تقاريرتقاريرسياسة

بعد تعدد المطالبات بإقالة الولاة ..هل يستجيب المركز؟

تقرير :نجاة حاطط
بعد سقوط نظام البشير وتشكيل الحكومة الانتقالية أضحت المطالبة بإقالة الولاة شيئا يعد عاديا بالنسبة للمواطنين، فترسل الوفود الغاضبة للمركز وتسيّرالمواكب وتأتي التظاهارت تلو الأخرى، ولا ينعدل حال الولاية إلا بعد أن تتم إقالة الوالي المغضوب عليه من قبل مواطنيه..وجاءت مطالبات بإقالة ولاة؛ كسلا، ونهرالنيل، وشمال كردفان، وغرب دارفور، وأخيرا ولاية القضارف..في هذه المساحة نعرض المسببات والحلول التي رأها الخبراء

كسلا ..بداية باكرة
بُعيد إقالة الولاة العسكريين وتعيين الولاة المدنيين طالب مواطنو ولاية كسلا بإقالة واليها صالح عمار لأسباب قبلية بحتة، وانقلبت الولاية الشرقية لقدرٍ من نار فقد اشتعلت الفتنة في الولاية ما بين مناصر لبقاء والي كسلا وبين مناهض لهذا القرار، وكان المعترضون على تولي صالح للولاية قد أغلقوا الطرق والكباري واقتحموا مباني أمانة الحكومة وأضرموا النيران في الإطارات حتى أجبروا موظفي أمانة حكومة الولاية على مغادرة مكاتبهم، بعدها بأيام خرج الوضع عن السيطرة خاصة بعد تمسك الوالي بمنصبه وإدارته للولاية من على البعد ولكن سرعان ما زاد الطين بلة خاصة بعد أن تم إزهاق نفوس برئية أريقت دمائها جراء تلك الفتنة والتي لم تحل إلا بعد أن تدخل المركز وتمت إقالة الوالي.

نهر النيل ..مطالبات غليظة
في الأيام الفائتة جاءت مطالبات قبلية بإقالة والية ولاية نهر النيل، خاصة من مجلس شورى الجعليين، الذين قادوا اعتصاما عقب اعتقال أحد رموز القبيلة الذي لاحقته لجنة إزالة التمكين حتى أودعته الحراسة بعدها، انفجر الوضع في الولاية وتم قطع الطريق القومي ومن ثم تحولت المطالب بعد أن فتح الطريق وفض الاعتصام لتطالب بإقالة الوالية د.آمنة الفكي.
ونفي الأمين العام لمجلس شورى الجعليين أحمد الطيب المكابرابي في حوار له “أن تكون مطالبتهم بإقالة الوالي لكونها إمراة مضيفا أنها “من جات قافلة مكتبها على نفسها ومتوجسة جدا واختزلت الولاية ومشاكلها كلها في الشباب الحولها”.

شمال كردفان .. مطالبة مسببّة
طالب مواطنو شمال كردفان المركز بإقالة واليهم متهمين الأخير بضعف الأداء وعدم مقدرته على إدارة الولاية بكفاءة وفشله في تحقيق مطلوبات الثورة، على حد تعبيرهم، وخلقه لجفوة بينه وبين مكونات الولاية وقد سيّر مواطنو الولاية عدة مسيرات طالبت بإقالته.

غرب دارفور ..دواع أمنية
طالب مواطنو غرب دارفور بسرعة إقالة الوالي خاصة بعد الأحداث الأخيرة التي حدثت في الولاية، واتهم المواطنون المطالبون بإقالة الوالي الأخير بأنه كان سببا رئيسيا في تدهور الوضع الأمني، وانفجار الأحداث في الولاية، متهمين الوالي بالانحياز لأحدى المكونات القبلية ضد الآخرى.
القضارف ..مناشدة عاجلة
وجاءت مطالبة مزارعي القضارف بإقالة واليهم، ناعمة نوعا ما، فهم لم يضرموا نارا ولم يقطعوا طريقا بل وضعوا مناشدة إعلانية في صدر الصفحة الأولى لإحدى الصحف مذكرين المركز بدور ولايتهم وإسهامها الكبير في أمداد الخزينة العامة بالأموال، مشيرين إلى أن القضارف تحتل المركز الأول من حيث جبايات الزكاة في البلاد، حيث تمثل زكاة الزروع 90% من عائدات الزكاة بالولاية والتي يدفعها المزارعون، مضيفين بأن لأهل الولاية دورهم المقدر في مجالات الصحة والتعليم والمياه والطرق وبناء المساجد والخلاوي وأنهم لايترددون في الاستجابة لأي نداء وطني وآخرها سرعة استجابتهم لدعم القوات المسلحة في معركتها لاستعادة الفشقة.

مطالبة مسبّبة
وعزا مواطنو القضارف مناشدتهم بإقالة الوالي لأنه يتعامل معهم بصلف وغرور وعدم احترام، مشيرين لضعف أدائه وصبرهم عليه، ولفت المزارعون المطالبون بإقالة الوالي إلى أن الوالي لم يقدم أي خدمات أو تنمية للزراعة أو لعموم المواطنين، وقد أجمع مزارعو الولاية على أنهم يمثلون جميع أهل الولاية بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم، موضحين أنه لا فائدة تذكر من بقاء الوالي في منصبه، مطالبين بسرعة إعفائه والدفع بمرشح آخر يستطيع أن يقود الولاية إلى مصاف النهضة والتقدم.

هذا أو الطوفان
قال الناقد و المحلل السياسي أبوعاقلة إدريس إن الفرصة الآن مواتية، مع دخول حركات الكفاح المسلح إلى تشكيلة الحكومة بالإضافة إلى قوى الحرية والتغيير الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية، لتغيير الطاقم الحكومي كله السيادي والجهاز التنفيذي والوزراء والولاة، مع ضرورة الإسراع تشكيل المجلس التشريعي من كل أطياف الثورة وقواها الحية التي أبعدت أو أحبطت، مضيفا أن ذلك يلبي تطلعات ثورة ديسمبر المجيدة ويترجم شعاراتها إلى واقع ملموس، وأضاف أبوعاقلة، لدى حديثه لـ “شبكة الطابية الاخبارية”، قائلا: ليس المطلوب بالتغيير تغيير للشخصيات الماثلة بالمشهد السياسي الحاكم بل المطلوب تغيير السياسات الفاشلة التي انتهجها من قبل النظام البائد ولفظه الشعب ورماه بعيدا في مزبلة التاريخ، مضيفا أن الاقتصاد هوعلم البدائل وعلم الواقع وعلم المتغيرات والتنبؤات، مؤكدا أن الارتهان إلى البنك الدولي وإلى روشتات صندوق النقد الدولي عجز، وطالب أبوعاقلة بتفعيل الإرادة والنهوض بالإدارة في حل المشكلات كآفة لمعالجتها..هذا أو الطوفان

أسباب عديدة
قال المحلل السياسي والصحفي المتخصص في الشأن الولائي كباشي محمد أحمد إن مطالبة المواطنين بإقالة بعض الولاة المدنيين بعد إقالة الولاة العسكريين يعد سببا من أسباب الحرية التي ينعمون بها الآن وقد ابتدر هذا السلوك مواطنو كسلا برفضهم لواليهم الذي كان مرفوضا لقطاعات واسعة من المواطنين ولكنه تحدى الأخيرين وصمم على أن يقبل التحدي ويصير واليا ومن هنا تفجر الوضع في كسلا وصارت المطالبات طابعها قبلي أما بقية الولاة فدخلت القبلية لأنها أضحت الأعلى صوتا مضيفا بأنه في العهد البائد لم تكن هذه المسالة متفشية بهذه الصورة إضافة الى تدني هيبة الدولة فكل من يسخط على والي فما عليه إلا أن يحشد مجموعة من أقاربه وبعدها يحرق إطارا ويحتج ولن يجد من يسأله نسبة للحرية التي هي موجودة الآن بصورة واسعة في كل الولايات الشيء الذي جعل الاخيرين يتجاوزا حتى النقاط الحمراء ، وأضاف كباشي – لدى حديثه ل”شبكة الطابية الاخبارية “- بأن الولاة الحاليين اثبتوا بأنهم “غير كفاءات ” وهذا الشيء الذي جعل المطالبات تزداد بإقالتهم خاصة في ظل الظروف الاقتصادية والأمنية مضيفا بأن الأخيرة قد تصنع صناعة فتردي الوضع الأمني يعجل بإقالة الولاة

وضع مأزوم
وأضاف كباشي أن الحكومة الآن في وضع لا تحسد عليه، خاصة فيما يتعلق باقالة والية نهر النيل، فاذا استجابت حكومة المركز لمطالب الثوار فتلك مشكلة واذا لم تستجب فتلك مشكلة اكبر لذلك فلابد من تقريب وجهات النظر بين الطرفين؛ ولفت كباشي إلى أن الحل يكمن في إقالة كل الولاة خاصة أن كثيرين منهم اتسم أداؤهم بالضعف، كما طالب كباشي بأن تكون هناك استثناءات فيما يتعلق بالولاة المدنيين مؤكداً بأن الولاة العسكريين هم الأفضل في بعض الولايات خاصة تلك التي تشهد انفلاتات أمنية.

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى