تقاريرتقارير

التطبيع مع كيان يهود بين الاستحمار والتضليل

تقرير: حسن عبد الحميد

أقام المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية السودان منتدى قضايا الأمة الاسبوعي يوم السبت 31/10/2020م بعنوان:(التطبيع مع كيان يهود بين الاستحمار والتضليل)
تحدث في المنتدى الأستاذ ناصر رضا رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير ولاية السودان والمهندس البشير أحمد عضو حزب التحرير، وشارك فيه عدد من السياسيين والمفكرين والمهتمين بالشأن العام.

مؤامرات اليهود لتدمير السودان

بدأ الأستاذ ناصر رضا حديثه بالتطرق للمعنى الذي يُشير إليه العنوان، فبيَّن أن معنى التطبيع هو جعل العلاقة طبيعية؟ وتسآءل: كيف تكون العلاقة طبيعة مع مغتصب ومحتل؟! وبين أن يهود يحتلون أرض المسرى بالقوة وأقاموا فيها كياناً مجرماً مغتصباً ويريدون إعطاء الشرعية لهذا الكيان بالتطبيع مع الحكومات العميلة لهم، وأن هذا الجرم الأمة بريئة منه ..
وبيَّن أن الاستحمار هو أن لا ينتفع الإنسان من الخير الذي يحمله، مؤكداً ذلك بقول الله تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا…) وبين أن المسلمين يحملون خيراً كثيراً ولا ينتفعون به.
وأوضح رضا أن التضليل : هو تصوير القضايا على غير حقيقتها .. ثم أورد أمثلة على حقيقة العلاقة بين حكام السودان والنخب السياسية مع حكام كيان يهود المغتصب منذ ما يسمى باستقلال السودان، منوهاً إلى المنطلقات العقائدية والفلسفية لدي يهود، من لدن التوراة والعهد للقديم، ومزامير داوود عليه السلام حول المنطقة ما بين الفرات والنيل..
وقد كشف الأستاذ ناصر مجموعة من المؤامرات التي قام بها حكام يهود لتدمير السودان .. وفضح ما الذي يريده اليهود للسودان، و ما هي رؤيتهم لما يجب أن يكون عليه السودان، حتى لا يكون قائماً أصلا ؟ وبيَّن أن سياسة حكام يهود مع السودان هي سياسة تدميرية بامتياز مستشهداً بتصريحاتهم التي تملأ فضاء الإنترنت، حتى لا يقول قائل أن هناك مصلحة في العلاقة مع يهود من أجل الخروج من الضائقة المعيشية والوضع الذي نعيش، وأكد أنه لا مصلحة مع من يغتصب أراضي المسلمين وينتهك أعراضهم ..
وأشار الأستاذ ناصر رضا إلى تصريح قولدا مائير : (يجب ألا يبقى السودان مرتاحاً) وهي التي في لقاءها مع عبد الله خليل في باريس 1957م قالت: (أقيموا علاقات مع السودان تشمل إنشاء بنك زراعي) ، والآن لما أعلنوا عن التطبيع مع كيان يهود أشاروا أن أولى الموضوعات التي فيها العلاقات هي موضوع الزراعة في السودان، وقال ذلك مهم عند اليهود (لتأمين الأمن الغذائي لكيان يهود من أرضنا ومياهنا، وهذا هو الاستحمار نفسه !!!)
وتطرق إلى محاضرة (آفي دختير) مدير الأمن الداخلي السابق لكيان يهود في 4 سبتمبر 2008م، التي تحدث فيها عن دويلته في المنطقة وخصوصا في السودان والعراق وحدد قائلاً باللفظ (إن حلفاءنا أو أصدقاءنا في الجنوب قادرون على تنفيذ الأجندة الإسرائيلية)..
وأضاف: كان مما جاء على لسانه في هذه المحاضرة المهمة والخطيرة قائلاً: (“السودان بموارده ومساحته الشاسعة وعدد سكانه يمكن أن يصبح دولة إقليمية قوية منافسة لمصر والعراق والسعودية، السودان شكل عمقا إستراتيجيا لمصر وتجلى ذلك بعد حرب 1967 حيث تحول إلى قواعد تدريب وإيواء سلاح الجو المصري وللقوات البرية وأرسل قوات إلى منطقة القناة أثناء حرب الاستنزاف، كان لا بد أن نعمل على إضعاف السودان وانتزاع المبادرة منه لبناء دولة قوية موحدة هذا ضروري لدعم وتقوية الأمن القومي الإسرائيلي، أقدمنا على إنتاج وتصعيد بؤرة دارفور لمنع السودان من إيجاد الوقت لتعظيم قدراته. إستراتيجيتنا التي ترجمت على أرض الجنوب سابقا وفي غربه حاليا نجحت في تغيير مجرى الأوضاع في السودان نحو التأزم والانقسام، الصراعات الحالية في السودان ستنتهي عاجلا أو آجلا بتقسيمه إلى عدة كيانات ودول وكل الدلائل تشير إلى أن الجنوب في طريقه إلى الانفصال، هناك قوى دولية بزعامة أميركا مصرة على التدخل في السودان لصالح استقلال الجنوب وكذلك إقليم دارفور كما حصل في إقليم كوسوفو. إن قدرا هاما وكبيرا من أهدافنا في السودان قد تحقق على الأقل في الجنوب وهذه الأهداف تكتسب الآن فرص التحقيق في دارفور”.) انتهى
وأورد الأستاذ ناصر رضا تصريحاً آخر لآفي دختر عندما كان وزيراً لدفاع كيان يهود حيث قال : (يجب وضع العراقيل ومحاصرة السودان عبر الفرقاء الأفارقة إلى حين وصول حكومة معتدلة للسودان تعمل على التطبيع مع إسرائيل كسائر البلاد العربية) المصدر: كتاب أعمال مؤتمر العلوم السياسية الثامن للباحثين في الشؤون السياسية والدولية تحت عنوان: السودان والمتغيرات الأقليمية والدولية في الفترة من 6 – 8 فبراير 2017م .
كما أشار الأستاذ ناصر إلى أن أول زيارة خارجية لسلفاكير رئيس دويلة جنوب السودان بعد الانفصال حيث كانت لكيان يهود إلى (تل أبيب)، وشكرهم على دعمهم السخي والمقدر لفصل الجنوب وإقامة دويلة جنوب السودان .
وتناول رضا، دور يهود في شرق السودان وغربه وجنوبه، ومساعيهم لتفتيته: وقال إن السياسة التي يتبناها اليهود مع السودان هي سياسة شد الأطراف ثم بترها .. ومثَّل لذلك بما تم في جنوب السودان وما يجري الآن في الشرق والغرب ..
وقد أورد الأستاذ ناصر رضا كثيراً من هذه المعلومات والأمثلة من الكتاب المذكور أعلاه (السودان والمتغيرات الإقليمية والدولية).

مبررات دعاة التطبيع

المتحدث الثاني المهندس البشير أحمد : الذي تناول الحكم الشرعي في التعامل مع المغتصب الذي احتل بلاد المسلمين، وبيَّن أن الحكم الشرعي في ذلك هو القتال حتى يرد المغتصب، كما جاء في الأثر (على اليد ما أخذت حتى تؤديه).
وردَّ المهندس البشير على المبررات التي يسوقها دعاة التطبيع مع يهود، وقال هذه المبررات لا يسوقها إلا العملاء، وقال لا فرق بين عميل يلبس البزة العسكرية ويأخذ تعليماته من السفارة الأمريكية، وعميل يلبس البدلة المدنية ويأخذ تعليماته من السفارة البريطانية، وقال كلهم في العمالة سواء .. وفي رده عن ما يقوله البعض أن هناك مصلحة في التطبيع قال أولا من الذي يحدد المصلحة هل الشرع أم غيره ؟ وهل السودان محتاج لليهود أم اليهود محتاجون للسودان؟ وهل يمكن أن تأتي المصلحة من العدو المغتصب لأرض المسلمين؟
ورد على من يقولون إن النبي صلى الله عليه كان درعه مرهونا ليهودي، وتساءل اذا افترضنا صحة ذلك فهل كان هذا اليهودي مغتصباً لأرض المسلمين؟! ووضح المهندس البشير الفرق بين التعامل مع أفراد يخضعون لدولة الإسلام ويعيشون تحت سلطانها، وبين التعامل مع دولة مغتصبة لبلاد المسلمين .. وأشار إلى كل جزئية حيث أكد أن الإسلام أباح الإسلام التعامل مع الأفراد غير المسلمين ما لم يكونوا مغتصبين أو منتهكين لأعراض المسلمين .. أما الدول فقد قسمها الإسلام إلى دول محاربة حكما ومحاربة فعلا ..فالدولة المحاربة فعلا هي الدول التي لا يجوز التعامل معها الا بالحرب والقتال، طالما هي في حرب مع المسلمين مثل كيان يهود ، وأكد أن دولة الخلافة العائدة قريباً بإذن الله سيكون من أول قراراتها إعادة المسجد الأقصى إلى حضن الإسلام ودولة المسلمين الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى