومة التطبيع” (قاوم)، وهي كيان شعبي يضم قوى سياسية، واجتماعية، ومهنية، وثقافية، ومنظمات مجتمع مدني، وطرق صوفية، وجماعات دينية، وإدارات أهلية، على اختلاف توجهاتها الفكرية والسياسية، تتخذ موقفاً موحداً مناهضاً لخط التطبيع مع الكيان الصهيوني، الذي انخرطت فيه الحكومة الانتقالية في السودان، بتوقيعها اتفاقاً للتطبيع مع إسرائيل، نهاية الشهر الماضي.
وشهدت قاعة الصداقة حضوراً حاشداً، مثل مختلف قطاعات المجتمع، ضم الشباب، والمرأة، والمهنيين، والعلماء والدعاة، والناشطين في مجال الثقافة والفنون، والعمل الطوعي، ليشاركوا في تدشين الكيان، ويتواثقوا بميثاقه الذي أعلنته القوى الشعبية، وليساهموا في حملة جمع “مليون توقيع ضد التطبيع” التي أطلقتها التنسيقية.
وتحدث خلال اللقاء، الذي بدأ في الحادية عشر والنصف من ظهر اليوم، ممثلون للقطاعات المشاركة، مؤكدين أن التطبيع يمثل انكسار مهيناً، وإهداراً لكرامة السودان الذي ظل يحمل رايات المقاومة، مؤكدين تمسكهم بلاءات الخرطوم الثلاث (لا اعتراف، لا تفاوض، لا صلح).
واشتمل برنامج المؤتمر، على كلمات خطابية، وفقرات شعرية، بالإضافة إلى تلاوة ميثاق القوى الشعبية، وتدشين (حملة مليون توقيع ضد التطبيع).
وترحّم المتحدثون في مستهل كلماتهم، على شهداء القرآن الكريم، الشيخ نورين محمد صديق، ورفاقه من الكرام من حفظة كتاب الله تعالى الذين قضوا نحبهم أمس، في حادث مروري، أثناء عودتهم من رحلة دعوية بالولاية الشمالية.
وركز ميثاق القوى الشعبية لمقاومة التطبيع، الذي تلاه ممثل الشباب بالقوى الأستاذ الصادق يوسف الحاج، تعاقد الموقعون على الميثاق، على العمل في مظلة شعبية واسعة لمقاومة التطبيع مع الكيان الصهيوني، عبرالوسائل السلمية المتاحة كافة.
وتأسس الميثاق على عدة حقائق، أهمها القضية العادلة للشعب الفلسطيني الذي احتلت أرضه وتم تشريده وانتهاك مقدساته، وارتكبت ضد الانتهاكات الصهيونية الموثقة، والصادرة ضدها قرارات دولية لم تنفذ، وأن حقوق الشعب الفلسطيني محل أجماع من كل الشعوب الحرة في العالم.
وأكد الميثاق إلى أن التطبيع يحقق نصراً معنويا لدولة ظالمة، وخذلان لشعب مظلوم، وإقرار ضمني للاحتلال على مواصلة جرائمه ضد الإنسانية، واصطفاف في صفوف الظالمين المحتلين ضد المظلومين المقهورين، ونسف لنضالات عشرات من السنين في سبيل إقامة دول فلسطينية عاصمتها القدس.
وينبه الميثاق إلى التطبيع محض صفقة مذلة معزولة تمت في الظلام واستدرج السودان لها رغم أنفه، وجسدت كل معاني الخضوع الاستسلام، وأنها ستكون خصماً على أمن السودان القومي بفتح الباب لمكر الكيان الصهيوني وأجهزة مخابراته.
ويشدد على أن التطبيع أخرج بلادنا من دائرة حاملي لواء الكرامة، وعاصمة لاءات الحرية الثلاث، وحوله إلى تابع ذليل مستسلم لإملاءات القوى الخارجية، وإلى وطن عاجز عن فهم مصالحه الوطنية ومطلوبات أمنه القومي.
وينص الميثاق على رفض التطبيع لأنه يفتح للدولة الصهيونية لزرع بذور الفتنة القبلية السياسية والاجتماعية، والقبلية والجهوية، والأخلاقية، وسط شعبنا، وقطع الطريق أمام تطلعاته للديمقراطية التي هي بالضرورة خصماً على مصالح الكيان الصهيوني.
