أقام منتدي الرواية الافتراضي –الذي أسسه الروائي محمد خير حامد – السبت الماضي، في منصاته الإسفيرية على تطبيقي الزووم والواتساب مدارسة لرواية ” أحوال المحارب القديم ” للكاتب الحسن البكري، وهي الرواية التي فازت بجائزة الطيب صالح للإبداع الروائي في دورتها الأولي.
أدار الجلسة الناقد د.أحمد مجذوب الشريفي، وقدم الأوراق النقدية الخاصة بالرواية؛ كل من الروائي محمد الطيب والكاتبة د.أشراقة مصطفي، كما تداخل بالندوة الشاعر السوري طلال مرتضى.
تماسك البناء:
تحدثت عن الرواية الناقدة الأردنية هيا صالح مشيرة إلى اللهجات التي استخدمها الكاتب والأصوات الغنائية التي ظهرت فيها، وبروز رائحة الأعشاب في الطبيعة، مما يدل على أن كل هذا الأشياء أدَّت التي تماسك البناء الكلي للرواية، مما جعلها تنفتح على تيار اللاوعي، وأشارت هيا إلى أن الرواية تمضي في خطين متقاطعين منهما حروب التحريرالتي اشتعلت في البطانة وما حولها، كما ظهرت في الرواية العوالم الغرائبية التي تتقاطع مع الخرافة.
خط رأسي:
أشار د.الشريفي في ورقته عن أن الرواية كتبت بخط رأسي كما يحدث عند كتابة “اللوح “، وهي الطريقة التي يستخدمها أهل الخلاوى أثناء كتابتهم لسور القرآن الكريم، كما لفت الشريفي للدلالات الصوفية والأسطورية التي تظهربوضوح في متن الرواية، مضيفا أن استهلال النص جاء مفاجئا وقويا كمؤشر دلالي يستصحب معه بنية النص.
مدرسة الرواية الحديثة:
أما الروائي محمد الطيب، فقد قال في ورقته أن رواية ” أحوال المحارب القديم ” أتت بشخصية محورية هي شخصية (هجو ود منصور)، والشخصية المحورية التي تقوم بالسرد، في خضم إشارات قوية للتأثر بمدرسة الرواية الحديثة.
ولفت الطيب إلى أن الفضاء المكاني للرواية يمتد شرقا من جبال البحر الأحمر مرورا بسهول البطانة وحتى القضارف وصولا إلى دارفور، ثم يمتد غربا حتى ممالك غرب إفريقيا ومن ثم يرتكز في جبل موية حيث يقطن (فكي هارون) وبناته الثلاثة، ثم يتسلل الفضاء المكاني شمالاً حتى الخرطوم ويلتقي بسهول البطانة عند عطبرة. أما الفضاء الزماني فجاء على قسمين؛ الزمن الخارجي وهو زمان فوضوي وغير منظم، ويتمدد الزمان الخارجي من بداية القرن التاسع عشر وصولا لنهاية القرن العشرين، أما الزمن الداخلي فقد جاء مكثفا مرتكزا على فكرة الكونيالية والنضال ضد المستعمر.
الحروب المنسية:
الكاتبة د.إشراقة مصطفى تحدثت في ورقتها عن الحروب المنسية في ذاكرة الأمكنة والطقوس الغرائبية للميثولوجيا والإبحار في بحيراتها، مضيفة أن الرواية حملت مخيلة ثرَّة مترعة بالعذوبة، حيث قدمت التفاصيل بسحر غرائبيتها لتعكس حروب التحرير.
ولفتت أشراقة الى أن لغة الرواية جاءت غنية “تدوخ ” من شدة جمالها، مضيفة أن لغة الرواية عالية وشفافة.
إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس