الشيخ مدثر أحمد إسماعيل يكتب: ثالوث (جشع).. لماذا يعتقلون الدُّعاة؟؟؟
مدثر أحمد إسماعيل الباهي
ياترى لم هذه الحرب الضروس التي تخوضها الفصائل العلمانية ضد الاسلام ودعاته ، وعلى وجه الخصوص من ينافسونها في المجال السياسي ؟؟؟
إليكم الجواب !!
لقد أصبح واضحا للعيان أنّ دعاة الإسلام أصبحت لهم شعبية كبيرة ،و تجربة سياسية مهمة في قيادة الجماهير وتوجيه الشعوب .
ولما وجدت العلمانية أنّ الوسائل الشريفة لا تجدي ، وأنّ العدل والإنصاف ،والعقل ولمنطق ، والعرف والقانون سيكون خصماً عليهم
لجأت الفصائل العلمانية إلى وسائل دنيئة لإسقاط خصومهم من الإسلاميين.
فحشدوا كل الأساليب الوضيعة الرخيصة وبذلوا جهودهم وانتظموا في شنِّ حملات التشويه المسعورة لشيطنة دعاة الإسلام ، ووظفوا لذلك ترسانة إعلامية مرئية و مسموعة ومكتوبة و إلكترونية ؛يعمل بها مجندون باعوا شرفهم قبل مهنيتهم بثمن بخس دراهم معدودة، لا يألون جهدا في تأليف الأكاذيب ،و ترويج البهتان لتشويه صورة الدُّعاة
الاسلاميين .
والأخطر من ذلك كله أنّ العلمانيين استطاعوا تسخير مؤسسات الدولة الحساسة كالاجهزة الأمنية والشرطية في التضييق على الدُّعاة الاسلاميين ،
و تلفيق التُّهم ومحاولة تجريمهم وزجهم في المعتقلات والسجون .
و الهدف الأساس هو إزاحتهم تماما من المشهد السياسي . والقيام بعملية تجريف لكل ماهو إسلامي !
لأنّ التنافس السياسي مبناه على التفاعل الصادق مع الجماهير و كسب ثقتها ، و قد بات يقيناً عند التيارات العلمانية أنّ شعبية الدُّعاة الإسلاميين فاقت شعبيتهم بمراحل لايمكن مجاراتهم فيها، لذلك سعوا إلى الحيلولة بين الجماهير ودعاة الإسلام بكل انواع المكر والتضييق .
فروجوا للاكاذيب ، والتهم المعلبة؛ لتأليب الجماهيرعليهم وروجوا لما يثير القطيعة بينهم، بل ذهبوا إلى أبعد من هذا ،فسعوا إلى استعداء القوى الأجنبية على العمل الإسلامي المتمثل في التيارات و الحركات الاسلامية ، و فتحوا المجال أمام هذه القوى للهيمنة على البلد و مقدراته .
كل ذلك تحت مسمى مواجهة التطرف والإرهاب ، و هذا ليس غريبا فالعلمانيون يعتبرون الغرب أقرب اليهم مودة وأنفع من دعاة الإسلام . ولا أدل على ذلك من مقولة الرشيد سعيد : “جئنا لمواجهة أو محاربة الاسلاميين”
هنا يظهر لك بجلاء إلى أي مدىً وصلت همجية الفكر العلماني الذي يدعي الديموقراطية ويتبجح بمبادئ التسامح والتعايش ؛
إنه الفكر الإستئصالي البرغماتي الذي يدور مع مصلحته ،ولو كانت في التتنكر للمبادئ التي ينادي بها.
الخطير في مواجهة العلمانيين لدعاة الاسلام ؛ هو هذا التطور في المواجهة فقد اصبحوا في مواجهة مباشرة للإسلام نفسه ،وهذا مأزق كبير دخله العلمانيون بغير رؤية ورويّة .
فتعرضوا في تصريحاتهم و منابرهم الاعلامية ، للشريعة الاسلامية ، ومصادرها وعلمائها ودعاتها ومناهج تعليمها ؛ طامعين في ضرب المرجعية الاسلامية لإسقاط الاسلام السياسي.
و هذا بعد خطير في العقلية العلمانية البرغماتية
لقد وجه العلمانيون طعونا مباشرة إلى رموز الإسلام ابتداء بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وسنته الشريفة، وانتهاء بأئمة المسلمين وعلمائهم ، وألقوا شبها باردة حول المعلوم من دين الاسلام بالضرورة مما تلقفوه من النصارى و من كل حاقد اتخذ الإسلام غرضا لسهامه المسمومة .ومع هذا كله تجدهم يدغدغون مشاعر عوام النّاس بأنهم ليسوا ضد الدين ،و إنما هم ضد القراءات الخاطئة للدين ،و هذه الدعوى في حد ذاتها تسفيه للعقول .
فهل هذه المسلمات والقراءات للدين التي أجمعت عليها الامة خاطئة ؟؟
و هل كانت الأمة على ضلال في القرون الماضية كلها حتى جاء العلمانيون الذين لاعلاقة لهم بعلوم الشريعة فأخرجوا لنا القراءة الصحيحة لديننا ؟؟
إنه التسطيح بعقول الشعوب!!.
إن سيطرة التيارات العلمانية على الأجهزة الامنية و المؤسسات الرقابية و المؤسسات الإعلامية الرسمية وغير الرسمية ، جعلهم في أريحية تامة و يقين كامل في الإفلات من كل محاسبة أوتبعات لهذا العبث الشنيع بالبلاد والعباد
ولم يبق في مواجهتهم إلا منابر و أقلام شريفة تعي خطورة هذه الحملة العلمانية البراغماتية .
وهذه المنابر الشريفة أصبحت بدورها مستهدفة من (ثالوث جشع)
وهذا شيء طبيعي ، فهم يصورون للشعب أن هذه المنابر والاقلام تابعة للنظام البائد (الكيزان) ، وأن غرضها من الرد على العلمانيين إنما هو نصرة الكيزان ومحاولة لإرجاعهم !!.
وهذه مغالطة كبيرة و تحوير للواقع ؛ فهذه الاقلام والمنابر إنما تحركها الحمية لدين الله والحرص على هُوية المسلمين ؛ التي يعبث بها هؤلاء .
(ثالوث جشع) اليوم يريدون صياغة دين جديد (علماني ) ،و يريدون من النّاس أن يدينوا به ، و يتحاكموا على ضوئه، وكل من خالفه فهو ظلامي و رجعي، و تهمة الداعشية والارهاب جاهزة لألصاقها به في أي وقت ، و قد يقدمون لذلك بصناعة بعض الأحداث .
في حربهم على الشريعة الاسلامية ودعاتها ؛وهذا لا نستغربه منهم لكن الذي نستغربه رواج كل هذا على كثيرٍ من النّاس و قبول الكثيرين منهم له ، وزعزعة عقيدتهم في ثوابتهم الدينية التي عاشوا عليها.
وإنّ مما يجدر التنبيه عليه والإشارة إليه أنّ هذه الحملة العلمانية تتقاطع مع الحملة الغربية على الاسلام ؛لذلك نجد قنوات التواصل مفتوحة على الدوام بين الكيانات العلمانية في بلادنا ،و بين إخوانهم في الكيان الصهيوني، وفي امريكا وأوروبا ؛ و يتلقون منهم دعما ماديا ومعنويا .
ولا شك أن الغرب هو من صنع هؤلاء و صاغ عقولهم، و سيوظفهم لبسط الهيمنة على البلد، وتدجين الشعب للقبول بذلك .فهو استعمار حديث بآليات جديدة .
إنّ هذه الحرب الفكرية الموجهة إلى ثوابت الدين الإسلامي و مسلماته اتخذت أشكالا من المكر و الخداع الفكري ، وقد قدموا لها منذ سنوات بخطوات مدروسة و محسوبة، لتجهيل الأمة و سلخ هويتها الاسلامية ، و ذلك عن طريق التغريب الإعلامي ، وإفراغ مناهج التعليم من كل مقومات البناء الفعال للشخصية المسلمة ، بل استغل التعليم لتخريج أفواج من الشباب المستغرب مهزوز الهوية ،و المغيب عن قضايا أمته ، وكل ذلك توصل إليه الغرب عن طريق هذه التيارات العلمانية،فهي آلياته في حربه الناعمة على الأمة .
وختام المقال
أيها المسلم أصبح لزاما عليك إدراك خطورة الفكر العلماني و مكره وخبثه ، فهو ذريعة لتنفيذ مخطط قديم حديث للهيمنة على بلاد المسلمين ؛ فالغرب يدرك تماما أنّ عزل المسلمين عن دينهم يجعلهم لقمة سائغة .
فأفق أخي المسلم و كن على بصيرة مما يحاك لك .
والله الموفق