ويؤكد الميثاق أن رفعة بلادنا وحل مشكلاتنا كافة هو في وحدة وطنية جامعة على مشروع وطني شامل يستجمع الإرادة الوطنية، ويحقق تطلعات شعبنا بعزة وكرامة ووحدة، ويبدي عجبه من أوهام من ينتظرون من التطبيع أن يكون حلاً لمشكلاتنا الاقتصادية، واصفاً ذلك بالوهم والسراب، وتكرار التجارب الفاشلة للدول الجارة التي سبقت السودان إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني.
وأكدت القوى الشعبية لمقاومة التطبيع، أنها على تنوع مرجعياتها، مستعدة للتعاون مع كل من يؤمن بمقاومة التطبيع.
وبنّه الشيخ كمال عثمان رزق، أن شعار مليون توقيع، خطأ، لأنه يعني أن أن 39 مليون مع التطبيع، وقال يجب أن يكون 40 مليون توقيع ضد التطبيع، وأكد أن عدم رفضه لطرح التطبيع على المجلس التشريعي المرقب، لعدم توفر الثقة فيه، ولا في الحكومة، أو البرهان الذي وضع يده في يد اليهود، وقال إن الذي يوثق فيه هو الاستفتاء فقط لجميع الشعب السوداني.
وقدّم الشيخ مختار بدري، كلمة العلماء والدعاة، مبيناً فيها الحكم الشرعي للتطبيع مع اليهود، وفقاً لرؤية الاتحاد السوداني للعلماء والدعاة، وهو أن التطبيع لا يعتبر الحقيقة الشرعية صلحاً، بل هو استسلام، وتغيير للأحكام الشرعية، وموالاة للكافرين، والاتفاق على شروط باطلة، الاتفاق على بعض الأمور التي حرمها الشرع ومنعها، وبعضها يصل إلى درجة الكفر والردّة، ومنها تمكينهم من أرض إسلامية والاستلام لهم، التحريف في مناهج التعليم الإسلامي، وضياع عقيدة البراء من الكافرين في تلك المناهج، بالإضافة إلى ما يتضمنه من شرور بالدخول في علاقات سياسية اقتصادية ثقافية وسياحية، تؤدي إلى نشر الفساد والانحلال والإباحية والإلحاد.
وأكد الشيخ مختار بدري أن التطبيع مع الكيان الصهيوني حرام شرعاً، خيانة لله ورسوله والمؤمنين، وجريمة لا تغتفر، وكل حجة لتسويقه ضاحدة، ومنكر من القول وزر، وردّ على بعض المنتسبين للعلم من حاول تجويز التطبيع، مبيناً أن التوصيف الشرعي للتطبيع هو “صلح دائم” وهو لا يجوز بإجماع المؤمنين.
ووصل الأمين العام للقوى الشعبية لمقاومة التطبيع د.عثمان البشير الكباشي، اجتماع القوى بأنه تداعي للأحرار في السودان، وأنه حركة الضمير الحي، وحركة الوعي في هذا البلد، وأن المجتمعون اليوم هم أهل الوعي في هذا البلد، من العلماء والدعاة والمثقفين، وأصحاب الأخلاق والقيم، وشجب بشدة تسويق الحكومة ورموزها للتطبيع، معتبراً أنه موقف سياسي متجرد عن الأخلاق والقيم، يهبط بصاحبه إلى درجة أحط من البهيمية، ودعوة للتجرد من القيم في السياسة، ومن نصرة المظلوم، ورد الباغي.
وقال إن القوى الشعبية لمقاومة التطبيع مع الكيان الصهيوني، هي نداء الفطرة السليمة، وتجمع أهل الأخلاق والقيم والمبادئ، وحلف الفضول الذي يقوم على فكرة نصرة المظلوم والأخذ على يد الظالم، وعدم الاستسلام لفكرة الاستلام والخضوع للقهر والاستبداد ولكبت الشعوب.
وأكد الكباشي أن القوى الشعبية لم تبن موقفها، فقط على أساس القيم والمبادئ، وإنما على حساب دقيق للمصالح المرعية، لأن المجتمعون اليوم يعلمون أن التطبيع هو يعني فتح البلاد أمام الدولة الصهيوني لإدخال جيوش مخابراتها للسودان تحت مظلة سفارتها الرسمية، وأن الدعم الذي ينتظر من إسرائيل أن تقدمه للسودان، ما هو إلا مشهيات كرغيفات نتنياهو التي لا تغني من جوع، منبهاً إلى جملة المخاطر التي تحدق بالبلاد من جراء تدخل اليهود فيه والتعامل معه.
وأرسل رسائل للمرابطين في بيت المقدس، أننا نقاسمكم ذات المشاعر، ولحكام السودان بأنهم ارتكبوا خطأ استراتيجي بالتطبيع مع إسرائيل.

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى