تلميذ لمحمود محمد طه.. تعرف على سفير التطبيع الذي أعفته الخارجية السودانية
الخرطوم: الطابية
قبل (٢٧) عاما، كان السفير حيدر بدوي بدرجة سكرتير ثالث في وزارة الخارجية، حين قرر فجأة ترك العمل الدبلوماسي، مفضلاً عليه، منحة دراسية في جامعة أوهايو، وفرها له صديق الجمهوريين المحبب، استيف هوارد. وعند قيام الثورة وتشكيل الحكومة الانتقالية، تم تقديم ملفه للجنة إعادة المفصولين كواحد من ضحايا الصالح العام في عهد الانقاذ، ودبر هذه اللعبة أحد الجمهوريين المتمكنين في وزارة الخارجية. وكرمت الوزارة مغادرته الطوعية قبل ٢٧ عاما بترقيته إلى سفير في الدرجة الأولى دفعة واحدة، ثم لم يلبث السفير الجديد طويلاً حتى يتم تكريمه بمنصب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، التي تتطلب خبرة نوعية ومهارات خاصة، في أساليب ومنهج إدارة الملفات والموضوعات، كما قال زملاؤه .
لم يكن تصريحه الآخير بشأن إسرائيل سوى نتاج لسلسلة من الأخطاء الفادحة، في وضع رجل كمتحدث باسم الوزارة الدبلوماسية وهو يصر ان ما قاله يمثل رأيه الشخصي كمواطن سوداني حر. حيث من بديهيات العمل الدبلوماسي، كما هو معلوم ان الموظف يحتفظ برأيه الشخصي ويتحدث بلسان الدولة، حتى ولو موقف الدولة يصادم قناعاته الشخصية، لكن بالنسبة لحيدر بدوي الذي تربى في مدرسة الجمهوريين التي لا تعرف القيود حتى مع الذات الالهية، كما يردد خصومه، فان الأمر لا يبدو هكذا.
وكانت وزارة الخارجية السودانية ترتجعت عن تصريح للمتحدث باسمها حيدر بدوي، أكد فيه رغبة السودان إقامة علاقات مع إسرائيل. وقال بيان صادر عن الخارجية ممهور بتوقيع وزيرها المكلف عمر قمر الدين، أن أمر العلاقة مع إسرائيل لم تتم مناقشته في وزارة الخارجية بأي شكل من الأشكال، بينما رد السفير على تعميم الخارجية بالقول إنه استنتج حديثه من موقف الحكومة ولقاء البرهان بنتنياهو في أوغندا قبل أشهر، وأضاف قائلاً ” عبرت عن رائي كمواطن سوداني حر” وذهب أكثر من ذلك عندما نفي إقالته نهائياً من الخارجية، وإنما من منصب الناطق الرسمي. واضاف في تعميم صحفي قائلاً “سيتم تعييني مديراً لإدارة التخطيط، وكنت قد طالبت بها من قبل لأنها تتناسب مع تأهيلي يعني ما زلت عاملاً كسفير في الوزارة “
إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس