حوارحوارات وتحقيقاتسياسة

المزارع عثمان آدم علي أحد أصحاب المشاريع بـ (الفشقة) في إفادات للطابية:

المليشيات هي الوجه الآخر للجيش الإثيوبي والجنود الإثيوبيون مارسوا القتل والنهب في أراضينا.

تمثل مناطق الفشقة الكبرى والفشقة الصغرى بولاية القضارف أرضا سودانية خالصة تعرضت للاحتلال والاعتداء الإثيوبي خلال السنوات الخمس وعشرين الماضية، وقد تضرر المزارعون وأصحاب المشاريع والأهالي في تلك المناطق من ممارسات الجيش الإثيوبي والمليشيات التابعة للمزارعين الإثيوبيين في تلك المناطق، وأخيرا قام الجيش السوداني باسترداد تلك المناطق، وتوغل حتى علامة الحدود الدولية بين السودان وإثيوبيا، وبذلك استرد الجيش السوداني ببسالة وشجاعة أرضا سودانية عزيزة، والبعض يخوض في حديث عن المنطقة، وطبيعتها، وتاريخها، وسكانها، دون أن تكون له معلومات كافية عن الموضوع، ولاستجلاء هذا الموضوع، رأينا أن نستنطق أحد أصحاب المشاريع بمنطق الفشقة، ونطرح عليه بعض الأسئلة حول المنطقة وتاريخها وأحداثها ومطالب أهها، فحدثنا الأستاذ عثمان آدم علي محمد حديث العارف الخبير، والممارس المحترف، وهو أحد ملاك الأراضي من أصحاب المشاريع السودانيين، فأفاد، وأجاد.

حاوره/ قسم الحوارات والتحقيقات:

* بداية حدثنا عن تاريخ التوغل الإثيوبي في الأراضي السودانية في منطقة الفشقة الكبرى والصغرى، وملابسات ذلك التوغل الذي أدى لاحتلال الفشقة الصغرى.
ـــ توغل الإثيوبيون في الأراضي السودانية بصورة كبيرة عام 1996م بعد محاولة اغتيال الرئيس المصري مبارك والتي جرت في إثيوبيا آنذاك واتهم السودان بأنه وراء المحاولة، وكان الغرض من التوغل واستغلال الأراضي السوداني من قبل الأثيوبيون إجبار السودان على تقديم تنازلات بالسكوت عن هذا التوغل مقابل عدم إثارة موضوع اغتيال مبارك، وكان الجيش السوداني منشغلا آنذاك بقتال حركات التمرد في جنوب السودان، بل وفي شرق السودان الذي انفتحت جبهته أيضا آنذاك.والفشقة

المزارع السوداني لم يؤجر أرضه للإثيوبيين وحصاد أرضنا يذهب كله لإثيوبيا.

الصغرى تم احتلالها بالكامل من قبل الإثيوبيون، وهذه المنطقة يسميها الأهالي (الفشيقة)، ومساحاتها المزروعة كبيرة جدا.

*بعض الحديث يدور عن أن هؤلاء الذين احتلوا الفشقة الصغرى ومارسوا بعض الممارسات المرفوضة من قتل ونهب ينتمون إلى مليشيات محلية، ولا علاقة لهم بالجيش الإثيوبي الفدرالي التابع للحكومة الإثيوبية، فما حقيقة الأمر؟
ــ المليشيات هي الوجه الآخر للجيش الإثيوبي، وكل مزارع إثيوبي تخصص له الحكومة الإثيوبية ما بين خمسة إلى عشرة جنود من الجيش الفدرالي، وهؤلاء الجنود تحت إمرة المزارع، وأحيانا يرسل المزارع هؤلاء الجنود لنهب المواشي والمزارع، وقد عانينا كثيرا نحن كمزارعين من هذه الهجمات داخل القرى السودانية، وأحيانا يدخلون البيوت، ويقتلون الناس، مثال لذلك آدم أحمد إبراهيم أبو دقن، فقد جاء أفراد من الشفتة وقتلوا ولده محمد، واعتدوا على ولده إبراهيم، والقصة مشهورة في المنطقة، ومن ممارسات الشفتة أيضا خطف المزارعين ونذكر منهم الإخوان إبراهيم آدم وعز الدين جالو وبابكر جالو وقد تم خطفهم من داخل الأراضي السودانية، وذهبوا بهم إلى الحمراء وسجنوهم في إثيوبيا لمدة خمس سنوات من غير أي سبب، وأحيانا يقومون بنهب الآليات في الخلاء.واحتلال الفشقة الصغرى بكاملها تم في شهر يونيو سنة 1996م، وأحيانا ينسحبون لكنهم سريعا يعودون، والمليشيات الإثيوبية تدخل وتنهب، وإذا الحكومة السودانية احتجت، قالوا لهم إن هؤلاء متفلتين، وإذا هاجمهم الجيش السوداني، احتجت الحكومة الإثيوبية باعتبار أن هؤلاء من الجيش الإثيوبي، ومن قبل كان بعض المزارعين السودانيين يذهب مع قوات الدفاع الشعبي ويحرر أرضه من قبضة الإثيوبيين.

* يتردد أيضا أن المزارع السوداني قام بإيجار أرضه للمزارع الإثيوبي، فهناك اتفاق إذن بين الطرفين.

هذه هي مطالبنا من الحكومة بعد التحرير.

ــ في البداية كان المزارع الإثيوبي يأتي ويحاول الاتفاق مع المزارع السوداني لزراعة الأرض التي يملكها السوداني، مقابل اقتسام الأرباح بعد الحصاد، وهذه شراكة، وليست إيجارا، لأن الإدارة عند المزارع السوداني وهو صاحب الأرض، والمزارع الإثيوبي يدخل بالتمويل، هذا في الفشقة الكبرى، أما في الفشقة الصغرى، فقد أصبح الإثيوبيون بعد اجتياحها يذهبون بكل حصادها إلى إثيوبيا، وأنشأوا عليها العديد من المنشآت، والآن الحمد لله الجيش السوداني وضع يده عليها وأصبحت تابعة للسودان.

* وزير الإعلام السوداني فيصل محمد صالح نُقل عنه أن السودان لا يمانع من إيجار هذه الأرض للإثيوبيين، وهذا التصريح صدر بعد تحرير الجيش السوداني لأراضي الفشقة الصغرى، كيف تنظرون لهذا التصريح؟
ــ بعض الناس يتحدثون عن المنطقة ولا يعرفون عنها شيئا، ووزير الإعلام ليس له الحق أن يصرح بذلك، ونحن نرفض حديثه، وهذا يعيدنا إلى الاحتلال الإثيوبي، ولا نريد لغير السودانيين أن يزرعوا أرضهم، ونحن بعون الله نستطيع حماية أرضنا، وهدفنا أن يعود الجيش السوداني إلى معسكراته القديمة في المنطقة، والإثيوبيون ليس لديهم حسن نية في الموضوع كما قد يتصور البعض، فإذا جاءوا وزرعوا الأرض، سنفقد هذه الأرض ولن نتمكن من استعادتها بسهولة، وهم لن يقفوا في حدود الفشقة،

حديث وزير الإعلام مرفوض والبعض يتحدث دون معرفة بالأرض.

فلهم أطماع في أرضنا تصل إلى ولاية الجزيرة، وهم يصرحون بهذا في احتفالاتهم وتصريحات مسئوليهم، ونحن لن نسمح لهم بشبر من أرضنا، ولا نريد شبرا من أرضهم، والحكومة السودانية دورها أن تساعد المزارع السوداني، لا العكس.

* هل قمتم بمخاطبة المسئولين السودانيين في السنوات الماضية لشرح قضيتكم وعرض مشاكلكم ومآسيكم مع الإثيوبيين؟
ــ منذ أيام الإنقاذ حاولنا أن نشرح قضيتنا، وكتبنا العديد من المذكرات، وأنا كتبت خطابا إلى رئيس الجمهورية حينها عمر البشير، وسلمت هذا الخطاب إلى مدير القصر الجمهوري، ولكني لا أعلم مصير هذا الخطاب، ثم كتبت رسالة أخرى إلى نائب رئيس الجمهورية حينها يوسف كبر، وبعد الثورة حاولنا أن نوصل رسالة إلى الفريق حميدتي، وجئت إلى مقر قوات الدعم السريع في الخرطوم، ولكني لم أستطع مقابلته، ولدينا شباب قابلوا وزير الخارجية الحالي عمر قمر الدين، وشرحوا له القضية، ونذكر ممن قابلوا وزير الخارجية الإخوة الطائف عثمان والرشيد عبد القادر وكمال يعقوب، وبعد تصريح وزير الإعلام الأخير حول إمكانية إيجار الأرض للإثيوبيين، قامت الأجسام المطلبية في المنطقة بالرد عليه، واعتبروه حديثه هذا مرفوض.

* الآن وبعد أن تم تحرير الأراضي السودانية في الفشقة الصغرى من قبل الجيش السوداني، ماهي مطالبكم من الحكومة السودانية؟
ــ لدينا مطالب محددة من الحكومة السودانية، أولا نطالب بالتعويض للمتضررين خلال خمسة وعشرين عاما هي عمر الاحتلال الإثيوبي لأرضنا، سواء أكان الضرر مادي، أو معنوي، ثانيا حماية الحدود، وتسليم أصحاب المشاريع مشاريعهم، ثالثا تمويل المزارعين ليتمكنوا من زراعة أرضهم، خاصة أن التمويل كان هو المدخل الذي دخل به الإثيوبيون في البداية، واحتلوا أرضنا لاحقا، رابعا إصلاح الطرق والكباري لأن الطرق في الخريف تنقطع بسبب الأمطار، وبعد قيام سد أعالي عطبرة وستيت لم يتم ربط أراضي الفشقة بكباري للعبور إلى المشاريع الزراعية.

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى