نظم بيتُ الشعرِ الخرطوم الذكرى الثامنة لرحيل الشاعر صديق مدثر، صاحب قصيدة “يا ضنين الوعد”، نهار السبت الماضي، بقاعة دفع الله الترابي، بكلية الهندسة جامعة الخرطوم؛ وشهد الفعالية لفيف من المثقفين والمهتمين بإحياء الذكرى وفاءً لما قدم.
وتضمنت الفعالية النهارية كلمات من المشاركين، وإفادات، وقراءات من أعماله الشعرية، قدمت بأصوات عدد من الشعراء.
بيت راع
قدم مدير بيت الشعر الخرطوم الدكتور: الصديق عمر الصديق شكره للحضور في مستهل كلمته قائلاً: “إن بيت الشعر أُسِّسَ لأجل خدمة الشعر والشعراء واللغة العربية، مثل ما أراد له مؤسسه سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن يكون البيت راعياً للشعراء مظهراً لنشاطهم محتفياً بهم يصنع لهم المنابر وينشر لهم الدواوين، وقال إن بيت الخرطوم يحاول فعل كل ما يمكنه من هذه الأهداف والتطلعات، مبيناً أن السنوات الماضية شهدت مشاركات تزيد عن نصف الألف من الشعراء السودانيين.
وقال الصديق إن الاحتفاء بصديق مدثر جاء في السياق المطلوب من بيت الشعر، ووعد بـإعادة طباعة ديوانه (ضنين الوعد) بعد التنقيح والتدقيق للنسخة التي حوت كثيراً من الأخطاء
قراءة
قدم الأستاذ الباحث والناقد محجوب دياب قراءة شعرية لقصيدة (القرشي) من ديوان الراحل، حيث يقول في مجتزئاً منها:
“إن رأيتم في ظلام الليل بدراً
أسمر الطلعة وضاح المحيّا
يشعل الدرب ضياءً أحمرًا
فيهب الشعب جبارًا قويّا
ذاك وجه القرشي فاعرفوه
أجمعوا الصف وسيروا واتبعوه
إذا سمعتم في الدجى
صوتًا يدوي بالنشيد
أيها الشعب تحرك
واصنع الفجر الجديد
سيرة ومسيرة
وتحدث كلٌّ من الدكتور نزار غانم، والدكتور الفريق عمر قدور حول مسيرة الراحل صديق مدثر، ومكانته وإسهامه في الحركة الشعرية والغناء الفصيح. وركز غانم على صلته ومعرفته بالراحل في سوح العلم والمعرفة ومنابر الاستنارة في اليمن والسودان، وقال إن صديق مدثر شاعر (سوماني) في إشارة لليمن والسودان، وتطرق قدور لصلة الراحل بـأم درمان ووطنيته المتعارف عليها في تعامله وأخلاقه وأدبه.
قصائد منتقاة
وشارك الشاعر عبدالقادر المكي المجذوب بقراءة قصيدة (موعدنا غدًا)
بينما قرأ الشاعر أسامة تاج قصيدة (من تكون) التي يقول الراحل في جزء منها
“من هذه الحسناء واسعة العيون
هل وجهها هذا سرابٌ أم ظنون
هل مر في دنياي يومًا فاستبد بي الغرام
وجريت أستهويه بالشعر الذي يلج القلوب
بلا انتظار أو سلام”.
أهل البيت يشكرون:
وتحدث الأستاذ عبد الحميد مدثر، شقيق الشاعر الراحل، مقدمًا شكره لبيت الشعر الذي نظم نهارية ذكرى الوفاء الثامنة، معتبرًا البيت فتحًا لخدمة الشعر السوداني واللغة العربية، مستشهدًا بما قدم من فعاليات وأنشطة، مبدياً اطمئنانه على مستقبل الشعر والشعراء.
وقال عبد الحميد إن أخاه الراحل من رجال التربية والتعليم، وهو الحامل للواء الفكر والأدب منذ المرحلة الثانوية بمدرسة أم درمان الأهلية، مشيراً لارتباط الراحل في إبداعه بقضية المرأة السودانية، حيث ساهم في تحريك الوعي الوطني بحقوق المرأة، وأهدى المكتبة الوطنية أغنيات وقصائد تناول ذلك جلياً، وأضاف أن “الراحل كان ودوداً طيب المعشر، نادراً في نظر من عاشروه، وكرس حياته لخدمة قيم الحق والخير والجمال، وهو أم درماني المزاج والهوى، عاش وطنياً لم يتحزَّب فنال محبة الجميع.
إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس