اعتبر الخبير الاستراتيجي د.جمال رستم أن النزاعات القبلية من أكبر مهددات الأمن القومي السوداني، وخصوصاً الصراعات الدموية التي شهدتها مناطق متفرقة من البلاد منذ عقود، ثم تجددت خلال الفترة الانتقالية، وكانت أكثرها دموية ما جرى مؤخراً في شرق البلاد، خصوصاً في بورتسودان وكسلا والقضارف.
جاء ذلك في حديثه في الندوة الأسبوعية التي نظمها مركز الدراسات السوداني (مسدار)، السبت 19 سبتمبر 2020، حيث قال رستم إن تلك النزاعات أودت بحياة الكثيرين، وأدت إلى إحراق الممتلكات وإتلافها، وتدمير الاقتصاد، وفتحت الباب للتدخلات الأجنبية في الشأن السوداني، وأظهرت غياب حكم القانون وهشاشة اتفاقات التهدئة والمصالحات.
وأوضح رستم أن بعض هذه الصراعات يعود تاريخها إلى عقود ماضية قبيل الاستقلال، ولكنها استفحلت في السنوات الأخيرة مع غياب سلطة الدولة، وازديار نزاعات السكان حول ملكية الأراضي وتغول الرعاة على أراضي المزارعين، وانتشار السلاح، ووجود حركات مسلحة تشعر بالتهميش والإهمال التنموي، وتوظيف القبلية لخدمة الأجندات الضيقة، والتدخلات السلبية من النخب السياسية.
وأوصى رستم بضرورة الإسراع في حل جذور المشكلات القبيلية من خلال مشروع وطني، ووجود قيادة واعية للبلاد تعمل على إقامة مشروعات التنمية ونشر التعليم وفرض حكم القانون وتقوية دور الإعلام.
وأشار إلى أن تعزيز الدور الإيجابي للقيادات الأهلية في إرساء السلام والأمن في المجتمعات المحلية، وجمع السلاح من الأهالي ومحاربة المجموعات المتفلتة والإجرامية، هو من أوجب مهام القيادة الواعية.