ثقافة

منتدى “السرد والنقد ” يحتفي بكتاب نقدي.. “همهمات في النقد الأدبي”.. في طاولة التشريح

الخرطوم : نجاة

في أول عمل، واقعي، بعد جائحة كورونا أقام منتدى “السرد والنقد”، الأربعاء الماضي مدارسة لكتاب “همهمات في النقد الأدبي ” للناقد يبات علي فايد ..قدم الأمسية رئيس المنتدى شاذلي جعفر شقاق متناولا سيرة ومسيرة المحتفى به مذكرا بالدواوين التي أصدرها، والتي تشمل: ” ثلاثون نصا لعشر نساء”، و”عبث الحسان”، و”غنيت للحب”، و”طوينا صفحة الليل”، كما له كتاب “دليل الحائر في العروض والقافية والدوائر”، إلى جانب الكتاب المحتفى به “همهمات في النقد الأدبي”.

قدم الناقد عزالدين ميرغني قراءة نقدية للكتاب، قائلا “إن الكتاب يشتمل على مجموعة مقالات أشبه ما تكون بالخواطر النقدية، مشيراً إلى أن (الأنا) في مقالات الكتاب واضحة بكثرة، مضيفا أن هذه الميزة تجعل من الناقد يكون رأيه أشبه بالرأي الخاص، رغم أن الخواطر هي في الأساس خواطر ناقد وشاعر في ذات الوقت، مضيفا أن الكاتب، عندما كتب كتابه، كتبه دون التزام بحقبة زمنية معينة، وكان يقفز بين الحقب، وقد استند الكاتب في مرجعياته إلى عدة أشياء منها أن انتقاله لقبيلة النقاد ليس غريبا باعتبار أن هناك نقاد هم في الأساس شعراء، ولفت ميرغني إلى أن الكاتب هو في الأساس خريج كلية اللغة العربية، الأمر الذي ساعده في نقد الشعر ومعرفة العروض وكذلك معرفة الكلمات القاموسية المنسية. وأضاف ميرغني أن اشتغال يبات في التدريس يظهر أثره في كتابه، فقد استفاد من عمله في شرح المعاني، كما استخدم أدوات التنبيه التي يستخدمها المعلم، مثل “أنظر إلى”، وتطرق ميرغني للمرجعية التي يستند عليها (يبات) في عمله كمترجم، مشيراً إلى أنه رغم كونه مترجماً إلا أنه لم يلجأ لمدارس (التفكيكية) و(الحداثة) و(مابعدها)، وبذا يكون قد عطّل دور المترجم ولم ينحاز للتقنيات الحديثة، وأضاف ميرغني أن شاعرية يبات كثيرا ما تدخلت في عمله النقدي، أمّا في جانب نقده للسرد فقد جاء نقده في اتجاه اللغة فقط، وهو جانب واحد من النقد، مشيراً إلى ضرورة تطويره لجانب السرد لكونه جاء ضعيفا بالنسبة لنقده الشعري.

أمافي ورقة الناقد أبوعاقلة إدريس فقد علّق على ما ذكره (يبات) عن أن الشاعر (سحيما عبد بني الحسحاس) كان يرتضخ لكنة أعجمية (أي أنه يخلط العربية بغيرها من الكلام) فكان ينشد ويقول أحسنك والله يريد : (أحسنت)، بأنه ليس خلطاً بالأعجمية، بل إن له شواهده المعتبرة من التراث العربي، من نحو ذلك مما رواه عبد القادر البغدادي في “خزانة الأدب” عن الراجز الحميري في جيش الحجاج بن يوسف الثقفي يخاطب عبدالله بن الزبير اللائذ ببيت الله الحرام:
يا ابن الزبير طالما عصيكا
وطالما عنيكنا إليكا
لتجزين بالذي أتيكا
ونضربن بسيفنا قفيكا
ولابن منظور في (لسان العرب) تعليق مناسب على هذا الرجز الحميري حيث قال :
“من العرب من يجعل التاء كافاً، وهو عينه ما قاله (يبات)، من أن أحسنك التي قالها سحيم أراد بها أحسنت.
أما في ورقة الناقد محمد حسن رابح المجمر، فقد أشار في حديثه إلى أن أي كتاب نقدي لابد أن يجيب فيه الناقد على سؤال (ماذا يريد أن يقول للناس؟)، مضيفا أن صاحب الكتاب يحمل الصفتين “شاعر، وناقد ” معاً، ولكنه عاب على الناقد انغماسه فقط في الأقليم الشرقي وإصراره على أن أهلها يجيدون العربية، على الرغم من أن كل المناطق التي وصلتها الدعوة الإسلامية تجيد العربية لأنها تؤدي بها عباداتها، حتى وأن كانت لا تتحدث بها، وأضاف مجمر “على أن يبات في كتابه أثبت أن حركة النقد طوال الثلاثين عاما الماضية كانت تستند على المجاملة و(البقشيش)، الأمر الذي أفسد أجواء الحركة النقدية”.

أما في ورقة الناقد فائز أحمد علي، فقد لاحظ عدم وجود سيرة ذاتية في خاتمة الكتاب أو مقدمة للكتاب أو صورة للكاتب، كما أشار لعدم دقة التجنيس الأدبي والتوصيف العلمي لفحوى الكتاب في (العنوان)، كما لاحظ علي المبالغة في التأويل الحسي في مقال ” المفردة المموهة في مطلع قصيدة عام الرمادة”، ولفت أيضا للمبالغة في التأويل الحسي في مقال “الثنائية في قصيدة مغالطاات للشاعر عبدالرحيم حسن حمزة”.. وأوجد الناقد ما سماه نتائج بحثية مهمة وغير مسبوقة للمؤلف مثل؛ إجادة الشاعر سحيم عبد بني الحسحاس للغة التقرايت.

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى