تقاريرثقافة

حول المسألة العرقية في السودان

الخرطوم: الطابية
استضاف منتدى المعرفة بمقره بالعمارة الكويتية بالخرطوم السبت العشرين من فبراير ٢٠٢١م الأستاذ عصام الشواني الذي قدم ورقة بعنوان(مناقشات حول مسألة العرقية في السودان) بحضور لفيف من أهل الفكر و الاختصاص.
وتناول الأستاذ الشواني في ورقته مسألة العرقية، والهوية المثيرة للجدل، والمعقدة والمسكوت عنها.
حيث استعرض الشواني تشابه الممالك التي قامت في السودان، مثل دولة الفونج، مع ممالك قامت في دول مثل السنغال ومالي، وكانت ذات طابع أفريقي ديني إسلامي.. وتناول أيضا التدفق العربي في السودان قبل الإسلام قبل القرن السابع الميلادي، موضحاً أنه كان بسبب التجارة، والهجرات، مشيراً إلى ظهور الهوية العربية في سكان الصومال وجزيرة زنجبار التي تفاعلت مع الخليج وباب المندب، قبل الإسلام بسبب التجارة والتداخل.
وأكد الشواني أن الطرق الصوفية الموجودة في السودان على سبيل المثال الختمية، والإدريسية جاءت من مكة، وهي امتداد ثقافي ديني عربي. كما تناول ظهور المهاجرين إلى السودان قبل قرون من أصول عربية، واستقرارهم وأنصهارهم مع المجتمع الموجود آنذاك.
وتناول في ورقته الوجود الأفريقي في السودان، موضحاً أن سحنة سكان دولة كوش كانت خليطاً من السواد والسمرة، من خلال كتابات الرحالة.
وكان الامتداد الأفريقي أعمق، وبعد سقوطها ظهر الوجود العربي الإسلامي.
وتناولت الورقة الهوية في جنوب السودان، موضحة أن قبائل الشلك والنوير والدينكا لها هوية مختلفة عن بعضها البعض، وإنما جاء قرنق بفكرة القومية الجنوبية التي فشلت، لجهة أن قبائل جنوب السودان ليس، مثل الدينكا، ليس لها ارتباط مع جذورهم في قبائل الماساي في كينيا إنما علاقاتهم وارتباطهم وهجراتهم مع حوض النيل لذلك الوحدة أفضل. وأكد الشوان أن الذين يدعون إلى قومية البجا وجبال النوبة مخطئون لأن هذه القوميات ليس لها وجود.
وأشار مقدم الورقة أن الاستعمار له القدح المعلى في تكوين التركيبة والقومية وبروز الدور العرقي، ممثلاً لذلك بمشروع الجزيرة الذي هو مشروع رأسمالي استعمار ي، يهدف لزراعة القطن وبيعه في السوق العالمي، ولكن البيئة المادية للمشروع خلقت علاقات عمل جيدة، حيث تم استجلاب عمال من غرب السودان، وأغلبهم يتحدثون لغة الهوسا والفولاني وحدث أنصهار اجتماعي بينهم وبين المجتمع الموجود هنالك.
واستعرضت الورقة التجربة الاشتراكية والشيوعية التي قسمت المجتمع حسب العمل والإنتاج إلى الطبقة الرأسمالية والبرجوازية، والعمال.
والمجتمعات لجأت بعد الاستعمار إلى التقسيم العرقي لأنها ارتبطت بالتقسيم الاستعماري والحدود مثال لذلك دولة موريشوص.
والعرقية يصنعها أشخاص يرون أنفسهم انهم مميزون
وتناول في ورقته أن العرقية مسألة حديثة وليست قديمة وهنالك ناشطين عرقيين على وسائل التواصل الاجتماعي.،
، يسعون لإحياء هذا الإرث الاستعماري.
وأكد في حديثه أن مايوحد السودانيين أكثر ممايفرقهم، والجنوبيون الذي عاشوا في السودان تداخلو مع المجتمع حتى أطلق عليهم( اولاد الشمال) والمقصود السودان بالرغم من أن الجنوب كان عصى بسبب سياسات المناطق المقفولة التي صنعها الاستعمار.
وأكد ان النخب السياسية هي من زرعت تلك الأفكار، وصحح المصطلح بأنه ليس عنصري أو قبلي بل الصحيح عرقي، و الاستعمار كان هو السبب الأول والرئيسي
وأشار إلى أنه لا بد أن تكون هنالك دراسات ميدانية في هذا المجال حتى تكشف للشعب السوداني مدى التداخل والترابط والأنصهار الذي يعزز ويحقق والوحدة بين السودانيين.

وامن الحضور على أن من صنع العرقية هو الاستعمار و بعض السياسين المعاصرين
واختتم الشواني حديثه قائلا
لاتوجد بنية سياسية تساعد في تشكيل القومية السودانية لذلك يمكن توظيف اللغة والدين لتكوين القومية السودانية التي تعزز الوحدة والسلام، والتعايش السلمي في أرض الوطن.

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى