د. محمد عبد الكريم لـ (لبرهان وحميدتي): التطبيع خيانة وفساد والله لا يصلح عمل المفسدين

الخرطوم/ الطابية/ رصد: الفاتح عبد الرحمن
وجّه الدكتور محمد عبد الكريم الشيخ “رئيس تيار نصرة الشريعة ودولة القانون” رسائل جديدة عبر برنامج (مباشر مع) الذي تبثه قناة طيبة الفضائية تحت عنوان (التطبيع تحت الجوع والنزاعات) لكل من رئيس مجلس السيادة ونائبه (البرهان وحميدتي) فيما يتعلق بموضوع التطبيع مع الكيان الصهيوني، مؤكداً لهما أن التطبيع خيانة وفساد، وأن الله تعالى لا يصلح عمل المفسدين، ولا يهدي كيد الخائنين.
وقال د.محمد عبد الكريم، موجهاً حديثه للبرهان وحميدتي، إن الشعب السوداني لن يشفع لكما أنكما فعلتم هذا من أجل مصلحته، فالشعب السوداني أدرى بما يصلحه، فالأكرم لكما ترك هذا الملف وإحالته للشعب الذي لن يقبل بالتطبيع بأي حال من الأحوال”.
كما وجّه الدكتور عبد الكريم رسالة أخرى للقبائل المتناحرة بشرق السودان، داعياً إياهم لضبط النفس والحذر من التورط في الدماء، وذلك على خلفية القتلى الثمانية الذين سقطوا بالأمس بمدينة كسلا بشرق السودان ضمن الفتنة التي صاحبت إقالة والي كسلا، مؤكداً أن هذه الفتنة تتحمل وزرها حكومة قحت التي بدأ جلياً أنها غير واعية وغير مدركة للمشاكل القبلية التي اندلعت جرّاء تصرفاتها وقراراتها غير المسؤولة، بعدم مشاورة الناس في تنصيب وعزل الوالي هناك، مؤكداً أن هناك جهات كثيرة تحرك ملف الشرق وتحشر أنفها فيه، حتى من خارج السودان.
وفي ذات السياق، أورد الدكتور محمد عبد الكريم حديث النبي (صلى الله عليه وسلم) الذي يقول فيه: (ما يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يرق دماً حراماً)، ذاكراً أن هذا القاتل يُقتص منه يوم القيامة حتى وإن أقيم عليه القصاص هنا في الدنيا؛ فهذا حق أولياء الدم، أما القتيل فحقه لا يسقط، حيث يأتي يوم القيامة وجرحه يثعب دماً، فيمسك قاتله ظلماً وعدواناً من بين العالمين، فيجثو بين يدي الله ويقول: (ياربّ سل هذا فيما قتلني).
وبالنسبة للتطبيع أردف عبد الكريم أن عجلته متسارعة ولم تتوقف، فهناك تسريبات إسرائيلية للأسف تتحدث عن التطبيع بصورة مباشرة، كصحيفة (جيروزاليم) التي قالت إن السودان قد حسم أمره في مسألة السلام مع إسرائيل. كذلك تحدثت صحيفة إسرائيلية أخرى قائلة أن التطبيع مع السودان سيكون مقابل الضمان بعدم مسائلة البرهان وحميدتي عن التجاوزات التي قد تلاحقهم في يوم من الأيام.
في المقابل صرّح مسؤول بالخارجية السودانية أنه لا توجد مصالح حقيقية وراء التطبيع مع إسرائيل، كما أن بعض مكونات قحت من الأحزاب لديها موقف ورأي مبدئي من التطبيع وهذا أمر جيد، ويعطي مؤشر قوي لتباين المواقف من قضية التطبيع.
وذكر الدكتور محمد عبد الكريم، موقفاً ثالثاً بالنسبة للتطبيع، وهو لبعض المنتمين لحكومة قحت، الذين يرفضون التطبيع لعدم ترتب مصالح حقيقية من ورائه، متعللين بأن هذه المصالح تصب في مصلحة المكون العسكري، الأمر الذي سيضمن بقاء العسكر في السلطة بالدرجة الأولى، ولكن مع ذلك يستخدم اليهود والإماراتيون التهديد والوعيد بفتح ملف (فض الاعتصام) قبل الحديث عن الحوافز التي سيجنيها العسكر من وراء التطبيع (العصا قبل الجزرة).
وفيما يتعلق بالضائقة المعيشية التي تمر بالبلاد هذه الأيام، قال الدكتور محمد عبد الكريم إن السودان قاب قوسين أو أدنى من المجاعة، وذلك للمشاهد الكثيرة لاقتتال الناس في صفوف الخبز، لعدم وجود مورد آخر لهم للحصول على احتياجاتهم اليومية من الطعام.