أخبارأخبار االسودان

أخر خطبه كانت بعنوان “عُد إلى لله” .. تعرف على الداعية الفلسطيني الذي اعتقلته السُلطات السودانية

الخرطوم _ الطابية

شهد يوم الجمعة الماضي تظاهرات في شتى مناطق السودان ضد التعديلات التي أقرتها حكومة عبد الله حمدوك، وأباحت الردة وبيع وشراء الخمور لغير المسلمين،إلى جانب مواد أخرى مثيرة للجدل، ما أثار عاصفة من الغضب، وخرجت مساجد السودان للجمعة الثانية على التوالي، وقامت السلطات على إثر ذلك بإعتقال 5 من الأجانب اتهمتهم بالمشاركة في مسيرة خرجت من المجمع الإسلامي بمنطقة الجريف غرب، من بينهم الشيخ محمود الحسنات .

ونشرت وزارة الداخلية صوراً للمقبوض عليهم، ومن بينهم الداعية الفلسطيني محمود الحسنات، الذي اشتهر داخل وخارج السودان بالعمل الدعوي، وكان معروفاً وسط الشباب بتأثيره وشجاعته، كونه داعية لا علاقة له بالسياسة الداخلية للسودان، وأخر خطبه له كانت عن العودة إلى الله، فانتظمت على مواقع التواصل الاجتماعي حملة تطالب بإطلاق سراحه .

أكثر ماهو لافت أن الشيخ الحسنات يحظى بشعبية ومتابعة واسعة على مواقع التواصل، وذلك نظراً لأسلوبه المميز والمؤثر، حيث يتابع صفحته الموثقة على الفيسبوك نحو 4 ملايين، ونصف المليون متابع على اليوتيوب، وأكثر من ربع مليون متابع على انستغرام .

وقد اختار الرجل السودان مقاماً له منذ سنوات حتى انطبعت صورته في الأذهان، وبات قريباً إلى قلوب الشباب، يحظى بصلات اجتماعية طيبة وواسعة وبأهل السودان، فهو إبن قطاع غزة، وفلسطين المحتلة، إذ يخطب في المصليين من فوق منبر الشيخ محمد عبد الكريم بمنطقة الجريف غرب، وتنتشر له مقاطع فيديو على مواقع التواصل، كما أن فصحاته وقوة البيان والحجة التي تميز بها جعلت المسجد الذي يخطب فيه قِبلة تُشًد إليها الرحال، وبالتالي فإنه اعتقاله أثارة موجة من السخط والغضب في الشارع السوداني، واعتبره البعض  تكريساً للعداء ضد الأجانب وضيوف البلاد، وحد من حرية التعبير، رغم أنه لم ينشغل بالعمل السياسي، وإنما ظلت خطبه كلها ذات مسحة دينية، ودعوية، إلى جانب نصرة القضية الفلسطينة.

وبحسب شقيقه سليم حسنات فإن الشيخ لم يخرج في أي تظاهرة، وقال شقيقه في تدوينة على صفحته بالفيسبوك أن الشيخ” لم يتظاهر مع الذين خرجوا من مسجده، وإنما توجه للمنزل مباشرة ليتفاجأ ثاني يوم باستدعائه، وهو لا علاقة له بالمظاهرة لا من قريب ولا من بعيد”

شب محمود سلمان الحسنات عن الطوق في قطاع غزة عام 1989 وكان منذ طفولته شغوفاً بالقراءة والعمل الدعوي، حيث حصل في الخامسة عشر من عمره على المركز الأول في مسابقة الخطابة على مستوى قطاع غزة  بفلسطين، ونال درجة الماجستير في الفقه المقارن وعمل خطيباً للجمعة في أحد مساجد غزة، كما اشتهر بلقب “خطيب الفقراء” لأنه ظل دائماً إلى جانب الشرائح الضعيفة، وانتشرت له العديد من الخطب النارية التي تناصر الشعوب الاسلامية  .

وبمجرد انتشار خبر اعتقاله تنامت أصوات التضامن معه، والدعوات المطالبة باخلاء سبيله، وعدم الهروب من مواجهة غضب الشارع، لا سيما وأن آخر خطبة للشيخ محمود الحسنات بالمسجد الذي يؤم المصلين فيه، كانت تحت عنوان ” عُد الى الله ولو أذنبت ألف مرة” .

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى