تقاريرسياسة

د. محمد عبد الكريم: “حدود الدم” مشروع أمريكي لتفتيت أمة الإسلام وسلام السودان قنبلة موقوتة

الطابية/رصد: الفاتح عبد الرحمن
كشف الدكتور الشيخ محمد عبد الكريم الشيخ “رئيس تيار نصرة الشريعة ودولة القانون، النقاب عن مشروع” حدود الدم” هو مشروع أمريكي، ضمن مشاريع تقسيم العالم الإسلامي، يهدف إلى إلى تصحيح أخطاء (سايكس بيكو)، موضحاً أن تقسيم السودان بدأ منذ اتفاقية نيفاشا، ويمر الآن بمراحل أولها تغيير الهوية، وإدراج اتفاقية جوبا للسلام في الوثيقة الدستورية.
في برنامج “تدوينة على الهوا” الذي تبثه القناة التاسعة التركية، وفي الحلقة التي حملت عنوان “مشاريع التقسيم السودان نموذجاً”، قال الدكتور محمد عبد الكريم إن مشاريع التقسيم للأمة الإسلامية جاءت ضمن مشاريع إضعافها من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وذلك عندما شعر الغرب بأن الإسلام دق عليه بابه، واصلاً لعقر داره من خلال الغزوات المباركة والتمدد الذي حدث للدولة العثمانية، إضافة إلى ما كان قبل ذلك من حضور المسلمين للأندلس وتأسيسهم لحضارة قوية هناك، وأيضاً للدولة المسلمة التي تأسست في الجنوب الفرنسي، والتي دامت لقرن من الزمان.
وقال الشيخ عبد الكريم أن مشاريع تقسيم العالم العربي الإسلامي بدأت منذ نشأة الدولة العثمانية في العام 1281م، واستمرت حتى بدايات القرنين الثامن والتاسع عشر الميلاديين. وبعد الحرب العالمية الأولى عندما انتصر الحلفاء على الدولة العثمانية، وقلبهم ظهر المجن للشريف حسين بوعدهم له بأن يكون ملكاً للعرب، فكانت الاتفاقية السرية المسماة سايكس بيكو، والتي تقاسموا بموجبها الوطن العربي والبلدان الإسلامية، وقسّموها بهذه الحدود الوهمية، ثم جاءت خرائط برنارد لويس لتعدّل الخرائط التي وضعها سايكس وبيكو، معمقةً للتشظي والتفتيت للوطن العربي على أساس مذهبي طائفي.
أما بالنسبة للسودان قال الدكتور محمد عبد الكريم أن برنارد لويس هذا وضع خريطة للسودان قسّمه بموجبها لخمس دول، واعتمدت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون هذه الخريطة في جلسات سرية مع الرجل.
ثم جاءت خارطة “حدود الدم” وهو مشروع أمريكي قدمه شخص يدعى رالف بيترز، هدف منه لتصحيح الأخطاء الكبيرة في اتفاقية سايكس بيكو، مع مراعاة زرع كيان صغير في المنطقة، لمراقبة ورعاية عملية التفتيت هذه، وهو الكيان الصهيوني.
وبسؤاله عن بداية خطة الغرب وأمريكا لتقسيم السودان، قال عبد الكريم أن ذلك بدأ مع اتفاقية نيفاشا الموقعة بين الحركة الشعبية لتحرير السودان وحكومة المؤتمر الوطني، والتي أسفرت عن فصل جنوب السودان عن السودان. ولكنهم أيضاً لم يقنعوا بذلك، فصاروا يحاصرون حكومة الإنقاذ بالضغط والعقوبات المتكررة، حتى سقطت.
وفي ذات الإطار قال الدكتور محمد عبد الكريم أن الغرب تعامل ببرود شديد مع التغيير الذي حدث في السودان مؤخراً، بل وأتبع ذلك باشتراطات تعجيزية لرفع السودان عن قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وعن إجابته عن سؤال كيف يتم تقسيم السودان الآن، ذكر الدكتور عبد الكريم أن ذلك يتم عبر مراحل، منها تغيير هوية السودان، وإدراج اتفاقية السلام في الوثيقة الدستورية كما حدث الآن، وهي اتفاقية تؤجج لصراعات كثيرة في السودان، وتعتبر بمثابة قنبلة موقوتة، حيث حدثت اصطفافات مناطقية بعدها مع دعاوى بأن تستقل كل منطقة بمواردها وحدودها، وهو ما يريده من يقف خلف هذه الاتفاقية، بأن تصل كل منطقة لقناعة بعدم جدوى استمرار السودان موحّداً.
كذلك من الوسائل لتفتيت السودان، البعثة الأممية التي ستأتي لمراقبة تنفيذ الاتفاقية ونجاح مخطط التقسيم، وكذلك التطبيع مع الكيان الصهيوني، وأيضاً الفشل الاقتصادي المريع الذي أوصل السودانيين لدرجة الإحباط والقبول بأي حل للخروج من الأزمة الخانقة التي يعيشونها الآن.
وبسؤاله عن كيفية قيام البعثة الأممية بإنجاح مخطط تقسيم السودان، قال الدكتور عبد الكريم أنه كانت هناك بعثة أممية في دارفور معروفة باسم اليوناميد، مهمتها حفظ ومراقبة عملية السلام، ثم قام رئيس الوزراء عبد الله حمدوك بطلب بعثة أممية سياسية للإشراف على العملية السياسية في السودان، وتكون لها وصاية وولاية على السودان. وقد تم دمج البعثتين بقرار وترتيب من مجلس الأمن، ولكنها تأخرت عن القدوم للسودان بسبب جائحة كورونا، ولكنها ستأتي الآن خصوصاً بعد توقيع اتفاقية سلام جوبا.
أما فيما يتعلق بكيفية تفكيك القوات المسلحة السودانية، قال الدكتور محمد عبد الكريم أن هذا الأمر بات الآن واضحاً تحت مسمى هيكلة القوات المسلحة التي ستسمح بدخول كل جيوش الحركات المسلحة ودمجها في الجيش السوداني، وهو أمر يحدث لأول مرة في تاريخ السودان، أن يتم تكوين الجيش على أساس عرقي مناطقي بنسب مختلفة، وهي مقدمة لانكسار هذا الجيش وضعفه. كما سيتم إبعاد كل الإسلاميين من هذا الجيش.ة
ومن القنابل الموقوتة الموجودة في اتفاقية سلام جوبا، أنها منحت الحق لأي جهة موقعة في أن تعقد اتفاقيات اقتصادية وسياسية مع أي جهة خارجية دون الرجوع للمركز، وأن تستقل بأعلامها كذلك، مع إعطائها حكماً ذاتياً في حال فشل الدولة في تحقيق مطالبها، وهذا عين التقسيم.
وفي نهاية التدوينة دعا الدكتور عبد الكريم أهل السودان للعمل على إفساد مخطط تقسيم السودان هذا، وذلك بالاصطفاف والقيام بكل التراتيب السياسية التي من شأنها إفشال عملية التقسيم.

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى