تقرير: حسن عبد الحميد
وصف الخبير المصرفي السوداني صلاح إدريس الإصلاحات المصرفية والمالية ضرورية للغاية وأن تاجيلها بالغ الخطورة وباهظ التكلفة على الاقتصاد السوداني، ووصف الدعوة لزيادة الإنتاج بعدم الجدوى في ظل تخلف النظام المصرفي وإرجاء الإصلاحات المصرفية والمالية، إلى جانب العقوبات الأمريكية المفروضة على السودان منذ 23 عاماً.
جاء ذلك في المحاضرة التي نظمها مركز الدراسات السوداني (مسدار) أمس السبت 12 أغسطس 2020م، تحت عنوان (الإصلاح المصرفي والمالي في الفترة الانتقالية)، وتحدث فيها صلاح إدريس، وهو خبير اقتصادي سوداني ومستشار مالي في الحوكمة والرقابة المصرفية، مقيم بالمملكة العربية السعودية وعضو في مجلس الخبراء السودانيين بالمهجر.
أضاف إدريس أن التحول الرقمي في التعاملات المصرفية، واندماج البنوك المحلية وإعادة هيكلتها، وجودة الخدمات المصرفية، وتقديم حوافز تشجيعية لاستقطاب تحويلات المغتربين، والتحكم في الكتلة النقدية وتنظيم بورصة للذهب وإيقاف عمليات تهريبه وتصديره بطريقة تستفيد منها دول أخرى، وتطبيق مقررات بازل بشان الشفافية والسلامة المصرفية وإدارة المخاطر ومكافحة الفساد وغسيل الأموال، وإصلاح النظام الضريبي ووقف التهريب منها في القطاعين العام والخاص، يجب أن تكون من أهم أولويات الإصلاح المصرفي في الفترة الانتقالية، هذا إلى جانب اختيار الكفاءات المهنية التي يمكن أن تقود عملية الإصلاح برؤية ثاقبة وسياسات وحكيمة.
وأضاف الخبير المصرفي صلاح إدريس أنَّ العقوبات الأمريكية المفروضة على الاقتصاد السوداني منذ أكثر من عقدين من الزمان تمثل عقبة كبرى في طريق استعادة الاقتصاد السوداني لعافيته، وتجهض أي خطط لإصلاح المعاش والاقتصاد.
وناشد الأستاذ صلاح إدريس الحكومة الانتقالية السعى الحثيث إلى ممارسة ما تستطيع من الضغوط على الإدارة الأمريكية لرفع هذا الحصار الظالم؛ الذي زالت كل الحجج التي تتذرع بها كل الإدارات الأمريكية السابقة والحالية بعد الثورة الشعبية وسقوط النظام الذي تسبب فيها.
وفي هذا السياق دعا صلاح إدريس إلى تنظيم مسيرة شعبية سلمية إلى السفارة الأمريكية بالخرطوم تقدم خلالها مذكرة باسم الشعب السوداني إلى الإدارة الأمريكية ومجلسي النواب والشيوخ مطالبة لهم برفع الحصار بصورة فورية ودون اشتراطات لا يمكن تحقيقها في ظل اقتصاد منهار وأوضاع اقتصادية ضعيفة للغاية.
والمركز السوداني للدراسات (مسدار)، هو مركز طوعي غير حكومي؛ ويهتم بالشأن السوداني سياسياً ثقافياً واجتماعياً، ويضم نخبة من الخبراء والعلماء والكفاءات المهنية وعلى رأس إدارته الأكاديمي السوداني أ.د. محمد شريف بشير.