تقارير

(ندوة): اتفاقيات ما يسمى بالسلام والثمار المُرة

على طاولة النقاش في منتدى حزب التحرير

تقرير: حسن عبد الحميد

أقام المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية السودان، منتدى قضايا الأمة الأسبوعي، السبت 10-10-2020م ، الذي جاء بعنوان:(اتفاقيات ما يسمى بالسلام والثمار المُرة) ، تحدث فيه:
الأستاذ حسن اسماعيل، عضو مجلس الولاية لحزب التحرير ولاية السودان. والأستاذ أحمد الخطيب، عضو حزب التحرير.

محاصصة سياسية

ابتدر الأستاذ حسن إسماعيل الحديث، حيث قدم ورقة بعنوان: (آثار اتفاق ما يسمى بسلام جوبا)، وأكد أنه لن يتحدث عن الصرف البذخي الذي حدث في هذا الاتفاق، ولا تكلفة تذاكر الطيران، ولا ما رشح من أخبار عن انعدام الويسكي في جوبا يوم الاحتفال، ولا عن جحافل المسافرين إلى جوبا، والناس تُزهق أرواحهم في صفوف الخبز، ومنهم جوعى يسقطون بسبب مرض الضغط في هذه الصفوف…!!!
وأوضح إن الاتفاق عبارة عن محاصصة سياسية حيث أعطى الموقعون 3 مقاعد في المجلس السيادي، و4 وزراء، و75 مقعداً في المجلس التشريعي، كما مددت الفترة الانتقالية 39 شهراً، مع ضم مقاتلي الحركات المسلحة للقوات المسلحة. وتساءل لماذا خُصَّ أهل دارفور بالتعليم المجاني، واستثناءات في الاتفاق، ولماذا لم يعمم ذلك على مناطق السودان الأخرى؟ وأضاف ألا تعاني كل أطراف السودان من انعدام الرعاية ومعاناة الفقر، فلماذا لا تجعل الخصوصيات لكل أطراف السودان؟!.
وبين حسن أن من الثمار المرة لما يسمى بالسلام في هذه الأيام الآتي:
1/ مؤتمر سنكات، حيث رفضت بعض قبائل الشرق الأشخاص الموقعين على اتفاق جوبا، والمناداة بتقرير المصير، وإغلاق الطريق الحيوي إلى ميناء بورتسودان الذي يعتبر شريان الحياة للبلد، وهذا يعني: (مسك الحكومة من اليد البتوجعها).
2/ إنشاء كيانات جديدة تتكلم عن تجمع أبناء الشمال ونهر النيل، وأشار إلى أنهم يعقدون اجتماعاً اليوم، يتحدثون عن أن الشمال مهمش.

تمزيق السودان

وتعجّب الأستاذ حسن، بقاء أهل السودان متفرجين على ما حدث من اتفاق، والسودان يقسم ويمزق، وحذر قائلا نخشى بعد قليل أن يقوم تجمع ليقسم بين السوق العربي وغيره من مناطق الخرطوم.
وتساءل كيف يعقل أن يصبح قائد الحركة المعينة رئيساً أو مساعدا للرئيس أو عضواً في المجلس السيادي..إلخ كيف يحل هذا المنصب مشكلة أهله النازحين في معسكرات النزوح؟..وكيف لمن يقيم في فرنسا أو بريطانيا، من قيادات الحركات، أن يمثل معاناة أهله؟.. ومن الذي يدفع أموال السلاح للحركات، وأكد إن السلاح ليس سلعة طبيعية، وأسعاره ليست عادية، فمن الداعم للحركات المسلحة؟ وما هي شروط الداعم؟ وهل من شروط الداعم أن تستقر أوضاع البلاد وتتعالج مشكلة الفقر، ويرفع الجهل ..إلخ
وختم ورقته بقوله إن هؤلاء أغلبهم كانوا مشاركين في النظام البائد ، وكانوا أعضاءً نافذين فيه.

يد المستعمر
أما الاستاذ/ أحمد الخطيب فقد قدم ورقة بعنوان: علاج دولة الخلافة لجذور المشكلة.
وبدأ الحديث بقوله: بالنظر لأسباب نشوء الحركات المسلحة التي توقع الحكومات الاتفاقات معها، نجد أن هذه الحركات موجودة فقط في دول ما يسمى بالعالم الثالث، التي يتحكم فيها المستعمر، وتكون هذه الأجزاء في العادة غنية، وأضاف أن هذه الحركات تطالب بانفصال الأجزاء التي تقوم فيها، مستغلة في ذلك ظلم الحكومات وانعدام الرعاية، وانعدام الخدمات الأساسية، وحذر من أن الكافر المستعمر يستهدف مناطق معينة يكون له فيها مصالح، فيوغر صدور سكانها بالحقد والغبن تجاه حكوماتهم الظالمة، باسم التهميش وظلم الحكومة، ثم يستقطب المستعمر بعضاً من أبناء هذه المناطق في العادة، يغذي فيهم العنصرية والجهوية والقبلية..إلخ. وفي العادة تكون الشخصيات التي يختارها المستعمر قيادات للحركات، شخصيات أنانية تسلطية، مغمورة، مستعدة لتنفيذ أي اجندة قذرة للدول الاستعمارية التي تشرف عليها وتدعمها، وتمدها بالسلاح، للمطالبة بالانفصال وتمزيق بلادهم، ليقيموا حكومات ضعيفة يستغلها الكافر المستعمر، لنهب الثروات وتحقيق مشاريعه وأجندته في هذه المناطق.. رغم أن الدويلة التي ينادون بها ضعيفة، وتعاني من:
1/ التدخلات للأجنبية في شؤون البلاد.
2/ ظلم الناس، والقصور في رعاية شؤون مواطني الدولة.
3/ الصراع حول ملكية الأرض الحواكير.
4/ مسألة التمييز العنصري.
وأوضح أنه بالنظر إلى هذه الأسباب وإلى ما تدعيه الدولة من حلول لهذه المشاكل، فإن الحكومة تقدم معالجات بعيدة عن مشاكل الناس، فهي حلول شخصية للمتفاوضين لا تخاطب جذور المشكلة؟ حيث توهم الناس أن المشكلة في مَنْ يحكم .. وليس في نظام الحكم. فتكون النتيجة أن يأتي رجال آخرون يدخلون في الحكم فيتلوثون بمفاسد النظام ثم يفشلون فيتمرد عليهم آخرون وهكذا.

المعالجات الإسلامية

وأكد الخطيب أن الحركات المسلحة تحاول حل مشاكلها هي، لا مشكلة أهل المنطقة التي تمردوا باسمها، وإن هذه المشاكل لا وجود لها في ظل دولة الإسلام الخلافة الراشدة على منهاج النبوة للآتي:
1/ فيما يتعلق بالتدخل الأجنبي ورعاية شؤون الناس:
وفي هذه النقطة بين الأستاذ أحمد الخطيب: إن الإسلام قد حرَّم تدخل الكافرين في شؤون المسلمين مستدلاً بقول الله تعالى: (وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً). وفي الأصل أن تقطع يد الكافر التي تدخل في شؤون المسلمين، وأشار إلى إن المسلمين الأوائل فهموا ذلك فلم يسمحوا للكافر بالتدخل في شؤونهم، وأورد موقف معاوية بن أبي سفيان، حينما أرسل إليه ملك الروم ليدعمه في صراعه ضد علي بن طالب رضي الله، حيث رفض طلبه وأخبره أنه إن استمر في الأمر سيتفق مع علي ويحاربانه، فخاب ملك الروم وفشلت خطته. 2/ أما أهل الريب من رعية الدولة، فهم الذين يترددون على الكفار المحاربين فعلاً أو حكماً، وهم الذين يسمون بالعملاء.. ويجب تتبعهم من قبل الدولة.. مثل عبد الله بن أبي بن سلول الذي كان معروفاً.

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى