أخبار االسودانمقالات

قناة العربية واختلاق الأكاذيب

د. محمد عبد الكريم الشيخ
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) الحجرات: ٦
إن الكذب والبهتان من أكبر الذنوب والعيوب، ولا تزال قناةٌ تكذب وتتحرى الأكاذيب حتى يعرفها بذلك كل أحد، والأنكى أنها تنتسب الى “العرب” الذين يستنكفون عن أن يُزَنَّ أحدُهم بالكذب ولو كان من أهل الجاهلية الأولى؛ فهذا أبو سفيان بن حرب رضي الله عنه قبل إسلامه لما سأله هرقل عظيم الروم عن نبينا محمد ﷺ يقول :‏”فوالله لولا الحياءُ من أن يأثِرُوا عليَّ كذبًا لكَذَبْتُ عنهُ” قالها وهو على الكُفر، لأنها ليست من شيم العربية.
ليس غريباً أن تتعاون مؤسسات الشر والفساد سواء كانت قنوات إعلامية أو جهات سياسية داخلية أو خارجية لمحاربة الحق والتلبيس عليه من خلال ترويج الأخبار الزائفة؛ والمعلومات المضللة، وقد نشرت قناة العربية على عادتها في تزوير الحقائق خبراً أقحمت فيه (اسمي) ووأردت فيه بعض المعلومات والإيحاءات التي تريد من خلالها إرسال رساله معينة؛ حيث ذكرت أن مجموعة من (الأجانب) شاركوا في مظاهرات سياسية ونسبت بعضهم (إلي) عن طريق نسبتهم إلى المسجد الذي أقوم على إمامته؛ ثم أضافت إلى ذلك وصفهم بـ(العناصر) مما يدل دلالة قاطعة على الرسالة التي تريد أن توصلها هذه القناة وأشباهها. وهاهنا أريد أن أوضح النقاط التالية:
إن عملية المدافعة السياسية التي نقوم بها ضد حكومة (قحت) هي عملية محلية بحتة تتشكل من أبناء الوطن الذين يهمهم أمر الهوية والدين؛ ولئن استمرأت بعض الأحزاب عمالة السفارات والاستجداء بالقوات الأممية لتحمي بها مصالحها السياسية، فإن أبناء السودان قادرون وحدهم على مدافعة عملاء الداخل والخارج. ولئن كانت وشيجة الإسلام دافعة للتعاون مع أهلها؛ فأي وشيجة يا ترى تربط أولئك مع تلك الأنظمة والمحاور التي يعرفها القاصي والداني.
إن بعض الذين تم ذكرهم في هذا الخبر لا نعرف عنهم إلا الأنشطة الدعوية والمحاضرات الوعظية؛ ولا نعلم لهم حراكا ولا مشاركة سياسة تخص الشأن الداخلي للسودان. (وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين).
المجمع الإسلامي بالجريف غرب مسجد مفتوح لا يتوقف نشاطه على حضور شخص أو غيابه، بل يعج طول العام بحلق الذكر وتلاوة القرآن وخطب الجمعة وصلوات التراويح والتهجد، والمشاركة في القضايا الشرعية والسياسية في ضوء النهار وعلى أعين الناس والأنظمة وسمعهم.
أبشر القناة بما يسوؤهم اليوم بأن من يدافعون عنهم باختلاق الأكاذيب على معارضيهم؛ يتآكلون من داخلهم؛ فينسحب تجمعهم عن الحكومة؛ حتى يلعن بعضهم بعضاً؛ لأن كيد ما تقاسموا عليه من الشر وسرقة ثورة شعب السودان الأبي؛ أوهى من بيت عنكبوت .
ولن تنطلي هذه الألاعيب الصبيانية على الناس ولن توقفهم عن المضي قدماً نحو تصحيح المسار حتى تسقط حكومة قحط وتشريعاتها الجائرة؛ ليسعد أهل السودان بحكومة كفاءات غير حزبية باذن الله القدير .
وإن غداً لناظره لقريب

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى