
استضاف مركز مسدار للدراسات، القيادي بالمؤتمر الشعبي السفير إدريس سليمان، السبت الثالث عشر من أكتوبر ٢٠٢٠م للحديث عن اتفاقية السلام التي وقعت مؤخراً في جوبا، بين الحكومة السودانية والجبهة الثورية.
هشاشة وعدم ثقة
رحب السفير إدريس سليمان بإتفاق سلام جوبا وطالب باستكماله، وأن يمضي الجميع إلى تنفيذه بإرادة حقيقية للقوى الموقعة عليه بما فيها المنظمومة التي تعاني الضعف والهشاشة والانقسام، ويشوب الموقف بين قحت والجبهة الثورية عدم الثقة ، وأضاف بأن التحديات سياسية واقتصادية وأمنية وخارجية، وأوضح أن التحديات الاقتصادية كبيرة لما يترتب على الاتفاق من التزامات مالية لا تستطيع الحكومة السودانية الوفاء بها في ظل وضعها الاقتصادي الضعيف، إلى جانب الظروف الاقتصادية التي يمر بها العالم ما يجعل الدعم الخارجي مجرد دعم معنوي كما حدث في اجتماع أصدقاء السودان، وأكد أن من التحديات التي تواجه الاتفاق حالات العنف والاقتتال المنتشرة في مناطق كثيرة وتدخلات الأطراف الأخرى ما يهدد السلام، وأشارإلى أن عمليات التسريح والدمج الواردة في الاتفاقية من التحديات التي تواجه الاتفاق لعدم وجود تفاصيل بشأنها.
أطماع واجندة خارجية
وأوضح السفير إدريس سليمان أن التحديات الإقليمية ماثلة بسبب وجود أطماع والأجندات الخارجية في موارد وموانيء السودان، وليس ببعيد ما يحدث في الشرق من نزاعات حول الأطماع حول المواني والموارد وهي أيضاً أجندات للضغط على السودان تجاه العلاقات الخارجية، وأشار أيضاً إلى التناقض في الموقف الأمريكي واحتفاظه بحصار وعقوبة السودان والربط بين الرفع من قائمة الإرهاب وقضية التطبيع، وقال أن هناك فرصاً للنجاح إذا توفرت إرادة سياسية وقناعة الجميع بأن الحرب لن تحل مشكلة لفداحة نتائجها المدمرة، كما أن الدعم الخارجي تضاءل بعد التجربة الفاشلة لانفصال جنوب السودان وعدم توقف الصراع الدموي فيه، كما أن الأطراف الخارجية تنظر إلى تداعيات الحروب من هجرة غير مشروعة ومسائل الإرهاب وتأثير ذلك على الاضطراب الإقليمي ما يجعل استمرار الحروب غير ذي جدوى.
المشروع الوطني
وطالب بأن يستثمر الضغط الشعبي في تحقيق السلام وأن تتوفر شروط النجاح من أجل تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية فلا بد من أن تؤدي العملية السياسية إلى فتح الانسداد السياسيي الذي تعاني منه الفترة الانتقالية، وأن ينفتح الجميع من القوى والأحزاب ومكونات المجمتع والفاعلين السياسيين إلى الحوار والتراضي لمناقشة جميع قضايا الوطن من منطلقات وطنية ومخلصة، وأن يصلوا إلى الحد الأدنى من التوافق الذي يمثل المشروع الوطني، والاتفاق على قواعد اللعبة الديمقراطية السلمية وأن تتم المواءمة بين كل الاتفاقيات المتعلقة بالسلام السابقة والحالية واللاحقة، وأكد أن تحميل الفترة الانتقالية قضايا ليست من اختصاصها كالقضايا القومية والدستورية سيؤدي إلى قصم ظهرها، وأكد السفير إدريس سليمان في ختام المحاضرة بأن التغيير الحقيقي في المناخ العام في كل جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية والامنية ضروري لنجاح السلام والاستقرار والوحدة والمصالحة الوطنية.
إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس